قال رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة الفريق مهاب مميش، إن قوة القارة الإفريقية في وحدتها وإحداث التكامل اللازم بين دولها وتعزيز قطاع النقل والبنية التحتية لتحقيق مزيد من النمو والتقدم.
جاء ذلك في ختام فعاليات البرنامج التدريبي المتقدم لدول حوض النيل اليوم الخميس، والذي نظمته وزارة الموارد المائية والري خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو الجاري بعنوان (الملاحة المائية الداخلية.. الفرص والتحديات)، بحضور وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، والفريق مهاب مميش، وسفراء عدد من دول حوض النيل ودول الكوميسا، ورئيس هيئة النقل النهري وممثل وزارة النقل اللواء ياسر جلال، وممثلي مجموعة دول الكوميسا وبنك التنمية الإفريقي وعدد من قيادات هيئة القناة، وذلك بمركز المحاكاة والتدريب البحري التابع للهيئة في الإسماعيلية.
وأضاف مميش – في كلمته خلال ختام الفعاليات – أن من بين أوجه هذا التكامل الإفريقي البرنامج التدريبي الحالي، والذي يعد خطوة مهمة في طريق تبادل الخبرات وبناء الكوادر البشرية وزيادة التبادل التجاري بين الدول، مؤكدًا أن إفريقيا هي مستقبل التنمية والاستثمار عالميا، حيث أنها تضم العديد من الدول والأسواق الواعدة.
من جهته.. وجه وزير الري والموارد المائية الدكتور محمد عبد العاطي شكره لهيئة القناة وقطاع نهر النيل بوزارة الري على الجهد المبذول في تنظيم البرنامج التدريبي، متمنيًا أن تصب الخبرة المعرفية التي تم اكتسابها ضمن هذا البرنامج في تأهيل الكوادر البشرية اللازمة لضمان نجاح المشروع الواعد.
وقال عبد العاطي: “إن إنشاء ممر ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يعد حلمًا لتحقيق التنمية والازدهار لشعوب القارة السمراء؛ لتحظى بمستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، من خلال تعظيم الاستفادة من نهر النيل وتحويله من مجرد نهر مائي إلى محور للتنمية يعود بالنفع على دول حوض النيل من خلال خفض تكلفة النقل وتقديم تسهيلات تجارية ومحلية وإقليمية بما يدعم حركة التجارة والسياحة بين الدول المشاركة وبين دول العالم، وهو ما سيسهم في تسهيل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ودعم وضع المنطقة في النظام الاقتصادي العالمي”.
ووجه شكره لـ(الكوميسا) على دورها الكبير في التنسيق بين الدول المشاركة في المشروع، كما تقدم بشكره للبنك الإفريقي للتنمية لموافقته على تمويل المرحلة الأولى من المشروع وهي مرحلة دراسات الجدوى،متمنيًا استمرار دعمه للمشروع في مرحلته الثانية، مؤكدًا أنه المشروع الصحيح للاستثمار.
وبدوره..أعرب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل النهري ياسر جلال – في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير النقل كامل الوزير – عن سعادته بتواجد الأشقاء الأفارقة في هيئة قناة السويس رمز التحدي والتصميم والإرادة، مما جعلها المكان الأنسب لتلقي التدريب وتبادل الرؤى لاسيما في ظل المكانة الدولية الرائدة التي تحظى بها القناة في حركة التجارة الدولية، متمنيًا أن يحظى نهر النيل بهذا الدور لتوثيق العلاقات والروابط بين دول حوض النيل.
ووجه جلال شكره للبنك الإفريقي للتنمية على تمويل المرحلة الأولى من دراسات الجدوى للمشروع، والتي شملت إعداد الدراسات القانونية والمؤسسية للمشروع وتحديد احتياجات التدريب وإعداد كراسة الشروط المرجعية للمرحلة الثانية.
وأشاد بالبرنامج التدريبي – الذي نظمته هيئة القناة – باعتباره مثالًا يحتذى به في التنظيم والإدارة للممرات الملاحية بأيدي خبرات مصرية خالصة، وهو ما يعد امتدادًا لبرنامج بناء القدرات لأعضاء اللجنة التوجيهية للمشروع الذي تم بالمعهد الإقليمي للنقل النهري بالتعاون مع المعاهد البحثية بوزارة الري.
من جانبه.. أعرب ممثل مجموعة دول (الكوميسا) برنار تزواندا عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي، معربًا عن فخره بتواجده في مصر، والتي تمتلك القدرة والأدوات التي تمكنها من قيادة مشروع عملاق مثل: ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط.
وقال تزواندا – في كلمته خلال ختام فعاليات البرنامج التدريبي المتقدم لدول حوض النيل اليوم – : “إن خبرة مصر في مجال النقل النهري كانت عاملًا مؤثرًا في نجاح المرحلة الأولى من المشروع، كما أن المحاضرات والعروض التقديمية التي تميزت بها الدورة التدريبية أصقلت مهارات الكوادر المتدربة”.
وطالب بزيادة عدد المتدربين في الدورات المقبلة لاسيما من السيدات لإحداث نوع من التوازن، كما يجب على المتدربين مشاركة الخبرات المكتسبة مع دولهم بعد عودتهم؛ لتعظيم الاستفادة من المهارات والمعلومات المكتسبة من البرنامج التدريبي.
من جهته.. قدم الدكتور خالد العسكري ممثلًا عن “مالين بلومبرج” مدير مكتب البنك الإفريقي للتنمية في القاهرة شكره للفريق مهاب مميش على استضافته فعاليات ومحاضرات البرنامج التدريبي، قائلًا: “إن مثل هذه البرامج والفعاليات توفر كثيرًا على بنك التنمية الإفريقي، فالبنك يتواصل مع كل دولة إفريقية بشكل منفرد؛ لإحداث التكامل بين دول القار، ولكن البرنامج التدريبي الحالي نجح في توحيد دول حوض النيل في محفل واحد”.
وأضاف العسكري: “أن مشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط سيعمل على تحويل دول إفريقيا إلى دول مصنعة ومصدرة من خلال تسهيل انتقال البضائع من الدول الإفريقية بما يعمل على توفير فرص العمل”، معربًا عن سعادته بزيادة عدد الدول المشاركة في التجمعات المماثلة، فقد ارتفعت نسبة الدول المشاركة من 20% عام 2016 إلى 25% في الدورة الحالية”.
وأوضح أن التضاريس الصعبة للقارة الإفريقية تمثل عقبة لتنفيذ المشروع، وبالتالي على الدول المشاركة التعاون من أجل تحسين البنية التحتية للقارة، وهو ما سينعكس مستقبلًا على زيادة التبادل العلمي والفني والتجاري بينهما.. منوهًا بأن البنك خصص 650 ألف دولار؛ لتمويل دراسات الجدوي للمرحلة الأولى من المشروع، حيث أنه بعد نجاح المرحلة الأولى فالبنك سيدرس إمكانية المشاركة في المرحلة الثانية.
وبدورها.. أشادت متدربة من جمهورية كينيا بياتريس كيرانجا، بحجم المهارات والمعلومات التي اكتسبها المتدربين من هذا البرنامج التدريبي، والذي عمل بالفعل على صنع كوادر فنية بالقارة تستطيع قيادة مشروع الوصل بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.
وقدمت كيرانجا شكرها أيضًا للسادة المدربين بالبرنامج، حيث أن المحاضرات كانت مفيدة للغاية ومليئة بالمعلومات، حيث انهلم تقتصر فقط على مجالات الملاحة الداخلية والقنوات الضيقة وإنما تناولت مجالات النقل وحركة التجارة بصورة عامة.
وفي ختام الفعليات، قدم الفريق مُهاب مميش درع قناة السويس الجديدة للدكتور محمد عبد العاطي وزير الري، والذي قدم بدوره درع الوزارة إلى الفريق مُهاب مميش، ثم كرما المتدربين من دول حوض النيل وقاما بتسليمهم شهادات التكريم.
ودعا مميش الحضور للقيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة وزيارة موقع الأنفاق أسفل القناة؛ لمشاهدة حجم الإنجاز على أرض الواقع.