بحضور المهندس حسن عبد العليم أمين عام نقابة المهندسين المصرية، والمهندس أحمد حشيش أمين الصندوق المساعد، نظمت اليوم الاثنين 21 يونيو 2021 شعبة الهندسة الكيميائية بإشراف د.م منال جابر العوفي- وكيل الشعبة، ندوة تحت عنوان “البتروكيماويات والتنمية المستدامة” أشرف على تنظيمها المهندس أحمد محمد سليمان- أمين مساعد الشعبة، وحاضر فيها المهندس أسامة كمال- وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، وشارك فيها المهندس شريف هدارة وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، والمهندس مصطفى هدهود- محافظ البحيرة الأسبق.
شهدت الندوة إقبالًا ملحوظًا من المهندسين من خلال الحضور وأيضًا من خلال المشاركة عبر تطبيق Zoom
في بداية الندوة رحب المهندس حسن عبدالعليم الامين العام لنقابة المهندسين بالمهندس اسامة كمال وتطرق عبدالعليم للسيرة الذاتية الحافلة لوزير البترول الاسبق مشيدا بتواصله مع نقابته باستمرار واكد عبدالعليم علي اهمية موضوع ندوة اليوم .
وفي محاضرته أوضح المهندس أسامة كمال أن الصناعات البتروكيماوية هي الصناعات المعنية بمعالجة المنتجات البتروكيميائية وتجارتها وترتبط مباشرة مع صناعة البترول خصوصا في قطاع تكرير النفط الخام ومعالجته، مشيرًا إلى أنها تعد صناعة العصر حيث يقوم عليها العديد من الصناعات التكميلية الأخرى، وينتج عنها المئات من المنتجات الهامة، كما إنها تمثل الاستغلال الأمثل لاحتياطيات الغاز الطبيعى وتحقيق قيمة مضافة تساهم فى دعم الاقتصاد القومى.
وأضاف .. تتميز صناعة البتروكيماويات بالتنوع الكبير فى منتجاتها التي تحل محل المنتجات الطبيعية، ويمكن من خلالها إقامة الصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تعتمد على المواد الخام البتروكيماوية لتصنيع العديد من المنتجات المستخدمة فى مختلف نواحى الحياة ومختلف المجالات الصناعية، مثل صناعات التعبئة والتغليف والصناعات المغذية للسيارات، وصناعات التشييد وعدد من الصناعات مثل السجاد والموكيت، موضحًا أنها تمثل القاعدة الأساسية للصناعات الكيماوية العضوية الثقيلة.
أوضح المهندس أسامة كمال أن صناعة البتروكيماويات بدأت في عام 1872 بتصنيع أسود الكربون من خلال الاحتراق الجزئي للغاز الطبيعي في الهواء إلا أن صناعة البتروكيماويات الحقيقية بدأت عام 1920 عندما قامت شركة ستاندرد أوبل الأمريكية بإنتاج البروبيلين، تلى ذلك قيام شركة يونيون كاربيد الأمريكية بتصنيع الأثيلين.
كما أفاد وزير البترول الأسبق أنها صناعة تدخل في آلاف عمليات الإنتاج وتتوزع في الكثير من المجالات منها المجال الطبي، والمجال الغذائي، المجال الزراعي، المجال المنزلي.
وقال كمال: إن صناعة البتروكيماوت بدأت في مصر في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات بمدينة السويس من خلال إنتاج غاز الأمونيا من فائض عمليات معامل التكرير ونقلها لتصنيع السماد بمصانع عبود للسماد بمنطقة عتاقة، وتلى ذلك إقامة مصنعين لليوريا في منتصف السبعينيات، فى بداية الثمانينيات تم إنشاء مجمع البتروكيماويات وإنشاء وحدة لإنتاج الألكيل بشركة العامرية لتكرير البترول بالأسكندرية، وفى التسعينيات عاودت صناعة البتروكيماويات نشاطها بإنشاء شركة سيدى كرير للبتروكيماويات وهى شركة استثمارية يشارك فيها قطاع البترول .
ثم انتقل وزير البترول الأسبق إلى مراحل الصناعات البتروكيماوية فقال إنها خمس مراحل الأولى تتمثل في اختيار المادة الأولية الخام أو مادة التغذية، والمرحلة الثانية إنتاج البتروكيماويات الأساسية، والثالثة إنتاج البتروكيماويات الوسيطة، والرابعة إنتاج البتروكيماويات النهائية، فيما تتمثل المرحلة الخامسة في الصناعات التكميلية والتي يتم من خلالها تصنيع منتجات بالأشكال والمواصفات المطلوبة في الأسواق عن طريق خلط البتروكيماويات النهائية مع منتجات أخرى.
أشار المهندس أسامة كمال إلى أن الدولة كانت قد تبنت خطة قومية لإقامة هذه الصناعة عام 2000حيث تعد البداية الحقيقية لصناعة البتروكيماويات وتمتد حتى عام 2022، مقسمة لـ ثلاثة مراحل لإنشاء 14 مجمعاً عملاقاً يشمل 24 مشروعاً و50 وحدة إنتاجية باستثمارات 20 مليار دولار على مدى 20 عاماً، وعلى ثلاث مراحل لإنتاج 15 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيمياوية النهائية والوسيطة تحقق 15 مليار دولار للتصدير إضافة إلى توفير 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
كما تطرق وزير البترول الأسبق في محاضرته إلى المشروعات البتروكيماوية والجارى تنفيذها وهي 4 مشروعات، وتضم مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بميناء دمياط وتم وضع حجر الأساس له فى مارس عام 2019، ومشروع إنتاج المطاط الصناعى ( البولى بيوتادين ) بمجمع إيثيدكو بالأسكندرية، ومشروع توسعات مجمع سيدى كرير للبتروكيماويات بالأسكندرية ( سيدبك ) ويضم مصنعين لإنتاج البروبيلين والبولى بروبيلين، وفي عام ٢٠١٨ وقع عقد إنشاء مجمع التحرير للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة.
ثم انتقل كمال إلى استراتيجيات الترويج والتنفيذ لهذه الصناعة ومنها “إعداد دراسات الجدوى المبدئية والتفصيلية، والترويج للمشروعات ودعوة المستثمرين مع إمكانية التخارج، وإعداد الدراسات الفنية والهندسية، وإبرام عقود واتفاقيات، وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص مع المشاركة بنسب صغيرة، مشيرًا أن التحديات التي تواجه صناعة البتروكيماويات تتمثل في أسعار مواد التغذية في الدول المجاورة ، وضخامة رؤوس الأموال، ومناخ الاستثمار.