الطلاق هو انفصال بين فردين استحال عليهما العيش معًا في إطار من التكامل، على الرغم من كونه من أبغض الحلال عند الله تعالى. ومع ذلك، قد يكون الطلاق في النهاية حلاً للمشاكل والخلافات والنزاعات التي تنشأ بين الأطراف. يتعين على كل من الزوج والزوجة التعامل مع بعضهما البعض برحمة وتفاهم، كما أوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث دعا إلى حسن معاملة النساء. إلا أن الأمور قد تصل إلى مرحلة من الجمود، حيث يتعذر استمرار الحياة الأسرية بين الطرفين.
لا يقتصر تأثير الزواج أو الطلاق على الزوجين فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الأبناء، الذين يمثلون العائق الأكبر والرئيسي بعد الطلاق. تتعدد المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق، ومن أبرز الأسباب التي تستدعي اتخاذ قرار الطلاق هي الخلافات والمشكلات التي تتجاوز حدود التحمل أو الاستقرار في الحياة الأسرية.
تشمل هذه المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الفروق الطبقية، سواء كانت في مستوى الدخل (متوسط، محدود، أو مرتفع)، أو الفروق التعليمية أو المهنية بين الزوجين، بالإضافة إلى الفروق الثقافية. ومن العوامل الرئيسية أيضًا الفروق المالية، حيث قد يؤدي انخفاض الدخل إلى تفاقم المشكلات.
إن القضايا المتعلقة بالطلاق التي تُعرض في المحاكم لا تتعلق فقط بالخلافات، بل تتضمن أيضًا قضايا تتعلق بالتفاهم. ومن المهم الإشارة إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق قد تكون مرتبطة بأحد الزوجين أو كليهما، دون الحاجة إلى التطرق إلى تحديد المسؤولية.
تتطلب القضايا المتعلقة بالطلاق دراسة دقيقة، حيث تختلف من حالة إلى أخرى من حيث المعنى والمضمون. يعتمد استقرار الحياة الزوجية على وجود الزوجة في المنزل واستمرار العلاقة الأسرية مع الأبناء، مما يساهم في خلق بيئة هادئة خالية من النزاعات. يتطلب الأمر من الزوج اتخاذ خطوات فعالة لحل الخلافات، بما في ذلك تلبية رغبة الزوجة في الحصول على حياة منفصلة عن والد الزوج (حماته).
تظهر الحالة المعروضة أن الزوجة لا ترغب في الاستقرار والعيش مع والدة الزوج، التي تبلغ من العمر 75 عامًا، حيث تقتصر احتياجاتها على رعاية ابنها فقط. ومع ذلك، تملك الزوجة رؤية مختلفة، إذ ترغب في أن يكون زوجها بجانبها دون أي وجود لعائلته أو حتى أقرب الأشخاص إليه. وتعتبر أن حياتها تتوقف على شرط وضع والدته في دار للمسنين أو عند إحدى أخواته، حيث ترفض العودة إلى المنزل ما لم يتم تلبية هذا الشرط.
تستند الزوجة في مبرراتها إلى رغبتها في الانفصال عن والدته لتتمتع بحرية واستقلالية في منزلها. ولكن من وجهة نظر أخرى، فإن هذه الزوجة لا تدرك أنها قد تصبح أمًا في المستقبل، وأن الزمن سيمر بها، مما سيؤدي إلى تقدمها في السن وتدهور صحتها، وهو ما يتفق مع ما ورد في القرآن الكريم حول ضعف الإنسان بعد قوته.
إن الزوجة، من خلال طلبها للطلاق بناءً على مبررات غير متماسكة، تتجاهل حقيقة أنها قد تجد نفسها في موضع والدته في يوم من الأيام، مع اختلاف الظروف. كما أنها لا تأخذ في اعتبارها أن ما تقدمه للآخرين سيعود إليها، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.
تعتقد الزوجة اعتقادًا خاطئًا بأنها لن تمرض أو تتعرض لأي تعب في حياتها. بينما نجد أن الرجل الذي يحتفظ بوالدته في منزله لا يتحمل عبئًا كبيرًا، بل يستفيد من بركتها، إذ أنها هي التي حملت به واعتنت به وسهرت على تربيته حتى بلغ أشده. وقد أوصى القرآن الكريم وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين، حيث أكد الله عز وجل في كتابه الكريم على أهمية احترامهما في جميع مراحل العمر. واجب على الزوجه راعيتها واهتمامها بها لانها ام لزوجها وجدة لابنائها مما يجعل الاحفاد عندما ينظر للام ما تفعله مع الجده سوف يعيد لهم النظر مسبقا على ما تفعله والدتهم من الخير والعمل الصالح الى جدتهم سوف يفعله معها ذلك عندما يكبروا وتكون برعاياتهم