فخامة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.. تحية إعزاز وتقدير وإحترام.. وبعد
هذه إستغاثة لرئيس الدولة الذي إخترناه بإرادة شعبية للتغيير والثورة على الفساد والعشوائية التي عانت منهما مصر لعقود طويلة. إن مصر التي أبهرت العالم في إحتفالية عالمية لموكب مومياوات جدودها يجب أن تحرص على الحفاظ على رقي وتحضر مدنها وتسلم ذلك الأرث الحضاري للأجيال القادمة. لذا نطالبك يا فخامة الرئيس بحل حازم وباتر يجتث بوادر العشوائية التي زحفت على مدننا الجديدة رغم جهودك الحثيثة لمحاربتها.
إن مدينتي الشيخ زايد و٦ أكتوبر تعتبرا بمثابة نواة لمدينة الشمس العاصمة السياحية الجديدة، وعلى حدود المتحف المصري الكبير ومطار سفنكس، وكانتا حتى وقت قريب واجهة راقية متحضرة. ولكنهما اليوم أصبحتا مرتعاً للعشوائية والتلوث والضوضاء نتيجة قرارات غير مدروسة، في ظاهرها السعي لدر مصادر دخل للدولة وخلق فرص عمل جديدة (بإنشاء مطاعم ومحلات عشوائية على الطرق السريعة) ولكنها في حقيقة الأمر ستؤدي إلى تبعات وخيمة على المدينة لاحت بوادرها الآن، وستستفحل مع الزيادة السكانية المرتقبة وستكلف الدولة أموالاً طائلة لحلها.
نريد من سيادتكم إرساء مبادئ الشفافية لبناء الثقة المفقودة بين سكان المدينة وجهاز المدينة بإعتباره أحد مؤسسات الدولة، وأيضاً إتباع وإحترام أسس التخطيط العمراني السليم الذي تحرصون عليه سيادتكم والذي نشهده في حزمكم وتدقيقكم الشديد عليه في العاصمة الإدارية الجديدة.
لقد ظهرت بالمدينتين في الآونة الأخيرة العديد من التجاوزات على حقوق السكان وتعديات طالت التركيبة الإنشائية والصورة الحضارية للمدينتين وأثرت عليهما بشكل سلبي للغاية مما أثار حفيظة السكان وشغل الرأى العام.
لقد حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع المسئولين وعرض مشكلاتنا وطرح أفكارنا بكافة الطرق الممكنة ولا من مجيب. ولما سئمنا السكوت، لم نجد أمامنا بعد الله سوى اللجوء لسيادتكم ومن خلفكم، مطالبين من سيادتكم إصدار عزيز أمركم للمسئولين والجهات الرقابية القائمة على إنفاذ الإستراتيجية الوطنية بالمشاركة مع غيرها من الهيئات والأجهزة المعنية لبحث مشكلاتنا والتي تتمثل فى النقاط التالية:-
١- تعديل المخطط الأصلي للمدينتين والذي أستثمر على أساسه كل السكان، بصورة فجة تنافي التخطيط السليم وتتجاهل قواعد الأمن والسلامة والحوار المجتمعي، والإجراءات التي تتبعها الجهات الحكومية عند ترخيص المشروعات الخاصة: ترتب عليه بناء المطاعم والمحلات بجوار محطات بنزين على إمتداد المحور ووصلة دهشور، وفي حرم طريق محاور حيوية بدون دراسات بيئية أو مرورية أو طاقة إستيعابية أو تعديل للمداخل والمخارج أو أماكن الإنتظار.
٢- غياب السيطرة الأمنية نتيجة إمتداد الرقعة التجارية بطول المحاور: مما أدى لزيادة البلطجة وبؤر المخدرات والخناقات وسباق السيارات بدون رادع.
٣- عدم إستيعاب البنية التحتية والمرافق الحالية أو شبكة الطرق للضغط المتوقع من جراء تزايد أعداد المطاعم والمحلات والأبراج الشاهقة المزمع إنشاؤها، والتي ستكلف الدولة لإحلالها أضعاف الموارد الحالية.
٤- بناء الأبراج المخالفة وبدون تصريح من وزارة الطيران.
٥- الإستحواذ على الحديقة المركزية التي مولت بأموالنا، وتحويلها لنادي خاص أدى لحرمان المواطنين من مساحات خضراء ومتنفس آمن لهم ولعائلاتهم.
٦- تقاعس مجلس الأمناء عن القيام بدوره الرقابي وحماية حقوق السكان، ولذلك نطالب بحله على أن يتم إختيار مجلس أمناء بناء على رغبة السكان وليس بإختيار رئيس الجهاز. وإذا تعذر ذلك الأمر فسنقوم بتأسيس كيان قانوني يحافظ ويدافع عن حقوق السكان ضد أي إنتهاكات تضر بمصالحهم أو بالمصلحة العامة.
٧- إنشاء مجمع ورش صناعية داخل منطقة سكنية.
شاكرين لسيادتكم كريم الإستجابة.
حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم لرفعة مصر والحفاظ على حضارتها وتنميتها لتتبوأ مكانها المستحق، والله ولي التوفيق.