in

حافظ سليمان يكتب: “الحديد والصلب” .. ما بين حلم ناصر وبراجماتية اللحظة

حافظ سليمان
حافظ سليمان

نموذج قيام تجمع بشري عمراني ضخم اساسه مصنع من النماذج المتعارف عليها بالدول الكبري.. مصنع اومداش المتخصص فقط في صناعة الديكورات الداخلية للمعارض التجارية كان نواة َوجود مدينة اميشتاتن بالنمسا.. حيث يعمل ما يزيد عن ٨٠ بالمائة من سكان هذا التجمع العمراني بالمصنع.. الذي ينفرد بتصنيع ديكورات العلامات والمراكز التجارية الفاخرة حول العالم ويكفينا ذكر هارولدز ولوي فيتون وكارتير وغيرها بدون الاسترسال حتي لا ننسي موضوعنا.

فقد قامت مدينة التبين كتجمع عمراني علي مصتع الحديد والصلب َوكبرت الكتله السكانيه وتنامت ولم يتم تنمية وتطوير ادارة المصنع فاصبح الاب الذي يشقي للصرف علي ابنانه في دوامة تاخذه حتماً للموت!

نموذج الحفاظ علي حلم ضائع بعاطفية دون خطة مكتوبة بتصارع تعدد الرؤى بين نظرة لبعض التفاصيل دون شمولية.. بحساب الارباح والخسائر.. البعد الاستراتيجي للصناعة لم يعد مربط الفرس بالموضوع ما بين منطقية حساب الأرباح والخسائر.. مشرط الجراح هو الحل.

لم تعد المدينة قائمة علي المصنع فقط استفادت من كل ما فيه وتشعبت في مناحي رزق اخري.

فكرة الإصرار علي هيكلة ودفع الثمن الباهظ هي ذاتها فكرة هذا الجد العجور المصمم علي تجميع احفاده الثلاثبن من دول العالم ليعملوا معه في مهنته التي تدراكتها تكنولوجيا الزمن.. ولا يستطيع المنافسة.. فاختلف الاحفاد وانتظروا بفارغ الصبر موت الجد ليحصدوا ميراث لم يبذلوا فيه نقطة عرق ليعود بالمال كل منهم الي عالمه.

لماذا هذا الإصرار بعاطفية علي احياء حلم تدراكه الزمن مع ان استخدام بعض تفاصيله ذات جدوي افضل من كله؟

هل يمكن ان يكون الجد حكيما ويستمتع مع احفاده بالقيمة بديلا لعبء شمولية حلم تداركه الزمن؟

بتفاصيل الحديد والصلب جملة ايجابيات.. فقد كانت المدرسة التي استفادت من كوادرها بلا مبالغة جميع مصانع الحديد.. ولكنه ترك جيش من الموظفين غير المنتج بلا فيادات وخبرات فاصبحت ارث ثقيل للدولة.

المشكلة من الأساس إدارية تفاقمت فتضخمت واستغلها احد الأذكياء منذ عقدين زمان.. بتفريغ ايجابياتها لصالح مصانعه.

ولكن يبقي الاصل ذات قيمة عالية ولكن يشبوها ديون تراكمت من بين جهات الدولة من كهرباء وضرائب وتامنيات وقضايا وخلافه في دولاب روتيني حكومي مقيت ومعقد.. معوق لاي نجاح.

قامت العديد من المصانع الكبري واصبح لا مجال لدفع ثمن باهظ لإحياء حلم عاطفي تدراكه الزمن تحت كلمة اعادة الهيكلة.. ببساطة تفتيت المشكلة لحلها.. والرضا بالمتاح من ايجابيات دون شمولية حلَم ضائع.. ونتعلم من الدرس عدم ترك تراكمات مشاكل ادارية لتدخلنا مع الزمن مغارة اللاحل.

بالمصنع اراضي اصبحت داخل كتله بشرية وعلي النيل ارتفع ثمنها ولكن لمن تبيعها اذا كان لن يضيف شي استيراتيجي عمراني بفكر الدولة.. بالمصنع بعص الأفران المتهالكة والبعض بحالة جيدة.. لماذا لا نرضي بواقع الحال وننسي الحلم الكبير فقط.. واستغلالها كوحدات بيزينس منفصلة دون الحلم!

حلول وسطية تجمع ما بين العقاري والصناعي اساسها تعظيم الاستفادة من المتاح دون تكلفة ضخ سيولة جديدة.. انتاج مصانع الحديد بالدولة تزيد عن حاجتها!

وضرورة التعلم من درس الإدارة القاسي.. الفرق ما بين عقلية ادارة بيزينس وعقلية موظف لا يهمه غير راتبه.. وهذا يذكرنا بمثال متجدد هذه الايام حينما تحدثت مع رئيس احد شركات القطاع العاَم عن زيادة حصة التدوال الحر لسهَم الشركة بالبورصة فكانت الإجابة الصاعقة.. وانا استفاد ايه.. الفلوس هتروح للمالية!

نجاح اومداش المذكورة ببداية الموضوع وتطويرها من ورشة لمصنع قامت عليه مدينة لشركة عالمية متعددة الجنسيات.. فقط لتطور الادارة المستمر من خلال مساهمين علي راس مجلسها بقواعد حوكمة وشفافية وافصاحات دورية.

الخطة الزمنية باهداف محددة والمتابعه الدورية…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رئيس جامعة السادات يشارك بمؤتمر رؤساء الجامعات العربية والروسية بنسخته الثانية بموسكو

أسعار الخضار والفاكهة

أسعار الخضروات والفاكهة في الأسواق المصرية