أعرب اتحاد المستثمرين الإفريقي الآسيوي عن تطلعه لمزيد من تمكين المرأة في أفريقيا وآسيا، مؤكدًا أن التمكين الاقتصادي للمرأة يعزز من فرص تواجدها في دوائر صنع القرار، ويرفع عنها أعباء الاستغلال والانتهاكات المختلفة.
ودعت حنان طاهر الأمين العام للاتحاد، في تصريحات لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى القضاء على الصعوبات التي تحول دون تمكين النساء بشكل كامل، خاصة في بعض الدول الإفريقيةـ وفق بيان الاتحاد اليوم الأحد.
وبحسب البيان أشادت طاهر بالاهتمام الذي تحظى به المرأة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الرئاسة.. حيث ضم التشكيل الوزاري الأخير 8 وزيرات، ونائبتين، فيما تضمنت ضمت حركة المحافظين التي تم إعلانها في 27 نوفمبر 2019، 7 سيدات، مؤكدة سعادتها، كسيدة، بما تتمتع به المرأة المصرية من إيمان القيادة السياسية بمبدأ التمكين، ودعم حصولها على كافة حقوقها، ومن ثَم القيام بدورها في إعلاء شأن الوطن.
وأضافت الأمين العام أنه رغم التقدم الملحوظ في ملف تمكين المرأة، فلا تزال غالبية النساء الأفريقيات تعملن فى “القطاع غير الرسمي” بمعنى أن مجهودهن رغم ضخامته غير مرئي ولا يقابله أجر أو يقابله أجر زهيد للغاية فى أحسن الأحوال.
كما تواجه النساء الكثير من المعوقات بسبب القوانين والممارسات التمييزية التى تحد من قدرتهن على امتلاك الأراضى أو الحصول على التمويل أو اتخاذ القرارات بل وتصل إلى حرمانهن من حقهن فى الميراث فى بعض الدول، وفى تقرير للمركز الدولى لابحاث المرأة فى واشنطن يشير إلى أن النساء فى دول جنوب الصحراء مسئولات عن انتاج 80 ٪ من إجمالى المنتجات الغذائية ومع ذلك فان نسبة امتلاكهن للأراضى القابلة للزراعة لا تتجاوز الواحد فى المائة فقط.
وقالت إنه برغم الصعوبات فإن هناك أملا كبيرا في تحسن أوضاع النساء فى دول القارة السمراء وخاصة خلال الأعوام الأخيرة حيث تتولى النساء أعلى المناصب بدءا برئاسة البلاد في مالاوي وليبيريا؛ حيث تولت الدكتورة إلين جونسون سيرليف رئاسة جامعة هارفارد وأستاذة التاريخ قبل أن تصبح أول سيدة كرئيس لدولة أفريقية “ليبيريا” فى عام 2006، وحصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2011.
وكانت جيزيل أول سيدة مدغشقرية تحظى بمقعد فى المجلس البلدى وتشارك فى العمل السياسى عام 1956، كما تزعمت حزبًا سياسيًّا عام 1958، واختيرت كوزيرة عام 1977، كما أسست صحيفة للدفاع عن حقوق الإنسان، وكرست حياتها للدفاع عن استقلال مدغشقر.
وحصلت وانجاري ماثاي على جائزة نوبل للسلام عام 2004، كما أسست حركة الحزام الأخضر فى عام 1977 فى كينيا، حيث كانت أبرز المكافحات فى مجال البيئة، والدفاع عن حقوق الإنسان.
ومن أهم الأصوات المناهضة لنظام الفصل العنصرى فى جنوب افريقيا، وحصلت على جائزة “جرامى” للموسيقى، وفقدت جنسيتها واضطرت للجوء لأمريكا بسبب أغانيها المناهضة للعنصرية ضد اللون، وعادت عندما أصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وحصلت على لقب “ماما أفريقيا”.
وقد تولت العديد من النساء الأخريات مناصب هامة مرورا بتولي دلاميني زوما رئاسة الاتحاد الإفريقي، وفوزية آدن منصب أول وزيرة للخارجية في الصومال، وهناك أيضا سيدات قدمن أروع النماذج في الصبر والتضحية، ففي رواندا بطلة أكبر مذبحة للتطهير العرقي حيث انتفضت النساء، ومنهن نوراه باجيرينكا إحدي الناجيات من المذابح وأسست منظمة “نساء رواندا الناشطات” من أجل التغيير.
وشددت د. حنان طاهر على أن مصر كانت سباقة في تمكين السيدات، فتولت الدكتورة حكمت أبو زيد منصب الوزيرة عندما اختارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962، وأطلق عليها “قلب الثورة الرحيم”.
وأكد الدستور المصرى على أن المرأة هي نصف المجتمع وأساس الأسرة، ومنحها الدستور الحماية والرعاية بتخصيص أكثر من 20 مادة تعد تطوراً مهماً للتأكيد على أهمية دور المرأة في الدولة والمجتمع دون تمييز أو إقصاء، فضلا عن أن المرأة تستفيد أيضاً من كافة مواد الدستور باعتبارها مواطناً كامل المواطنة مثل التزام الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التكافل الاجتماعي بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين رجالاً ونساءً كما حرص الدستور على أن يضمن تلك الحقوق للمرأة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي أول انتخابات برلمانية تجرى بعد ثورة 30 يونيو، بلغ عدد النائبات 90 نائبة منهن 76 منتخبة بالإضافة إلى 14 سيدة معينة ، بنسبه 15% من جملة الأعضاء، وكان قد تم إعلان عام 2017 عاما للمرأة المصرية، فضلا عن إطلاق «الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030».
وأشارت الأمين العام لاتحاد المستثمرين إلى أن المرأة الإفريقية قد حققت أكبر مكتسباتها في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى دورته الثانية والثلاثين لعام 2019؛ إذ حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تأكيد تمسكه بتحقيق أهداف أجندة “إفريقيا 2063″، لاسيما الهدف السادس الخاص بتمكين المرأة والقضاء على كافة أشكال العنف والتمييز ضدها، وكذلك دورها في تحقيق الأمن والسلام والتنمية، بالرغم من استمرار بعض التحديات التي تواجهها، كما أطلق برنامجا خاصا بالمرأة الإفريقية ضمن المبادرة الرئاسية لتدريب الشباب الإفريقي ويستهدفُ السيدات من كل أنحاء القارة السمراء.