•رفضت الجنسية والامتيازات الكندية حبا في مصر وأضع خبراتي تحت أمر الدولة المصرية
•حققت حلم والدي في السير علي خطي المهندس علي والي وزير البترول الأسبق
•أملك 32 براءة اختراع متعلقة بالحفر.. ونعمل في الشركة بـ9 منها
أسست الشركة عام 1984 وحققنا إنجازات غير مسبوقة في قطاع البترول بفكر “مصري”
أعدنا العمل لـ15 بئرا بترولية في شركة أرامكو السعودية بعد محاولات “فاشلة” من الشركات الأمريكية
شركتنا أعادت 85 بئرا بترولية بمصر للإنتاج بما تمثله من استثمارات كانت متوقفة
قطاع البترول المصري يشهد طفرة غير مسبوقة في عهد المهندس طارق الملا
حقل ظهر يمثل طاقة نور للمصريين في عهد الرئيس السيسي
رأس غارب لها الفضل في نشأتي ونجاحي ونصف العاملين بالشركة منها
ننظم مسابقة لرعاية المبتكرين المصريين بجائزة تصل لـ50 ألف جنيه لأفضل اختراع
الأستاذة صفاء بريص رئيس القطاع المالى بالشركة:
حققنا نتائج أعمال أكثر من رائعة منذ عام 2011
“عقدة الخواجة” تسيطر علي بعض الشركات العاملة في قطاع البترول المصري
نتمني إسناد مشروعات أكبر.. والشركة تملك خبرات وإمكانيات وأجهزة لا توجد في أي مكان بالعالم
“جابكو وبتروبل وعجيبة وسوكو وأرامكو” أبرز الشركات العاملة مع شركتنا
رجل عاش جهادا في حياته العملية كما لم يفعل غيره من قبل، تعرض لصعوبات واختبارات لكنه كان علي قدر المحنة، ولأن لكل مجتهد نصيب، عوضه الله وحقق حلمه وحلم والده الذي كان يتمناه خبيرا بتروليا علي غرار المهندس علي والي وزير الدولة لشئون البترول والثروة المعدنية في سبعينات القرن الماضي.
إنه الخبير البترولي المهندس حسين علي بريص، رئيس مجلس إدارة شركة بريص للاستثمارات البترولية، الذي بدأ حياته العملية في شركة حكومية هي سفاجا للفوسفات، علي عكس رغباته وأحلامه التي كانت تنصب في العمل بقطاع البترول وليس التعدين، فقرر أن يتقدم باستقالته ليشق طريقه بنفسه ويصبح واحدا من أهم خبراء البترول في مصر والشرق الأوسط، وصاحب أول شركة للحفر الموجه في مصر والشرق الأوسط، بعدما أصبح أول مهندس مصري وعربي في مجال الحفر الموجه، كما يملك في سجله التاريخي 32 براءة اختراع متعلقة بمجال عمله.
جريدة “أنباء الشرق الأوسط” حرصت علي لقاء الخبير البترولي المهندس حسين علي بريص، لمعرفة تفاصيل أكثر علي هذا الرجل العصامي الذي بدأ السلم من بدايته حتي وصل لمكانته الحالية كخبير بترولي يشار له بالبنان واعتزازه بنشأته في مدينة رأس غارب بالغردقة ومدي عشقه لهذه المدينة ولأهلها، كما تحدثنا معه عن شركته “بريص” للاستثمارات البترولية، وطبيعة عملها وإنجازاتها في الفترة الماضية ومستهدفاتها خلال الفترة المقبلة في ظل اعتماده علي أبنائه في تطوير الشركة..
في البداية أوضح المهندس حسين علي بريص، أن والده – رحمه الله- رجل من الطبقة الكادحة، وكان عاملا في الشركة العامة للبترول، كثيرا ما كان يتمني أن يصبح ابنه مثل وزير البترول الأسبق علي والي، الذي كان في هذه الفترة واحدا من خبراء البترول العالميين،
“كان أبي يقول لي.. ليتك تصبح مثل علي والي”.
المهندس علي والي، من خبراء البترول المصريين وكان له فضل كبير في جذب شركات عالمية للتنقيب عن البترول والغاز والمواد التعدينية في مصر، كما شغل منصب أول رئيس لمجلس إدارة المؤسسة المصرية العامة للبترول في عام 1968، تم تعيينه وزير دولة لشئون البترول والثروة المعدنية في مايو 1971..
وتابع المهندس حسين بريص، “علي والي أصبح الهدف والحلم لي، رغم صغر سني ففي هذه الفترة لم أكن مدركا إنجازاته، لكن وضعته كهدف للوصول لمكانة يتمناها أبي لي”، مضيفا “بدأت العمل للوصول للهدف حيث أصبحت مهندس بترول في السبعينات وجاء لي التكليف الحكومي لكن للأسف كان توزيعي علي شركة سفاجا للفوسفات، رغم تخصصي وحلمي بالعمل في البترول، حيث تقدمت بعدة شكاوي لإعادة توزيعي علي منطقة أو مشروعات بترولية ولا حياة لمن تنادي، مما اضطرني لتقديم استقالتي لكن مع ضغوط زملائي قدمت علي أجازة بدون مرتب لحين الاستقرار في عملي الجديد.
المفاجأة التي كشفها المهندس حسين، أنه قرر أنه يكون “عامل يومية” في قطاع البترول، حتي يتواجد في المكان الذي يحبه، قائلا “مررت بفترة عصيبة في وضعي الجديد، حيث وجدت مضايقات من بعض العمال لأنهم كانوا يروني (أزاحمهم في أكل عيشهم)، بينما البعض الآخر كان متعاطفا مع وضعي كمهندس وأعمل باليومية خاصة بعد تعب السنين في التعليم للوصول لهذه المكانة”.
ولفت إلي أنه كان يعمل في شركة إنجليزية كان يرأسها مهندس إنجليزي، كشف له العمال أن “حسين” الذي يعمل معهم “عامل يومية” هو في الأصل مهندس بترول، فقرر رئيس الشركة الحديث معه ليكتشف خبرات كبيرة لديه ويقرر ضمه لفريق المهندسين بالشركة، “تحول بعدها كل شيء وانقلبت الدنيا معي رأسا علي عقب، وانتهت أصعب فترة مرت بحياتي” بحسب المهندس حسين.
وتابع رئيس شركة بريص للاستثمارات البترولية، “بعد قرار ضمي للمهندسين وفي فترات وجيزة تم ترقيتي أكثر من مرة من إدارة الشركة بسبب إتقاني في تنفيذ الأعمال المكلف بها، حتي طلبت شركة “جابكو”، تعيين 6 مهندسين جدد فتقدمت بأوراقي”، مضيفا “رغم ما كان الأمر يتطلبه من وجود “وساطة” لكن عند لقائي باللجنة المكلفة باختيار المتقدمين، وتعرفوا علي إمكانياتي العلمية وخبراتي العملية قرروا ضمي علي الفور معهم في الشركة، بل قال لي أحد أعضاء اللجنة “يا حسين خلال 6 شهور فقط، سيكون لك شأن كبير في جابكو” وهو ما مثل له دفعة لإثبات ذاته في الشركة سريعا.
وتابع أنه حقق العديد من الإنجازات والأفكار الجديدة المتعلقة بمجالات الحفر في شركة جابكو لمدة 9 شهور، مما دفع شركة أمريكية لطلب التعاقد معه وهو ما حدث بالفعل بعد الاتفاق علي بعض الشروط الخاصة به، مضيفا أنه استمر في العمل مع الشركة الجديدة لمدة 3 سنوات ولكن مع تغيير قيادة الشركة الأمريكية وتولي مدير جديد استغرب الامتيازات التي كان يحصل عليها المهندس حسين، رغم علمه بالإمكانيات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها، حيث قرر تخفيض راتبه وسحب بعض الامتيازات منه لذلك كان القرار بالانسحاب من العمل في الشركة.
بداية تأسيس شركة “بريص”
وأوضح الخبير البترولي حسين محمد علي بريص، أنه قرر تأسيس شركته الخاصة للاستثمارات البترولية، لتري النور وتكون الانطلاقة لها عام 1984 ليطلق عليها اسم “بريص”، مضيفا أنه كان يفكر في العمل من خلال شركته خارج مصر لكن مدير شركة جابكو حينها طلب منه الاستمرار بالعمل في مصر، وترسية بعض الأعمال عليه، وهو ما حدث بالفعل لتمثل هذه السنوات الفترة الأفضل في تاريخ الشركة، موضحا أن شركة جابكو حينها كانت تملك 13 بريمة مقارنة بـ4 فقط حاليا.
ورغم تغير إدارة شركة جابكو وقرارها بدخول منافسين في الاستحواذ علي الأعمال لكن شركته بخبرتها الكبيرة استطاعت الثبات في المنافسة وإثبات نفسها جيدا، “نافسنا أكبر 5 شركات في مجال الحفر البترولي بالعالم واستطعنا إضافة نشاطات جديدة للشركة”، بحسب المهندس حسين.
ولفت إلي أن أهم الأعمال التي يعتز بها هي التي كانت تخلق حلولا لمشكلات متعثرة توقف بسببها العمل، خاصة أن شركات الإسناد كانت تتعامل مع شركات عالمية تتعثر في إيجاد الحل، ليظهر هو أو شركته بحل لهذه المشكلات بفكر مصري، مما كان يمثل له إنجازا كبيرا، مضيفا أنه عندما كان يطرح أفكاره لحل المشكلات في البداية كان ينظر لها بنظرة متواضعة، في وقت كان وقف الحفار عن العمل لمدة يوم يكلف الشركة العاملة خسارة تصل لـ125 ألف دولار، لكن بعد الأخذ بمقترحاته مرة تلو الأخري، كانت تلجأ له الشركات في كثير من المواقف.
وأضاف “في إحدي المرات توقف العمل وفشلت جميع الحلول لتشغيل البئر البترولية حتي تم اللجوء للحل الذي اقترحته لتعمل البئر من جديد، ويعطي هذا الموقف ثقة في التعامل وسمعة أكثر من رائعة لي وللشركة”، مشددا علي أن مقومات شركة بريص في منافسة الشركات العالمية، تقوم علي الخبرة في المقام الأول.
وأضاف أن شركته استطاعت إعادة العمل لـ15 بئرا بترولية في شركة أرامكو السعودية كانت متوقفة عن العمل علي الرصيف البحري، من خلال جهاز خاص بالشركة، وهو ما مثل إنجازا غير مسبوق يعطي شهادة ثقة في أعمالها، مضيفا أن شركته طوال تاريخها استطاعت إعادة إنتاج 85 بئرا بترولية، بما تمثله من استثمارات كانت متوقفة، “الشركة أسهمت في توفير أموال وعملة صعبة بعشرات الملايين من الدولارات كانت متجمدة بتوقف هذه الآبار”.
وشدد علي أن شركات عالمية عرضت الدخول في شراكات مع شركته لكنه رفض مكتفيا بالاستعانة بأولاده العشرة “6 سيدات و4 رجال” في نهضة الشركة، مضيفا أن أهم مبدأ يحاول غرسه في أولاده هي الأمانة.
ولفت إلي أن ابنه المهندس محمود أثبت قدرة هائلة علي تحمل المسئولية خاصة مع الضغوطات التي كان يتعرض لها في البداية بقصد منه حتي يتحمل المسئولية وهو ما حدث بالفعل، بل وكان يحاول المهندس محمود القيام بمهام تفوق قدرته وكان ينجح فيها.
وشدد علي أنه تحت أمر وزارة البترول، في الاستعانة بخبراته في تنمية حقل ظهر، الذي يمثل طاقة أمل كبيرة للدولة المصرية، مضيفا أن قطاع البترول المصري يشهد طفرة غير مسبوقة في عهد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية “الوزير يبذل مجهودا ممتازا في ظل الاكتشافات غير المسبوقة في القطاع وعلي رأسها حقل ظهر”، لافتا إلي أن الحقول الجديدة تحتاج استثمارات كبيرة ومجهودا في العمل.
وأوضح أنه مستعد لحل أي مشكلات تتعرض لها مشروعات وزارة البترول بخبرات تصل لـ45 عاما، تضم 32 اختراعا مسجلة باسمه، منها 9 تعمل بها الشركة حاليا في مصر وخارج مصر.
ولفت إلي أن مصر تشهد إنجازات غير مسبوقة علي كافة المستويات في عهد الرئيس السيسي، لاسيما في القطاع البترولي، مضيفا أن المسئولية كبيرة والحمل ثقيل “ربنا يكون في عونه”.
فيما وجه رسالة مهمة للعاملين بالشركة ببذل المزيد من الجهد حتي يكونوا إضافة لمصر وللاقتصاد الوطني، وتوفير عملة صعبة للوطن..
انتماء المهندس حسين لرأس غارب
وشدد المهندس حسين بريص، علي اعتزازه بنشأته في مدينة رأس غارب بالغردقة، بل ويعشق كل لحظة مرت عليه هناك، قائلا “رأس غارب لها الفضل في نشأتي وتأسيس الشركة والتي تضم مصنع الشركة علي مساحة 25 ألف متر”.
وتابع أن أكثر من نصف العاملين بالشركة من رأس غارب، متمنيا أن يتم توسيع أعمال الشركة لزيادة العاملين من مسقط رأسه.
مسابقة المهندس حسين لرعاية المبتكرين المصريين
وكشف المهندس حسين بريص، عن طاقة أمل للشباب من خلال تنظيم شركته جائرة بـ50 ألف جنيه لأحسن ابتكار يتقدم به أي شاب مصري سواء من العاملين في الشركة أو من الخارج، حيث فاز بها من قبل مهندسين اثنين، وذلك بهدف تنشيط عمليات البحث والتطوير.
وأوضح أن الجائزة مازالت مستمرة حتي الآن، حيث تستقبل الشركة الأبحاث والابتكارات في شهر مارس فيما يتم الاعلان عن الفائز في شهر مايو، مناشدا الشباب المصري تقديم الأبحاث الخاصة بهم والتي يكون الهدف منها استفادة أكبر للوطن.
“شركة بريص”.. نتائج أعمال غير مسبوقة ونجاحات لا تتوقف
من جانبها قالت الأستاذة صفاء، نجلة المهندس حسين، ورئيس القطاع المالى بالشركة، إن شركة بريص شهدت طفرة كبيرة علي مستوي الأعمال منذ عام 2011 حتي الآن، رغم “عقدة الخواجة” التي تسيطر علي بعض الشركات العاملة في قطاع البترول المصري.
ولفتت إلي أن شركتها تملك خبرات وإمكانيات وأجهزة لا توجد لدي غيرها، مضيفة “الشركة تعمل بالخبرة المصرية بمواصفات عالمية، حيث نعمل بـ9 أجهزة حاصلة علي براءة اختراع باسم المهندس حسين بريص، يتم العمل من خلالها مع الشركات الحكومية المصرية مثل جابكو وبتروبل وعجيبة وسوكو، كما تعمل شركتها مع “أرامكو” السعودية واستطاعت تجديد 15 بئرا لها، بعد منافسة شديدة مع شركتين عالميتين، “استطاعت شركتنا الفوز عليهما وتجديد العقد مرة أخري”.
وشددت الأستاذة صفاء علي أنها دائما ما تسعي هي وإخوتها التسعة، للاستفادة من خبرة والدهم في كل لحظة وثانية بكل ما يحمله من خبرات ونصائح، ولما لا وهو أول مهندس مصري في مجال الحفر الموجه في التاريخ، كما أن “بريص” تعد الشركة المصرية الأولي بالشرق الأوسط في مجال الحفر.
وأضافت أن الشركة تملك أيضا عددا من الكوادر في القطاع البترولي سواء عمالا أو مهندسين، حيث أعطي المهندس حسين تعليمات بخضوع أي عامل أو موظف أو مهندس ينضم للشركة لفترة تدريب علي الأجهزة وخطة السلامة والصحة المهنية، التي يضعها رئيس الشركة في المقام الأول قبل التعامل مع الأجهزة حرصا علي سلامة العاملين.
وأوضحت أن كل الأجهزة الموجودة في الشركة تصنيع ذاتي في الورشة التابعة، علي مساحة 25 ألف متر، بعد تخطيط وتصميم من المهندس حسين، حيث تضم الورشة كافة الإمكانيات من خراطة وميكانيكا ولحام.
وشددت علي أن إمكانيات شركة بريص كبيرة جدا ولكن تواجه “عقدة الخواجة” في إسناد الأعمال، “نتمني الحصول علي فرصة أكبر في السوق المصرية وفي المشروعات المسندة من قبل الجهات الحكومية، خاصة مع الإمكانيات التي تتمتع بها الشركة من مهندسين علي أعلي مستوي، مع قدرتها علي توفير الوقت في تنفيذ المشروعات وبجودة أعلي”.
ووجهت رسالة إلي الرئيس السيسي، الذي يوجه أقصي اهتمام للشركات العاملة بالسوق المصرية لاسيما في القطاع البترولي، قائلة “نحن شركة مصرية بعمالة مصرية 100% ندعم الاقتصاد الوطني بكل قوة، هدفنا ليس الربح في المقام الأول، بل كل ما يهم الشركة هو خدمة الوطن، نتمني النظر إلي الشركات الوطنية في قطاع البترول، وإعطائها فرصة أكبر في الأعمال المسندة”، مضيفة أن والدها عرض عليه الجنسية والهجرة الكندية في بداية حياته عام 1986 بما تحمله من امتيازات لكنه رفض حبا في مصر.