أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر حققت نتائج واعدة في مجال ريادة الأعمال.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الثلاثاء، بمجموعة من مؤسسى الشركات الناشئة المتميزة العاملة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من “يوم الشركات الناشئة Startup Day، والذى نظمته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” من خلال مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال “تيك” التابع لها وذلك عبر الإنترنت؛ ويأتى اللقاء في إطار حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على التواصل المباشر والفعال مع رواد الأعمال الشباب لمساعدتهم على تنمية أعمالهم ومناقشة المعوقات التي تواجههم، وتفعيل دور الشركات الناشئة في منظومة التحول الرقمى.
حضر اللقاء؛ المهندس عمرو محفوظ القائم بأعمال الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، والدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات للإبداع التكنولوجي وصناعة الإلكترونيات والتدريب، ونماذج من الشباب من مؤسسى الشركات الناشئة.
أضاف الوزير، أن تشجيع الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال وتهيئة البيئة المحفزة لنمو الشركات الناشئة هى أحد المحاور الرئيسية في إستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ مشيرا إلى أن مصر حققت نتائج إيجابية واعدة في هذا المجال حيث حافظت خلال النصف الأول من العام الحالي على مركزها الأول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في جذب أكبر عدد من الصفقات الاستثمارية في قطاع الشركات الناشئة، واحتلت المركز الثاني في حجم الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرًا إلى إنه مازال أمامنا الكثير حيث نتطلع إلى المزيد من النجاحات لوضع مصر في مكانة أكبر بين دول العالم.
والمح الوزير إلى الجهود التي تبذلها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمساعدة الشركات الناشئة على تحقيق نمو مستدام ومن أبرزها توفير المهارات الرقمية واعداد الكوادر التي تتطلبها الشركات الناشئة في مختلف المحافظات من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات وفقا لنهج هرمي يرتكز على قاعدة يتم خلالها اتاحة برامج تدريبية لا تحتاج لفترة زمنية طويلة من أجل بناء قاعدة واسعة من المهارات الرقمية؛ ثم برامج تدريبية لأعداد أقل وفترة أطول لكن في مزيد من التخصصات المتعمقة في مختلف المجالات التكنولوجية؛ مشيرا إلى أهم هذه المبادرات ومنها مبادرة “مستقبلنا.. رقمي” والتي تستهدف تدريب 100 ألف شاب في ثلاثة تخصصات وهى علوم البيانات والتسويق الإلكتروني وتطوير المواقع لزيادة قدراتهم التنافسية في سوق العمل الحر، ومبادرة “500-500” والتي تهدف إلى تدريب 500 شاب في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي خلال 9 أشهر، وكذلك مبادرة مع شركة هواواي العالمية لتدريب 10 الاف شاب على مختلف مجالات الاتصالات من خلال معامل افتراضية في ظل ظروف الجائحة، كذلك التعاون مع كلية ايبيتا الفرنسية لتدريب 200 متدرب على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تدريب عدد من 1000 حتى 1500 متدرب، كما تم إطلاق مبادرة “بُناة مصر الرقمية” والتي سيبدأ تنفيذها في فبراير المقبل وتهدف إلى تدريب آلف من خريجي كليات الهندسة وعلوم الحاسبات لمدة عام يحصل المتدرب بمقتضاها على درجة الماجستير في احدى التخصصات المتعمقة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى حزمة من المهارات المتقدمة والضرورية لإدارة المشروعات.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى حرص الوزارة على أن يكون للشركات الناشئة نصيب محدد في مشروعات بناء مصر الرقمية وذلك من خلال مبادرة “فرصتنا.. رقمية” والتي ترتكز على قرار أصدره الوزير لإلزام كافة هيئات الوزارة بإتاحة نسبة 10% من كل المشروعات لتنفيذها من خلال الشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة المقيدة في قاعدة بيانات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات؛ موضحا أنه تم طرح أول حزمة تشمل 33 مشروع على منصة “فرصتنا.. رقمية” لضمان الشفافية وإتاحة الفرص للشركات للتقديم على هذه المشروعات، كما تم تقييم العروض المقدمة ودعوة الشركات التي شاركت في المبادرة للالتحاق بدورات تدريبية لتطوير قدراتهم في كيفية تقديم العروض الفنية، وسيتم خلال أيام قليلة الإعلان عن فوز مجموعة من الشركات ثم إطلاق مجموعة أخرى من المشروعات والفرص؛ مؤكدا على أنه من المقرر إقامة معارض خارج مصر لتقديم الشركات الناشئة للأسواق الإقليمية والعالمية وتعزيز قدراتهم التنافسية على أن يتم تنفيذ النشاط مع نهاية جائحة كورونا.
وأوضح طلعت أن إستراتيجية الوزارة في التدريب تهدف إلى بناء قاعدة واسعة من الكوادر الرقمية وإتاحة المناخ الحر للشباب المتدربين لاختيار سوق العمل المناسب لهم سواء داخل مصر أو خارجها دون الزامهم بالتقيد بسوق العمل المحلى؛ داعيا الشباب إلى الاطلاع على المبادرات التي تطرحها الوزارة والمعلن عنها على مواقع الوزارة والجهات التابعة لها وابداء أرائهم حول البرامج التدريبية المطروحة ومدى تلبيتها لاحتياجاتهم؛ مشيرا إلى أن الوزارة تعمل حاليا على إنشاء “بنك المهارات” والذي سيكون بمثابة قاعدة بيانات تتضمن كافة بيانات الشباب الحاصلين على تدريب متخصص في احدى برامج الوزارة بما يسمح لأصحاب العمل الاطلاع على هذه المهارات واختيار المناسب منها لتعيينه في شركاتهم.
وخلال اللقاء استعرض الشباب من مؤسسي الشركات الناشئة تجاربهم الريادية في تخصصات مختلفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، كما تم تناول أهم التحديات والمعوقات التي تواجه نمو الشركات الناشئة ومقترحاتهم لحلها والتي كان من بينها تهيئة البيئة التشريعية، ودعم الوزارة لهم في إتاحة أماكن مجهزة بإنترنت سريع وبتكلفة مناسبة كمقرات عمل لهم، كما طالب الشباب بأن تكون الوزارة حلقة وصل لهم مع عدد من الوزارات والهيئات لتمكينهم من تيسير أعمالهم، كما طالبوا بأن توفر لهم الوزارة مهارات شابة في تخصصات تكنولوجية متعمقة للعمل في شركاتهم، وكذلك المساعدة في حل المشكلات والمعوقات المتعلقة باستيراد الإلكترونيات وأجهزة الاتصالات المستخدمة في حلول إنترنت الأشياء وغيرها، والعمل على إيجاد حلول لتيسير وتسريع إجراءات الإفراج الجمركي.
وفى نهاية اللقاء وجه طلعت نحو حصر هذه المقترحات والمشكلات والمعوقات التي تم ذكرها خلال اللقاء، وتنظيم لقاءات دورية للمتابعة وتشكيل لجان متخصصة تضم خبراء قانونيين وقيادات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات مع توجيه دعوة لممثل من الهيئة العامة للاستثمار للوصول إلى حلول للتحديات التي تواجه الشركات الناشئة، بالإضافة إلى عقد ورش بين الشباب رواد الأعمال وممثلي عدد من الجهات والوزارات الأخرى للرد على استفساراتهم، ومساعدتهم في مواجهة التحديات في ضوء نشاط أعمال الشركات.
الجدير بالذكر أن “يوم الشركات الناشئة” هو أحد الفعاليات الرائدة المخصصة للتواصل الفعال بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورواد الأعمال المتميزين والاستماع لقصص نجاحهم ومشاركة خبراتهم وإلقاء الضوء على مشاريعهم الريادية الناجحة، والوصول بها إلى مرحلة التميز كشركات تكنولوجية ناشئة واعدة، ويعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه حيث تم عقد لقاء سابق في مارس 2019.