أعلنت فينتيك غالاكسي، وهي منصة فينتيك الرقمية الوحيدة للتمويل الجماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن فوز كلٍ من “دور – أي”، “شركة توكن” و “كوانتافيك لحلول الشركات” في أحدث سلسلة لتحديات الابتكار للخدمات المطلوبة لدى كل من البنك الأهلي المصري وبنك الإمارات دبي الوطني ش.م.ع والبنك التجاري الدولي المصري. وسوف تعمل الشركات الناشئة الفائزة مع البنوك لتنفيذ حلولها، مع إمكانية إثبات صحة المفهوم وتنفيذه بالكامل. وتعكس التحديات الجهود المتنامية في مجال دعم الأجندة الإصلاحية للبنك المركزي المصري، والتي تتضمن تعزيز الشمول المالي في البلاد.
ووفقًا لتقديرات البنك الدولي بشأن مصر التي يزيد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة، فقد ارتفعت نسبة السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا ولديهم حساب في أي من المؤسسات المالية من 13.7% في عام 2014 إلى 33% في عام 2017، وذلك مقارنةً بنسبة تزيد عن 90% في الاقتصادات المتقدمة. ولكن مع وصول نسبة انتشار الهاتف المحمول إلى نحو 110% وزيادة عدد مستخدمي الإنترنت عن 30 مليون مستخدم، توفر منصة فينتيك فرصًا هائلة لغير المتعاملين مع البنوك مع بوادر تقدم واضح في هذا الصدد.
في عام 2018، احتلت مصر المرتبة الخامسة في استقبال التحويلات المالية بقيمة إجمالية تفوق 29 مليار دولار أمريكي. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تُسجّل السوق المصرية لسداد الفواتير معدلات نمو عالية مع تزايد انتشار طرق الدفع والمعاملات غير النقدية؛ إذ يعود الفضل في ذلك في المقام الأول إلى وجود إطار تنظيمي قوي وزيادة استخدام الهاتف المحمول، بالإضافة إلى التعاون المستمر بين الحكومة والمؤسسات المالية.
فازت شركة كوانتافيك لحلول الشركات التي توفر خدمات مصرفية ومالية ترتكز على الحلول التحليلية والبرمجيات في الهند بالتحدي المتعلق بالبنك التجاري الدولي المصري. والذي كانيسعى إلى إيجاد حل للإقراض الرقمي متكامل مع قوائم الشركة المصرية للاستعلام الائتماني “I-Score”، بحيث يتيح تقييم الائتمان والاكتتاب باستخدام وسائل الذكاءالاصطناعي والتعلم الآلي لسلوكيات المعاملات والبيانات غير التقليدية التي تغطي العملية الشاملة من تأهيل المستفيد للحصول على القرض وصرفه له وتحصيله منه. ومنشأن هذه التقنية مساعدة البنك في تلبية احتياجات العملاء والتجار أثناء ممارستهم لأنشطتهم اليومية، وكذلك دعم خطط النمو الخاصة بأعمالهم، وهي خطوة أخرى نحو تحقيقالشمول المالي.
ومن ناحية أخرى، فقد كان البنك الأهلي المصري يسعى إلى تطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي بحيث يمكن استخدامها لإعادة صياغة خدمة العملاء بطريقة مبتكرة. واستلزم الحل تحديد احتياجات العملاء بشكل مسبق، إلى جانب توفير القدرة على قياس رضا العملاء في كل نقطة اتصال مع البنك. وهكذا، ومن خلال إجراء التحليلات، يمكن أن يساعد هذا الحل في تحديد نقاط الضعف وتقديم التوصيات لمعالجتها عبر نقاط وقنوات الاتصال المختلفة – وقد استطاعت شركة دور – أي من مصر التي تعنى بتأمين نظام ذكي لتنظيم الاصطفاف يعمل على تبسيط حركة العملاء مع توفير التحليلات والبيانات الذكية بأن تقدم حل يُحقّق كل هذه المعايير وأكثر.
وفي إدارة العمليات التشغيلية لبنك الإمارات دبي الوطني في مصر، كان السعي إلى إيجاد حل مبتكر يُتيح إجراء عمليات الدفع ومعاملات المحافظ الدولية بشكل فوري، الأمرالذي من شأنه تعزيز مستوى رضا العملاء وزيادة عدد المعاملات وحجم الأموال المحوَّلة عبر مختلف البلدان، كما يتيح في الوقت نفسه التغلب على التحديات المتعلقة بقيودالأنظمة التشغيلية الحالية وبطء معالجة المعاملات والامتثال للوائح خصوصية البيانات. وباستخدام التكنولوجيا المبتكرة، استطاعت شركة توكن الأمريكية بالفوز بالتحديوالحصول على مكافأة نقدية قدرها 5,000 دولار أمريكي. توفر شركة توكن البرامج الاكترونية للبنوك والمصارف المركزية لتمكنها من إصدار النقود الرقمية.
وفي تعليق لها بهذا الشأن، تقول ميرنا سليمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لفينتيك غالاكسي: “نحن في فينتك غالاكسي نؤمن بقوة لاقتصاد المصري ، وبإمكانات خدمات الفينيك بدفع النمو. نحن فخورون بدعمنا لمبادرات البنك المركزي لدفع عجلة الاندماج المالي من خلال تحديات الابتكار ، ونتطلع إلى دعم رواد الأعمال الشباب خلال رحلتهم ، بدءا من الإلهام إلى النمو العالمي”.
ومن جانبه، علَّق هشام عكاشه رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري “أن البنك يقدم دعمًا كبيرًا للشركات الناشئة و رواد الأعمال ؛ إذ إنها تُعدّ عنصرًا حيويًا في إطار التحوّل التكنولوجي السريع الذي يجتاح القطاع المصرفي، بما يمكن البنوك من تلبية احتياجات العملاء واستهداف قاعدة العملاء المتزايدة، وكذلك استهداف شرائح جديدة من العملاء، فضلاً عن تعزيز الشمول المالي”.
مؤكدا ان البنك الأهلي المصري يلعب دورًا رئيسيًا في دفع التحوّل الرقمي وتعزيز خدمات الدفع الإلكتروني في السوق المصرية ، حيث ُتركّز استراتيجية البنك على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية في مجال الخدمات المصرفية وخدمات فينتيك ودعم اتجاه الدولة في تفعيل مبادرة الشمول المالي . كما يشهد البنك الآن زيادة مُطَّرِدة في الإقبال على خدمات التجارة الإلكترونية بما يدفعه للسعي إلى التغلب على جميع المعوقات التي تحول دون توسيع نطاق تلك الخدمات.
حيث أطلق البنك الأهلي المصري المرحلة الثانية من خدمة الأهلي نت؛ اضافة الى افتتاح البنك أربعة فروع إلكترونية لأول مرة في مصر لتشجيع العملاء على استخدام الخدمات المصرفية الرقمية عبر قنوات بديلة بدون مساعدة بشرية ، كما قام البنك الأهلي المصري بتطوير العديد من الخدمات التي يتم توفيرها من خلال المحافظ النقدية للهاتف المحمول سعيا للوصول الي شريحة اكبر من العملاء .
وتعليقًا على الأمر، يقول محمد برو، الرئيس التنفيذي، بنك الإمارات دبي الوطني مصر:”أود تقديم أحر التهاني للفائزين في تحدي الابتكار، وتأكيد عزم بنك الإمارات دبي الوطني مصر على مواصلة دعم الشركات المحلية الناشئة لتمكين ريادة الأعمال في المجتمع وإعادة تحديد مستقبل قطاع الخدمات المصرفية الإلكترونية. ولا يقتصر التزامنا على تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة المصرية فقط؛ وإنما نلتزم أيضًا بتحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا فيما يتعلق بتنفيذ الابتكارات كوسيلة لزيادة رضا العملاء وتسهيل التغيّر الإيجابي في القطاع المصرفي. ويستثمر بنك الإمارات دبي الوطني مصر حاليًا في تعزيز خدماتنا المتعلقة بالمعاملات اللاسلكية عن طريق تحسين حجم التحويلات الدولية وسرعة إجراءها، بالإضافة إلى ضمان امتثال جميع العمليات للأنظمة المتعلقة بخصوصية البيانات”.
وتعليقًا على هذا الشأن، قال محمد فرج، رئيس التعاملات الدولية والخدمات البنكية الرقمية في البنك التجاري الدولي المصري: “في إطار استراتيجية البنك التجاري الدولي “CIB” لتعزيز الشمول المالي في جميع أنحاء مصر، فإننا نبذل جهودًا واستثمارات كبيرة في ابتكار فينتيك، وبالتالي في تحقيق التحوّل لمجمل القطاع المصرفي من القنوات المصرفية التقليدية إلى الحلول الرقمية. وهكذا، فإننا نرحّب بالمشاركة في هذه الأنواع من التحوّلات التاريخية في مجال التمويل الرقمي للبحث عن الشركات الناشئة ذات الأثر المحتمل والتي يمكنها تعزيز ما نقدّمه إلى عملائنا حاليًا ، وكذلك مساعدتنا في توسيع انتشارنا أكثر وأكثر في أوساط الشرائح غير المتعاملة مع البنوك من أجل تحقيق الشمول المالي”.
تعمل منصة فينتيك غالاكسي كسوق ابتكاري مفتوح تنشر فيه المؤسسات تحديات الابتكار التي تواجهها، وهو ما يمثل دعوة لشبكة عالمية من الشركات الناشئة لمحاولة حلها. وتقدم الشركة المشورة للشركات الناشئة بخصوص جمع الأموال والنمو التشغيلي وتطوير الأعمال. كما تتيح المنصة للسوق ساحة افتراضية لخبراء التكنولوجيا المالية الذين يتوفرون عند الطلب في مجالات مثل تقنية بلوك تشين، والذكاء الاصطناعي، والمدفوعات عبر الهاتف المحمول وعلم الروبوتات وعلم البيانات.