ووفقا لوكالة “بلومبرج” للأنباء فقد انخفضت العقود الآجلة في نيويورك إلى ما دون 38 دولارا للبرميل بعد خسارة 2ر3% الأسبوع الماضي. وتجاوزت الوفيات الناجمة عن الجائحة النصف مليون فيما تجاوزت الإصابات عشرة ملايين، كما رصدت إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة أكبر عدد من الإصابات في يوم واحد. وتسبب تزايد حالات الإصابة في جنوب وغرب الولايات المتحدة في قيام ولايات، من بينها تكساس، بإعادة فرض تدابير لاحتواء التفشي، ما يلقي بظلال قاتمة على التوقعات على الطلب.
فقد حذر حاكم ولاية تكساس الأمريكية جريج أبوت أمس الأحد من أن ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الولاية أصبح اتجاها مقلقا، وحث المواطنين على البقاء في منازلهم قدر الإمكان.
وأمر حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية جافين نيوسوم بإغلاق الحانات في مناطق مهمة بالولاية الأكثر تعدادا للسكان، بما في ذلك مدينة لوس أنجليس، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أنه من المرجح أن تشهد الأسعار المزيد من التراجعات إذا لم تسفر جهود تحالف “أوبك بلس” عن تقييد الإنتاج. ويعمل العراق، الذي عادة ما يتخلف عندما يتعلق الأمر بخفض الإنتاج، على إعادة تقييم عقود ضخ الخام في الحقول عالية التكلفة ضمن مسعى لخفض النفقات خلال خفض الإنتاج، ما يعكس التزاما داخل التحالف بالحد من أي تخمة نفطية عالمية.
وبعد تعاف سريع إثر تراجع لما دون الصفر في نيسان/أبريل الماضي، نتيجة لخفض الإمدادات وانتعاش الطلب، سجلت أسعار الخام تراجعات في أسبوعين من الأسابيع الثلاثة الماضية.
ويأتي هذا في وقت ارتفعت فيه مخزونات النفط في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، بينما لا يزال الاستهلاك العالمي بعيدا جدا عن مستويات ما قبل الجائحة، وتعمل الكثير من مصافي النفط في ظل مستويات منخفضة، وهناك دلائل على أن الانتاج الأمريكى بدأ في العودة، بينما بدأت النرويج في ضخ النفط من حقلها الجديد.
وقال “هوي لي” الخبير الاقتصادي في شركة الخدمات المصرفية عبر البحار الصينية المحدودة- في سنغافورة إن “أسعار النفط ربما وصلت إلى ذروتها على المدى القصير، ومن المرجح أن تتعزز الأسعار خلال الأسابيع القليلة المقبلة”. وقال إن الأسعار ارتفعت بما يكفي لتشجيع عودة المنتجين الهامشيين في الولايات المتحدة.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط تسليم آب/أغسطس بنسبة 2% إلى 74ر37 دولار في بورصة نيويورك بعد تراجع بـ 6ر0% الجمعة. كما تراجع خام برنت تسوية آب/أغسطس بـ9ر1% إلى 25ر40 دولار في بورصة أوروبا للعقود الآجلة بعد تراجعها بـ8ر2% الأسبوع الماضي.
وفي الولايات المتحدة، قدمت يوم أمس شركة “تشيسابيك إنرجي كورب” دعوى للإفلاس، لتصبح واحدة من أكبر ضحايا انهيار الطلب على الطاقة بسبب الجائحة. بينما تستعد شركة “إكسون موبيل” لشطب وظائف من أجل الوصول إلى هيكل تنظيمي أكثر كفاءة.
وفي تحرك قد يكون من شأنه تغيير توازن القوى بين البائعين والمشترين في سوق النفط، تجري شركات التكرير العملاقة المملوكة للدولة في الصين مشاورات لتشكيل مجموعة مشتركة لشراء النفط الخام. وقد حظي المقترح على دعم الحكومة المركزية والأجهزة الرقابية المعنية، وفقا لمصادر مطلعة.