in ,

حوار| المهندس محمد زكري رئيس شركة يونايتد سولت إيجيبت لملح الطعام: نصدر الملح منذ 17 عاما واتجهنا للتصنيع قبل عام ونصف

المهندس محمد زكري: البيروقراطية والإجراءات الروتينية تقتل الصناعة في مصر 

نطلق استغاثة للرئيس السيسي لإنهاء معاناة مصدري الملح المصريين

مليون دولار صادرات الشركة العام الماضي.. ودول أوروبا وأفريقيا أهم أسواقنا

نتفاوض مع شركة هولندية لتصدير 4 آلاف طن شهرياً من ملح الأقراص

عهد الرئيس السيسي منفتح علي الصناعة ويحسب له سرعة صرف الدعم التصديري

 

بينما يدعم الرئيس السيسي الصناعات المصرية ويشجع على زيادة التصدير، لمع اسم شركة يونايتد سولت إيجيبت، المتخصصة في إنتاج ملح الطعام المصنع، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة كبيرة في الأسواق الخارجية خاصة في أفريقيا وأوروبا.

لكن في خضم هذا النجاح، تظهر البيروقراطية التي تقتل الصناعة في مصر، وكل نجاح يسعي له الرئيس السيسي والشركات الوطنية المصرية، وهو ما يشتكي منه المهندس محمد زكري، رئيس مجلس إدارة شركة يونايتد سولت إيجيبت، خلال حواره مع جريدة «أنباء الشرق الأوسط»، والذي أطلق استغاثة للرئيس السيسي لإنهاء معاناة المصدرين المصريين خاصة العاملين في تصنيع الملح.

في البداية يقول المهندس محمد زكري، إن الشركة تعمل في مجال تصدير الخامات التعدينية من ملح ورمل زجاج منذ عام 2000، وتخصصت في الملح عام 2003، من خلال شراء الملح من المصانع المصرية وتصديره، لكننا حرصنا علي الدخول للمجال الصناعي للوفاء بالالتزامات التصديرية المتزايدة والتركيز على الجودة بشكل أكبر.

وتابع أن الشركة أسست قبل نحو عام ونصف العام، مصنعا لإنتاج ملح الطعام المكرر في الروبيكي بمنطقة الـ800 فدان الصناعية بمدينة بدر، كما أنتجت ماركة تحت اسم «بيور سولت» أو الملح النقي خاصة بها.

وأشار إلى أن الشركة تصدر للعديد من الأسواق سواء في إفريقيا أو أوروبا، خاصة دول أوغندا وبنين والكونغو وهولندا وغيرها، مضيفا أن الدول الإفريقية تعتمد بشكل كبير على صادرات الشركة من الملح مع فقرها للتكنولوجيات التي تتمتع بها مصر والمتعلقة بتكرير الملح، فضلا عن السعر التنافسي للملح المصري.

وأوضح أن الشركة استقبلت مؤخرا وفدين من هولندا وأوكرانيا، للتفاوض على تصدير كميات ملح أقراص لمعالجة المياه، حيث جاء الوفدان لمعاينة الشركة، قبل توقيع عقد طويل الأمد يصل لخمس سنوات بمعدل تصدير شهري 4 آلاف طن.

وأضاف أن الشركة تركز علي التصدير بشكل كبير في عملها، بهدف توفير عملة صعبة للدولة المصرية، إلا أنها تصطدم بإجراءات بيروقراطية قاتلة تشمل ارتفاع أسعار النقل ومشكلات الموانئ والتخليص الجمركي في مصر، رغم أن «شركتنا ضمن القطاع الرسمي، ولديها جميع الموافقات والرخص المطلوبة للعمل».

وأوضح أن أهم الإجراءات البيروقراطية تشمل موافقة عدة جهات على تصدير الشحنات رغم أنها ليست جهة ولاية على الصناعة، ومنها طلب موافقة جهاز الخدمة الوطنية وهيئة الثروة المعدنية على تصدير الملح، رغم أنه ليس خاما، بل دخلته قيمة مضافة كبيرة جدا، وبات منتجا استهلاكيا، يحتاج الدعم في التصدير وليس العكس.

وأضاف أن الثروة المعدنية يجب أن تكون جهة ولاية حال تصدير المنتجات في صورتها الخام، لكن ما دورها في الموافقة من عدمها على تصدير شحنة منتجات سلعية تتمثل في الصورة النهائية لملح الطعام، مشددا على أن الإجراءات باتت معقدة وبرسوم باهظة تعجز المصدرين المصريين، وتعطي ميزة تنافسية للدول الخارجية، «هذا الروتين يقتل التصدير».

وتابع أن الشركة قدمت شكوي لوزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، قامت بتحويلها إلى هيئة الصادرات والواردات، لكن الأخيرة أكدت عدم اختصاصها لتتحول إلى الجمارك، التي أكدت أنها اشتراطات القوات المسلحة، وهذا غير معقول خاصة أن الرئيس السيسي والقوات المسلحة دائما ما يدعمون المصريين والمستثمرين.

وشدد على أن هذه العراقيل يجب ألا توضع أمام مصدري المنتجات النهائية، وإن كانت مقبولة أمام المصدرين للمواد الخام فيجب أيضا تخفيفها، حتي تستطيع الشركات المصرية المنافسة خارجيا، لاسيما أن المصروفات المطلوبة للحصول على الموافقة التصديرية تصل لآلاف الجنيهات.

وأكد ضرورة إلغاء هذه العراقيل حتي تستمر الشركات في المنافسة والتصدير، خاصة أنها تسببت في تعطيل أكثر من شحنة، رغم تقديم أكثر من شكوي لوزيرة التجارة والصناعة، مطالبا وزير المالية الدكتور محمد معيط، بإصدار قرار لتسهيل إجراءات التصدير من خلال الشباك الموحد، لإنهاء جميع الإجراءات في الجمارك وخلال وقت وجيز، بدلا من المعاناة لشهور من أجل تصدير شحنة ملح.

وأوضح أن عهد الرئيس السيسي منفتح علي الصناعة، لكن هناك موظفين بالمصالح الحكومية يدمرون كل مجهود يقوم به، ويضعون عقبات أمام المستثمرين.

وتابع أن استثمارات الشركة على أرض مصر بملايين الجنيهات، منها 10 ملايين جنيه استثمارات المصنع فقط، فضلا عن ملاحة تتبع الشركة في الواحات، مضيفا أن صادرات الشركة العام الماضي وصلت إلى مليون دولار.

فيما أشاد بسرعة صرف الدعم التصديري للشركات في عهد الرئيس السيسي لاسيما العام الماضي، مؤكدا أنها من أهم دعائم التصدير، لذلك نؤكد أن الرئيس يدعم الشركات المصرية المصدرة بكل قوة، بينما المشكلات والعراقيل والبيروقراطية تأتي من الموظفين.

 

مصانع بئر السلم.. منافسة غير متكافئة

في سياق متصل تحدث المهندس محمد زكري، عن مشكلة أخري تتعرض لها الشركة، بسبب عدم وجود رقابة، تتمثل في المنافسة غير المتكافئة مع مصانع بئر السلم، التي تجلب الملح الخام وتطحنه بماكينات رديئة ثم تبيعه في أكياس تحمل نفس اسم الشركة وبأسعار زهيدة، فتضرب استثمارات شركتنا بطريقة مزدوجة في السعر والسمعة. 

وتابع أن الشركة تحرص على جلب ماكينات حديثة كان آخرها من ألمانيا، للوصول لأعلى جودة، بينما مصانع بئر السلم تضر باسم الشركة، وبصحة المواطنين بسبب بيع الملح غير المطابق للمواصفات ويحمل شوائب مضرة جدا بالصحة، مطالبا الجهات الرقابية بالقيام بدورها ومواجهة هذه المصانع.

كما تحدث عن مشكلة أخري تتمثل في البيروقراطية عندما تستورد الشركة ماكينات، والتي يتم تخزينها في الموانئ لعدة شهور بما يعطل دورة الإنتاج والخطط الاستثمارية، فضلا عن الغرامات التي تدفعها الشركة كغرامات في الموانئ، مؤكدا أنه يسعي لضخ استثمارات وزيادة الشحنات التصديرية بشرط تخفيف الإجراءات الروتينية.

وطالب في النهاية المهندس محمد زكري، الرئيس السيسي بنظرة اهتمام إلي منطقة الـ800 فدان، التي تضم 112 مصنعا، لكنها تغرق في المشاكل بسبب ضعف البنية التحتية، وهو ما أدي لغرق المنطقة في الشتاء الماضي، مضيفا أنهم قدموا شكوى لهيئة التنمية الصناعية والتي حولتها للمقاول الذي تجاهل هذه الشكوي ولم ينفذ أي شيء رغم أنه تحصل على جميع مستحقاته، قائلا «112 مصنعا في مأساة». 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الصحة: تسجيل 115 حالة إيجابية جديدة لفيروس كورونا.. و 20 حالة وفاة

وزيرة التجارة تعلن انتهاء ازمة فرض السلطات الكينية رسوم جمركية على الصادرات المصرية