أكدت شركة (تاليس) الفرنسية العالمية الرائدة في مجال تكنولوجيا أنظمة الطيران والنقل والفضاء، أن النهضة التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية في مجال التكنولوجيا الرقمية، مع تبني الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستراتيجية القومية للذكاء الاصطناعي، من شأنها تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل نجاح مصر في بناء شبكة عملاقة وحديثة للبنية التحتية والطرق، والتمهيد لخلق مجتمعات عمرانية وفق تكنولوجيا المدن الذكية.
وقال شريف بركات مدير عام (تاليس)- مصر في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم – إنه في ظل تزايد التوجهات الإقليمية للاعتماد على الاقتصاد الرقمي، فإن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا مهما في تعزيز المكانة الاستراتيجية للمنطقة، وأن تصل استثماراته إلى أكثر من 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وفي ظل اهتمام مصر من خلال الاستراتيجية القومية التي يوليها الرئيس السيسي أهمية كبيرة، فإن التقديرات تشير إلى أن مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر على وجه الخصوص قد تصل إلى أكثر من 40 مليار دولار.
وأضاف أن مصر بدأت منذ سنوات في تأهيل بنيتها التحتية تكنولوجيا، من خلال تحديث شبكات النقل بها لتشمل خطوط السكك الحديدية ومترو الأنفاق والطرق الرئيسية والداخلية والمطارات، وهناك تعاون كبير بين الحكومة المصرية وبين (تاليس) في هذه المجالات، بالاعتماد على أفضل التكنولوجيات الحديثة في مجال مراقبة القطارات وإشارات السكك الحديدية، ونظم الإنذار المبكر للحوادث وشبكات الاتصالات بين القطارات وخطوط المترو.
ونوه بأن عمليات التنمية التي شهدتها مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، جعلتها من أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كهدف استثماري للعديد من الشركات في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن استثمارات شركة (تاليس) الفرنسية، خلال السنوات الخمس الأخيرة زادت عن حجم أنشطتها عن إجمالي ما نفذته على مدار الـ 40 عاما السابقة.
وأشار إلى أن مصر تعد من الدول القليلة جدا، التي تتواجد فيها الشركة بجميع الأنشطة، التي تعمل بها وتضم مجالات النقل البري، من خلال تطوير وتحديث منظومات السكك الحديد وخطوط مترو الانفاق والفضاء، عن طريق التعاون مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات)، وكذلك تطوير أنظمة الدفاع والتأمين التكنولوجي والهوية الرقمية والملاحة البحرية.
وأكد مدير عام (تاليس) مصر، أن الشركة تسعى لمزيد من التعاون مع الحكومة المصرية في ضوء عمليات الإصلاح الاقتصادي، التي تشهدها مصر، والنشاط الاقتصادي الكبير الذي انعكس في صورة مشروعات قومية ضخمة في مختلف المجالات، ومنها شبكة الطرق العملاقة والمدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة والمطارات الجديدة، وفقا لأحدث التكنولوجيات، وهو ما دفع الشركة للاتجاه لمضاعفة استثماراتها في السوق المصرية، خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح أن الشركة متواجدة في السوق المصرية منذ عام 1973، في عدة مجالات أبرزها النقل، حيث تقوم بعمليات تطوير وتحديث خطوط المترو الأول والثاني، بالإضافة إلى الخط الثالث إمبابة – مطار القاهرة، حيث تقوم الشركة بتوفير أنظمة المراقبة والإشارات وشبكة الاتصالات بين القطارات، وكذلك توفير أنظمة تكنولوجيا تذاكر الرحلات والتحصيل والبوابات الإلكترونية.
وقال شريف بركات مدير عام (تاليس) مصر، إن الشركة تعاقدت أيضا مع الحكومة المصرية لتطوير وتحديث خطوط السكك الحديدية (القاهرة – الإسكندرية) و(القاهرة -بنها) و(أسيوط – نجع حمادي)، حيث تنفذ الشركة أحدث تكنولوجيات في العالم في مجال أبراج التحكم والمراقبة والاتصالات والإشارات والتأمين الإلكتروني للمزلقانات، متوقعا الانتهاء من تلك المشروعات في أقرب وقت ممكن.
ولفت إلى أن الشركة توفر أيضا من خلال اتفاقيات مع وزارة الطيران المدنة أنظمة أبراج المراقبة والهبوط والإقلاع للطائرات، وفق أحدث التكنولوجيات المعمول بها في العالم، بالإضافة إلى تكنولوجيا البنوك، من خلال تأمين عمليات الدفع الإلكتروني والشراء عبر الإنترنت، وكذلك التأمين التكنولوجي لعمليات التداول بالبورصة المصرية.
وقال إن مصر تعد واحدة من أكثر الدول تقدما في مجال تقنيات الفضاء على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا إلى أن الشركة وقعت اتفاقا مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات)؛ من أجل تطوير القمر (نايلسات-201) والخدمات المرتبطة به والمحطات الأرضية؛ لتقديم خدمات التلفزيون الرقمي المباشر إلى المنازل والبث الإذاعي وخدمات البيانات عالية السرعة للمستخدمين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد أن (تاليس) الفرنسة حريصة على مزيد من التعاون مع الحكومة المصرية في سعيها نحو التحول الرقمي، في ظل الفرص الواعدة التي تملكها مصر في مجالات المدن الذكية والدفع الإكتروني وتحديث التعليم، لافتا إلى أن حجم إنفاق الشركة في مجال البحوث التكنولوجية، خلال السنوات الأربع الماضية وصل إلى 7 مليارات دولار، وهو ما يزيد من قدرتها على نقل أفضل التكنولوجيات في مختلف المجالات إلى السوق المصرية الواعدة.