نمتلك أكبر مصنع تعبئة وتغليف منتجات العسل في مصر
تاريخنا في قطاع العسل والمناحل ممتد منذ 1950
شركتنا قادرة على المنافسة داخلياً وخارجياً بأعلى درجات الجودة
نشارك في المعارض والمسابقات الدولية وننافس في مسابقة العسل بلندن
الشركة توفر ملايين الدولارات سنوياً من التصدير
مفاجأة سارة.. طرح منتج جديد في 2020 للمرضي وكبار السن
نسعى لاستحداث فرع للمناحل بنقابة الزراعيين
أتمني نظرة اهتمام من الرئيس السيسي لقطاع المناحل «ثروة مصر المنسية»
تمثل شركة الأصيل، لإنتاج وتصدير منتجات نحل العسل، واحدة من كبرى الشركات العاملة في قطاع المناحل بمصر، والتي تنتشر منتجاتها في العديد من دول المنطقة والعالم، بفضل الجودة التي تتميز بها مقارنة بمنتجات الشركات الأخرى.
يقوم علي الشركة رجل ذو خبرة كبيرة في هذا القطاع الهام، هو الأستاذ فتحي بحيري، رئيس مجلس الإدارة، الذي ورث العمل في هذا المجال عن والده وأمه وجده، لكنه حرص علي تطويره من خلال الدورات التدريبية.
جريدة «أنباء الشرق الأوسط»، حرصت على لقاء الأستاذ فتحي بحيري، للحديث معه عن شركته وخطته المستقبلية لانتشار منتجاته بشكل أكبر في السوق المحلية، بعدما اقتحمت العديد من أسواق العالم، وغيرها من الأمور في الحوار التالي..
في البداية قال بحيري، إنه يعمل في مجال المناحل والعسل، منذ زمن بعيد، عندما كان في المرحلة الإعدادية، حيث ورث العمل في هذا القطاع عن أبيه وأمه وجده، فرغم تخرجه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، لكنه حرص على استكمال مسيرة الأب في هذا القطاع الممتع والمهم.
ولفت إلى أن جده بدأ العمل في المجال منذ عام 1950، بامتلاك 10 خلايا نحلفقط، فيما تمتلك شركته حاليا أكثر من ألف خلية نحل.
وأوضح أنه بدأ العمل في المجال بشكل مستقل عام 1991، حيث ورث عن والده18 خلية نحل، ثم حرصت والدته علي استكمال المسيرة وتعليمه «فن تربية النحل»، وبعد ذلك حصل علي دورات تدريبية في قسم بحوث النحل في المركز الدولي للتدريب علي أعمال النحالة المصرية، مضيفا أن الدكتور نبيل عبد الفتاح شريك مساعد وزير الزراعة حينها كان المحاضر في الدورة، كخبير في النحل، وأمر «بعدم حضوري للدورات، فغضبت منه في البداية، لكني اكتشفت بعد ذلك أنه أمر بإعطائي دورة متقدمين وليس مبتدئين، لاسيما مع توفر خلفية لدي عن المجال».
وتابع أنه حصل بعد ذلك على عدة دورات، بالتوازي مع إنهاء دراستهالجامعية، ثم أخذ الاتجاه العملي في المجال، ففي عام 2001 دشن مناحل لسم النحل وحبوب اللقاح، والتي لم تكن منتشرة بشكل كبير في هذه الفترة، ولم يكن النحالة أنتجوا حبوب لقاح أو سم نحل إلا القليل.
وأوضح أن مناحل الأصيل انطلقت في بداية التسعينات وكمؤسسة في عام 2003، «نمتلك حاليا مؤسسة كبيرة تُصدر 70 أو 80% من طاقتها الإنتاجية،وتضم أكثر من ألف خلية نحل».
وشدد على أن شركته استطاعت منذ تدشينها أن تحقق شهرة كبيرة بمنتجاتها في العديد من دول العالم، حيث حققت المعادلة الصعبة التي لا تستطيع شركة أخرى تحقيقها، وهي الانتشار خارجيا أولا، قبل السوق المحلية، لافتا إلى أن أول صفقة تصديرية كانت في عام 2006 بنحو 9 أطنان عسل للأردن، بينما كانت أول صفقة داخلية عندما كان مجندا في الجيش حيث طلبت شركة أدوية 100 كيلو حبوب لقاح، بينما كانت شركته تنتج 11 كيلو فقط، لكنه استطاع توفير الـ100 كيلو وكانت هذه أول انطلاق للشركة في عالم النحل «هذه الصفقة علامة فارقة في مستقبلي ومازالت عالقة في ذهني».
ولفت إلى أنه العمل داخل شركته مقسم إلي 3 فرق (فرقة النحل، ومصنعالتعبئة والتغليف، والإشراف والمحاسبة)، مبينا أن فرقة النحل تضم 13 عاملاويتركز تخصصها في النحل والعسل والجودة في الإنتاج وتوفير الكميات المطلوبة، للتصدير، وفي حال عدم توفير المناحل الخاصة بالشركة الكميات المطلوبة فيتم اللجوء لبعض النحالين من الأصدقاء والزملاء في القطاع.
وعن القسم الثاني وهو «فريق تعبئة العسل»، أكد أن شركته تمتلك أكبر مصنع تعبئة وتغليف في مصر بما يشمله من تكنولوجيات عالية «كل الماكينات الموجودة في المصنع إيطالي وألماني، ومنها ماكينات أتوماتيك بدون تدخل بشري من التصفية إلي الكرتونة».
وتابع أن أول ماكينة أتوماتيك دخلت الشركة عام 2013، وقبلها في 2009 بدأت الشركة التعامل من خلال ماكينات نصف أتوماتيك، مضيفا أن المصنع يملك أكثر من 6 خطوط إنتاج بين الأتوماتيك ونصف أتوماتيك وبورشل، كما أن المصنع يتجه لإنتاج ملعقة العسل، وهو مشروع جديد تستعد له الشركة.
وشدد على أن شركته قادرة بهذه الإمكانيات على المنافسة بأعلى جودة ممكنة في مصر، رغم وجود قامات كبيرة في مجال العسل بالسوق المصرية، ومنهم الحاج إسماعيل عتمان «الذي يمثل لنا رمزا وقامة فضلا عن العديد من الشركات الكبرى».
وأضاف أن شركته تملك كل شهادات الجودة لمنتجها، وأهمها «بكل فخر صنع في مصر» وأيزو 22000، كما أنها خاضعة للإشراف الصحي الدوري وهو ما لا يحدث في أي شركة عسل أخري، مشيرا إلى أن شركة الأصيل بفضل هذه الجودة تشارك في العديد من المسابقات الدولية، وأهمها مسابقة العسل بلندن، حيث تحصل دائما على مركز متقدم، فيما تنافس حاليا علي واحد من المراكز الثلاثة الأولي.
كما أكد أنه يهتم بشكل كبير بالمشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية، «شاركنا مؤخرا في معرض آربيل الدولي، وقبلها معارض بكل من كندا وتركيا وكينيا.. فيما نستعد للمشاركة في معرض بالصين خلال نوفمبر المقبل ومعرض آخر في تونس في ديسمبر».
وتابع «نجحت في الخارج قبل النجاح بالداخل، على عكس الشركات العاملة في السوق؛ التي تبدأ خطوات نجاحها محلياً، وبعد ذلك تتجه للتصدير»، لافتا إلى أن شركة الأصيل تصدر كميات ضخمة من العسل النحل إلي العديد من الدول العربية وماليزيا وإندونيسيا وفرنسا وغيرها، وتوفر ملايين الدولارات من العملة الصعبة سنويا، للاقتصاد المصري، «لدينا عميل واحد من قائمة عملائنا الخارجيين يسحب أكثر من 500 طن عسل سنوياً بما يصل إلي 2.5 مليون دولار، فضلا عن عشرات العملاء بالشركة».
وعن السوق المصرية أكد أن شركته لم يكن لديها طموح محلي كبير، خاصة مع المنافسة الصعبة، لذلك قرر إسناد التسويق في مصر لشركة تسويق داخلي مع زيادة أعمال الشركة، مضيفا «نتواجد في السوبر والهايبر ماركت بنسبة 40% حتي الآن، ونستهدف الانتشار بنسبة 100%، ثم الانتشار في المحلات الصغيرة، بحيث نزيد الشريحة المستهدفة سنويا وبشكل تدريجي حتي لا تحدث أي مشكلات تسويقية».
فيما كشف عن منتج جديد يمثل مفاجأة تستعد الشركة لطرحه في عام 2020، خاصة للمرضي وكبار السن الممنوعين من تناول العسل، «منتج من عسل النحل يتم إعداده بطريقة مختلفة».
ولفت إلى أنه يمثل دور «الذوَّاقة» في الشركة، مضيفا أنه يحرص على تذوق جميع منتجات الشركة قبل خروجها «لا يوجد كيلو عسل يخرج من المناحل لدينا إلا بعد أن أتذوقه»، مؤكدا أنه يتمني تحول شركته لتكون إحدى علامات النحل والعسل في العالم.
وشدد بحيري على أنه يتبني مبادئ الصدق والأمانة والثقة سواء مع العملاء أو العاملين في الشركة، مضيفا أنه يحرص على العمل بيده رغم وجود فريق عمل علي أعلي مستوي في الشركة، لكنه يعمل كفرد منهم ويحصل علي راتب مثلهم، «أقف وسط رجال أصدقائي وأصحابي في الشركة حيث نعمل كفريق واحد».
فيما أوضح أنه يتبع أيضا طريقة صارمة في التعامل فهناك ثواب وعقاب«أتعامل بمبدأ أوروبي في العمل، من الوقت والنظافة وغير ذلك.. من يعمل بما يرضي الله فإن الرواتب في الشركة ممتازة جدا فضلا عن المكافآت والبدلات».
وشدد على أن شركته تدعم البحث العلمي، وتتبني باحثين في قطاع المناحل للوصول لنتائج جديدة في المجال، يتم العمل بها وتكون علامة مختلفة للشركة.
مصانع بئر السلم
وعن محاولات تقليد منتجه من مصانع بئر السلم، أكد أن هذه المحاولات تفشل خاصة أن «الأصيل» تنتج عسلا لا يستطيع أحد تقليده، لاسيما علي مستوى الجودة، مضيفا «في النهاية من يحاول التقليد يقوم بذلك علي مستوى الشكل وليس المضمون، بينما مجال العسل (مهنة مضمون).. عليك إنتاج شيء لا يستطيع أحد تقليدك فيه خاصة علي مستوي الجودة».
لكنه شدد على أن المنافسة شريفة جدا بين الشركات الكبيرة، «كل منا يعرف حدوده وإمكانياته».
وعن قطاع العسل في مصر، أكد أنه لا يوجد معلومات دقيقة عن القطاع، بينما التصدير يتم من خلال اجتهادات شخصية، مضيفا أن الحكومة بدأت حاليا الترخيص للمناحل للوصول لمعلومات دقيقة حول المجال.
وشدد على ضرورة استحداث فرع للمناحل بنقابة الزراعيين، مشيرا إلى مناقشة هذا المقترح مع نقيب الزراعيين المصريين، والذي أبدي اهتمامه وترحيبه بهذا الطرح، بما يوفر كافة امتيازات النقابة للنحالين والعاملين في مجال العسل النحل.
فيما ناشد الأستاذ فتحي بحيري، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنظرة اهتمام لقطاع المناحل الهام والكبير والذي يعد من ثروات مصر المنسية، مؤكدا أن الرئيس استطاع إحياء العديد من القطاعات التي كانت تحتضر مثل الثروة السمكية والصوب الزراعية.
وشدد على أن قطاع المناحل يضم نحو 25 ألف أسرة من عاملين وأصحاب شركات، لذلك فإن القطاع يحتاج تطوير واهتمام بشكل أكبر.
وتابع أن مصر تشهد طفرة علي كافة المستويات في عهد الرئيس السيسي، لاسيما على مستوى الطرق التي تمثل علامة من علامات تطور الدول، فضلا عن المدن الجديدة التي تم تدشينها على النظم الذكية والحضارية الموجودة في الدول المتقدمة.
وأضاف أن مصر تسير علي الطريق الصحيح، رغم الأزمة الاقتصادية التييعاني منها بعض طبقات الشعب المصري من غلاء المعيشة، ولكن ننتظر انطلاقة وجني ثمار الإصلاح الاقتصادي.
فيما وجه رسالة مقتضبة لمحافظ الغربية، هشام السعيد، قائلا «يا سيادة المحافظ طنطا لم تعد طنطا».
