وذكر تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات أن هذه الجولة الأفريقية تأتي في إطار توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه أفريقيا منذ توليه المسئولية عام 2014 والذي اتخذ اشكالاً عديدة سياسية واقتصادية وثقافية.
وأشار التقرير إلى أن زيارة الرئيس السيسي لكوت ديفوار هي الزيارة رقم 25 في سلسلة زياراته للقارة الأفريقية، كما أن كوت ديفوار هي الدولة رقم (13) التي يزورها الرئيس السيسي بعد أن زار كلا من الجزائر (يونيو 2014)، وغينيا الاستوائية (زيارتان : يونيو 2014، نوفمبر 2016)، والسودان (5 زيارات: يونيو 2014، مارس 2015، يونيو 2015، اكتوبر 2016، اكتوبر 2018)، واثيوبيا (6 زيارات : يناير 2015، مارس 2015، يناير 2016، يناير 2017، يناير 2018 ، فبراير 2019)، ورواندا (زيارتان: يوليو 2016، اغسطس 2017)، واوغندا (زيارتان :ديسمبر 2016، يونيو 2017)، وكينيا (فبراير 2017) ، وتنزانيا (اغسطس 2017)، والجابون (اغسطس 2017)، وتشاد ( اغسطس 2017)، وتونس (مارس 2019)، وغينيا (ابريل 2019).. واخيرا كوت ديفوار (ابريل 2019).
وقد سبق الزيارة تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث وقفت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع كوت ديفوار “ساحل العاج” حتى حصلت على استقلالها بقيادة زعيمها الراحل فيليكس بوانييه، والذى ارتبط بصداقة وعلاقات وثيقة مع مصر وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر والذى كان دائماً ما يردد أن الرئيس فيليكس هوفويت – بوانيه هو “حكيم أفريقيا وأبًا وسندًا له”.
وقد نعى بوانييه صديقه عبد الناصر بكلمات من القلب تحمل ما يكنه لمصر ورئيسها من احترام وتقدير ومحبة قائلاً : “لقد فقد العالم رئيساً عظيماً..وإن إفريقيا لتبكي اليوم واحداً من أعظم زعمائها الأمجاد”.
وبحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات، فإن مصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية كوت ديفوار خلال نفس عام استقلالها فى 1960، وتم إقامة أول تمثيل دبلوماسي مصري على مستوى قائم بالأعمال 1963، رفع التمثيل إلى مستوى السفارة عام 1967، كما افتتحت كوت ديفوار سفارة لها في القاهرة في العام نفسه.
وقد ارتبطت مصر بعلاقات صداقة مع كوت ديفوار وتميز نمط تصويت “كوت ديفوار”، دائمًا بتأييد المواقف والترشيحات المصرية بشكل عام وخاصة ما ارتبط منها بموقف أفريقي موحد، وتبدي كوت ديفوار تقديرًا للدور المصري الداعم للسلام، واستعادة الاستقرار، في كوت ديفوار ومنطقة غرب أفريقيا حيث دعمت مصر اتفاق واجادوجو للسلام في 4 مارس عام 2007م.
وتشترك مصر وكوت ديفوار في عضوية العديد من المنظمات منها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وحركة عدم الانحياز بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى مثل المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء، كما تشارك مصر في عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام بكوت ديفوار “ONUCI” بسرية مهندسين عسكريين، ما يعطي العلاقات بعداً مؤسسياً ويتيح التقاء مسؤولي البلدين على فترات متقاربة.الرئيس واتار في مصر
وقال تقرير هيئة الاستعلامات إنه تعزيزاً لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيق شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة، بين كبار المسئولين فى البلدين لترسيخ ودعم أواصر التعاون فى كافة المجالات وكان أبرزها: الزيارة التى قام بها لمصر الرئيس الإيفوارى “الحسن واتارا” بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر ديسمبر 2017 حيث شارك فى منتدى أفريقيا ٢٠١٧ والذى عقد بمدينة شرم الشيخ. وقد أعطىت الزيارة ولقاء القمة بين الرئيسين للعلاقات الثنائية دفعة قوية، وعكست حرص القيادتين على تنمية وتعزيز العلاقات فى شتى المجالات واستمرار التنسيق حيال كافة القضايا، وقد وجه خلالها الرئيس واتارا الدعوة للرئيس السيسى لزيارة إبيدجان وقد قبل الدعوة.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى ديسمبر 2018، نائب رئيس جمهورية كوت ديفوار “دانيال كابلان دينكان” على رأس وفد ضم وزير التجارة والصناعة، ووزير الاقتصاد والمالية، ومدير مكتب رئيس جمهورية كوت ديفوار، وتسلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الحسن واتارا تضمنت تجديد دعوة الرئيس لزيارة كوت ديفوار، فى إطار تعزيز وتدعيم العلاقات المتميزة التى تربط بين البلدين الشقيقين، وخاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى.
كما استقبل المهندس طارق الملا، وزير البترول فى مؤتمر إيجبس 2019، عبد الرحمن سيسيه وزير البترول والطاقة المتجددة بكوت ديفوار والوفد المرافق، وقد أعلن سيسيه خلال الزيارة ترحيب بلاده بالتعاون مع مصر فى مجالات الطاقة وتكرير البترول.
كما قام “سورو كيجبافوري جيوم” رئيس البرلمان الإيفواري، بزيارة لمصر فى 7-4-2017 واستقبله خلالها سامح شكري وزير الخارجية وبحث الجانبان التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في المحافل الدولية بين البلدين.
وعلى الجانب المصرى قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة لكوت ديفوار للمشاركة فى الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى يوليو 2017، بجانب العديد من الزيارات الأخرى بين مسئولي البلدين.
كما زار الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، كوت ديفوار لترأس وفد مصر المشارك في فعاليات الاجتماع السادس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء فى مايو 2017.
وزار المهندس “إبراهيم محلب” مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، أنذاك، كوت ديفوار، فى مارس 2015 واستقبه الرئيس الإيفواري الحسن وتارا، وبحث الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
تعاون لمكافحة الإرهاب
وعلى صعيد التعاون العسكرى بين البلدين، فقد أشاد “آلان ريتشارد دوناوى” وزير دفاع كوت ديفوار بالتعاون العسكرى بين بلاده ومصر فى ظل التحديات والمخاطر التى تشهدها القارة الأفريقية، وأبرزها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد وزير دفاع كوت ديفوار فى فبراير 2017 أن العلاقات الثنائية مع مصر ممتدة تاريخيًا فى العديد من المجالات، مشيراً إلى أنه هناك سعياً جاداً من جانب البلدين لتعزيز هذه العلاقات فى المجال الدفاعى والأمنى والاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال نظراً لأن مصر تُعد أحد أكبر القوى العسكرية فى القارة الإفريقية.
وأضاف دوناوى أنه زار الهيئة العربية للتصنيع فى مصر لبحث الاستفادة من الإمكانيات التصنيعية التى توفرها الهيئة، وتعزيز التعاون فى مجال التصنيع المشترك، وأيضًا التعاون فى مجال التدريب والتسليح من خلال إنشاء وحدات وتشكيلات عسكرية مشتركة بين البلدين.
وحول أهمية التنسيق المشترك لمواجهة مخاطر الإرهاب، أكد وزير دفاع كوت ديفوار أن الإرهاب بات آفة عالمية ولن تستطيع دولة بمفردها مواجهته لذلك لابد من تعزيز التعاون فى مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات وهو ما أكد عليه المشاركون من 27 دولة عربية وإفريقية فى مؤتمر وزراء دفاع تجمع دول منطقة الساحل والصحراء (س ص) فى مارس 2016 بمدينة شرم الشيخ.
وأكد دوناوى أن مكافحة الإرهاب لا تعتمد فقط على استخدام الوسائل العسكرية والأمنية ولكن أيضًا على استخدام الأيدولوجية، أى محاربة الأفكار الهدامة بالأفكار المعتدلة، لذلك طالبت الحكومة الإيفوارية مصر بزيادة أعداد أئمة الأزهر لتعليم الدين الوسطى المعتدل.