وقع البنك الأهلي المصري والوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقية تسهيل ائتماني جديدة بمبلغ 100 مليون يورو بهدف التوسع في فرص تمويل المشروعات المتعلقة بالحفاظ على المناخ والتنمية المستدامة في مصر.
حضر التوقيع الذي عقد بمقر البنك هشام عكاشه رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري والدكتور فابيو جرازي مدير المكتب الإقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر وهشام السفطي رئيس مجموعة المؤسسات المالية والخدمات المالية الدولية وممدوح عافية رئيس مجموعة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعمرو مصطفي رئيس مجموعة الخزانة وأسواق المال بالبنك وكذا ممثلو السفارة الفرنسية في مصر.
وعقب التوقيع صرح هشام عكاشه أن عقد التسهيل الممنوح من الوكالة الفرنسية للتنمية يأتي ضمن التعاون والشراكة بين البنك الأهلي المصري والوكالة الفرنسية للتنمية والتي ترجع الى عام 2010 ، حيث سيتيح التسهيل توجيه البنك للتمويل والدعم المالي اللازم لتنفيذ الاستثمارات المتوافقة بالكامل مع أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والمناخ النظيف وذلك في إطار البرنامج العالمي ” التحول نحو نظم مالية ملائمة مناخيًا ” بما في ذلك المساهمة المالية من صندوق المناخ الأخضر، وهي الأنشطة التي تندرج ضمن استراتيجية البنك الساعية الى تدعيم خطة مصر 2030، لافتا الى اهتمام البنك الأهلي المصري المتنامي بهذا الملف الحيوي والذي بدأ منذ عقود أ أ.
وأشار عكاشه الى حرص البنك على تعزيز العلاقة القوية والفعالة القائمة بالفعل بين الجانبين سعيا لدعم النمو الاقتصادي المستدام، حيث تعد تلك الاتفاقية هي الأحدث في سلسلة من الاتفاقيات التي تتناول المبادرات التي تتصدى للقضايا البيئية والاجتماعية وتطبيق معايير الحوكمة، مؤكدا على تطلع البنك إلى توسيع نطاق الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية إلى جانب تعزيز قدرات التمويل المناخي لديه وزيادة الاستثمارات المتصلة بمواجهة اثار تغير المناخ.
ومن جانبه أكد فابيو جرازي على اهتمام الوكالة الفرنسية بهذا التمويل، خاصة في ضوء عملية التحول واسعة النطاق التي تتم حاليا على مستوى النظام المالي العالمي، والتي تتطلب سرعة التحرك بفاعلية نحو تطبيق معايير التنمية المستدامة، مشيرا الى ما تم مناقشته خلال “قمة التمويل المشترك” الأخيرة، والتي عززت أهمية توحيد جهود كل من الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأهلي المصري لدعم الاستثمارات المعنية بالمناخ لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام في مصر على المدى الطويل، ومؤكدا على ان تلك المساعي المشتركة تهدف الى خلق فرص اقتصادية جديدة أمام المجتمع المصري وتعزز قدرته على مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، خاصة أن كافة دول العالم ومنها مصر قد تتعرض للآثار المترتبة على تغيرات المناخ، الا ان الاستراتيجيات القومية الحالية في مصر تعكس وعيًا كبيرًا بقيمة ” التحول الأخضر” واهمية الاقتصاد النظيف من خلال التكاتف بين جميع الجهات المعنية سواء من الهيئات العامة والقطاع الخاص والقطاع المالي من أجل صياغة أجندة مشتركة تؤمن بضرورة تحقيق دورًا حيويًا في قضية تغير المناخ.
وأفاد هشام السفطي أن التسهيل الممنوح من الوكالة الفرنسية للتنمية سيتم تخصيص 60% منه للمشروعات المعنية بالتخفيف من اثار تغير المناخ و40% للمشروعات ذات الصلة بالتكيف مع تغير المناخ، مضيفا انه كجزء من برنامج التحول نحو نظم مالية ملائمة مناخيًا، ستقدم الوكالة الفرنسية للتنمية للبنك الأهلي المصري منحة للمساعدة الفنية بمبلغ 1.5 مليون يورو يتم توجيهها لدعم إدماج تحديات تغيُّر المناخ في صلب الأنشطة المالية للبنك وتدعيم نشر آليات التمويل المبتكرة لدعم التنمية المستدامة وبخاصة في نطاق تطوير التمويل المناخي.
جدير بالذكر أن الشراكة بين البنك الأهلي المصري أكبر المؤسسات المالية في مصر والوكالة الفرنسية للتنمية والتي تعد العنصر الفاعل الأساسي في سياسة التنمية الفرنسية، وتعمل في العديد من القطاعات مثل البيئة والصحة والتنوع الحيوي والمياه والتكنولوجيا الرقمية والتدريب، هي شراكة قائمة على مجموعة من الأهداف والاهتمامات المشتركة الرامية لتحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد المصري والتي استهدفت في بدايتها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ثم امتدت بعد ذلك لتشمل التمويل المستدام في مصر من خلال المرحلتين الثانية والثالثة من البرنامج المصري للتحكم في التلوث الصناعي.