في 11 ديسمبر 2005، دخلت المملكة العربية السعودية تاريخ اقتصادي جديد بانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية (WTO).
يعد 18 عاما من هذه الخطوة، أصبحت آثارها واضحة في تحول المشهد التجاري والاستثماري، لكنها حملت أيضا تحديات استدعت مواءمة السياسات المحلية مع المعايير الدولية.
لنعرف ماهي أبرز إيجابيات وسلبيات هذا الانضمام
الإيجابيات: كيف استفاد الاقتصاد السعودي؟
1. قفزة في التجارة الدولية
- ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي للمملكة من 90 مليار دولار عام 2005 إلى 390 مليار دولار بنهاية 2022.
- دخول منتجات سعودية كـ”البتروكيماويات” و”الألمنيوم” إلى أسواق أوروبا وآسيا بفضل إلغاء الحواجز الجمركية.
2. جذب الاستثمار الأجنبي المباشر
- تضاعف تدفق الاستثمارات الأجنبية من 4.2 مليار دولار عام 2005 إلى 19.3 مليار دولار في 2022.
- إنشاء شركات عالمية كـ”أرامكو” مشاريع مشتركة مع “بيكر هيوز” و”شلمبرجير”.
3. تحسين بيئة الأعمال
- إصلاحات تشريعية مثل:
- نظام المنافسة (2004).
- قانون الاستثمار الأجنبي (2000).
- ارتفاع ترتيب السعودية في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال من المركز 67 إلى 62 عالميًا.
4. تنويع الاقتصاد
- تراجع الاعتماد على النفط من 90% من الإيرادات عام 2005 إلى 63% في 2023.
- نمو قطاعات السياحة والصناعة والتعدين بفضل فتح الأسواق.
التحديات: الجانب الآخر للمعادلة
1. ضغوط على الدعم الحكومي
- خفض الدعم تدريجيًا في قطاعات مثل الزراعة، مما أثر على إنتاج القمح المحلي الذي انخفض من 4 ملايين طن إلى 1.2 مليون طن سنويًا.
2. منافسة شرسة للصناعات المحلية
- تراجع حصة المنتجات الوطنية في قطاعات كـالنسيج والأغذية أمام الواردات الأجنبية الأرخص.
3. التعرض للصدمات العالمية
- تأثر الاقتصاد السعودي بأزمات مثل كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية بسبب ارتباطه بالأسواق الدولية.
4. متطلبات معايير العمل والبيئة
- تعديل أنظمة العمل لتتوافق مع معايير منظمة العمل الدولية، كزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 17% إلى 35%.
الاستراتيجيات السعودية للتغلب على التحديات
1. رؤية 2030
- تحويل التحديات إلى فرص عبر مشاريع كـنيوم والبحر الأحمر لجذب استثمارات نوعية.
2. حماية الصناعات الناشئة
- برامج دعم مثل صندوق التنمية الصناعية الذي قدَّم 24 مليار ريال كقروض للمصانع المحلية منذ 2020.
3. التحالفات التجارية الإقليمية
- تعزيز الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي لإنشاء سوق موحدة قادرة على المنافسة العالمية.
بين المكاسب والمخاطر.. مسار متوازن
انضمام السعودية إلى WTO لم يكن خيارًا سهلًا، لكنه كان بوابة لتحولات كبرى تماشيًا مع طموحاتها العالمية، بين دعم الصناعات المحلية وفتح الأبواب للاستثمارات، تسير المملكة على حبل مشدود لتحقيق التوازن بين الاندماج الدولي والحفاظ على الهوية الاقتصادية.