استقرت أسعار الذهب اليوم الأربعاء فوق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة وذلك بعد ارتفاع كبير يوم أمس، ليتحضر المعدن النفيس لإمكانية تسجيل مستوى قياسي هذا الأسبوع بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل تزايد المخاوف بشأن الأزمة المصرفية وأزمة سقف الدين الأمريكية.
تتداول أسعار الذهب الفورية خلال جلسة اليوم في نطاق محدد حول المستوى 2016 دولار للأونصة، وذلك بعد أن ارتفعت يوم أمس بنسبة 1.8% لتسجل أعلى مستوى منذ 7 أسابيع عند 2019.30 دولار للأونصة، بحسب التحليل الفني لمنصة جولد بيليون لتداول الذهب.
سجلت أسعار الذهب أكبر مكاسب يومية يوم أمس الثلاثاء منذ شهر بتحقيق ارتفاع بمقدار 35 دولار، في طريقها للاقتراب من أعلى مستوى تم تسجيله هذا العام عند 2048.76 دولار للأونصة في منتصف ابريل الماضي.
ارتفاع الذهب يوم أمس واغلاقه فوق المستوى 2000 دولار أنهى سبع جلسات متتالية من الاغلاق تحت نفس المستوى، الأمر الذي يدل على تحفز أسواق الذهب لتسجيل المزيد من المكاسب هذا الأسبوع، ولكن في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع البنك الفيدرالي اليوم.
صدرت يوم أمس بيانات JOLTS لتظهر أن فرص العمل في الولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين عند 9.6 مليون في مارس. أيضًا انخفضت نسبة الوظائف الشاغرة إلى العاطلين عن العمل إلى 1.6 في مارس وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021.
ساعدت البيانات على تزايد التوقعات من ظهور تباطؤ قطاع العمالة في الولايات المتحدة حتى إذا لم تنخفض معدلات البطالة، وهو ما يزيد من الضغوط على البنك الفيدرالي ليوقف أسرع دورة لرفع أسعار الفائدة منذ 40 عام.
هذا وقد انخفضت أسهم البنوك الأمريكية خلال تداولات جلسة الأمس في ظل تجدد الأزمة المصرفية بعد أن أصبح بنك فيرست ريبابليك الأمريكي أحدث قطعة دومينو تسقط في أكبر سلسلة من الإخفاقات المصرفية الأمريكية منذ أزمة عام 2008، لتتزايد المخاوف من انهيار مصرفي أوسع إلى نزوح جماعي للودائع من البنوك الإقليمية الصغيرة.
نتائج أعمال بنك فيرست ريبابليك الأخيرة أظهرت خروج ودائع من البنك بقيمة 100 مليار دولار خلال الربع الأول، الأمر الذي دفع بنك جي بي مورجان إلى التقدم وشراء البنك المتعثر ضمن استحواذ حكومي عليه.
أدى انهيار مقرضين مثل بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر في وقت سابق من شهر مارس إلى تدفقات حادة إلى الذهب مع زيادة الطلب على الملاذ الآمن. وهو ما تكرر خلال جلسة الأمس ودفع الذهب إلى ارتفاع بنسبة 1.8%.
أزمة الديون الأمريكية
وأشار التقرير الفني لجولد بيليون إلي إن القلق الحقيقي بشأن سقف الديون والقلق بشأن عودة ظهور الأزمة المصرفية قد أثر بشدة على توقعات المشاركين في السوق، والمخاوف كانت مهمة للغاية لدرجة أنه وللمرة الأولى تشير أداة مراقبة تغير الفائدة الأمريكية إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 15٪ أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في يونيو. واحتمال بنسبة 85٪ بأن يقوم البنك بإيقاف رفع أسعار الفائدة مؤقتًا في يونيو. إذا تم هذا السيناريو فستكون هذه هي المرة الأولى التي لا يقوم فيها الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة أو خفضها خلال آخر 10 اجتماعات متتالية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
يتزايد القلق بشأن سقف الديون بعد أن حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في خطاب لها يوم أمس أنه بعد مراجعة إيصالات الضرائب الفيدرالية الأخيرة فإن أفضل هو عدم القدرة على الاستمرار في الوفاء بجميع التزامات الحكومة بحلول أوائل يونيو وربما في وقت مبكر، إذا لم يرفع الكونجرس أو يعلق حد الديون قبل ذلك الوقت.
هذا يعني أنه لم يتبق سوى القليل من الوقت للتوصل إلى حل وتسوية. وبالنظر إلى أن الانقسام الحالي بين رغبات الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، فمن الصعب التوصل إلى حل وسط في مثل هذا الوقت القصير.
تعد هذه الأوضاع مناسبة لانتعاش أسعار الذهب بشكل كبير، ولكن تبقى العقبة أمام عودة ارتفاع الذهب هي اجتماع البنك الفيدرالي اليوم، فالتوقعات تشير إلى احتمال بأكثر من 90% أن يرفع البنك الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ولكن تركيز الأسواق سيكون مع بيان البنك والمؤتمر الصحفي لرئيسة في محاولة لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة.
إذا فاجأ الاحتياطي الفيدرالي بوقف مؤقت في سلسلة رفع الفائدة فإن هذا يشير إلى أزمة مصرفية عميقة ومن المرجح أن يرسل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة منذ كون الذهب هو ملاذ آمن في أوقات الأزمات العالمية.