أصدرت اليوم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، الدائرة الثانية، قرارها برفض طلب الشق المستعجل المقدم من مجموعة من أعضاء عمومية المهندسين، وقررت المحكمة إحالة الأمر إلى هيئة مفوضي الدولة لإعداد الرأي القانوني في القرار المطعون عليه، وما يترتب على ذلك من آثار.
حيث شملت الدعوة المقامة شق مستعجل، بوقف تنفيذ قرار مجلس النقابة الصادر في 4/9/2021 بتدبير مبلغ 300 مليون جنيه من صندوق المعاشات أو بضمانه للاستثمار في مشروع مستشفى بدر ومشاركة مستثمرين آخرين.
يذكر أن مشروع مستشفى المهندسين ببدر كان قد بدأ العمل به أثناء وجود المجلس السابق للنقابة، برئاسة نقيب المهندسين السابق والحصول على هذه الأرض المخصصة للمستشفيات، وقامت النقابة بدفع ثمن قيمة الأرض كمستشفى آنذاك، وقد سحبت الأرض وتم إعادتها في فترة المجلس الحالي، وكان المجلس السابق قد اتخذ قرارًا بإقامتها بالجمعية العمومية للنقابة لعام ٢٠١٦/٢٠١٧، وقرر المجلس جمع تبرعات لبناء المستشفى، والتي بلغت قيمتها الحقيقية خلال السنوات الأخيرة من فترة تولي المجلس السابق حوالي ٦٦٠ ألف جنيه من المهندسين الجدد عند القيد، لبناء مستشفى تقدر قيمتها بـ١.٥ مليار جنيه.
وعندما تسلم مجلس النقابة الحالي المسئولية، اتضح أن مشروع المستشفى ليس له دراسة جدوى اقتصادية أو أي دراسات فنية، ويستحيل إقامته من التبرعات، كونه ليس مستشفى خيريًّا..
وبالتالي قرر المجلس الأعلى للنقابة بالإجماع في جلسته رقم ٢ بتاريخ ١٥/ ٥ /٢٠١٨ وبحضور أقطاب المعارضين الحاليين، إقامة المستشفى، كاستثمار لصندوق المعاشات في حالة ثبوت الجدوى الاقتصادية للمشروع، وبناءً على ذلك قام المجلس الأعلى بتكليف المكتب الفني للنقابة بعمل دراسات الجدوى الاقتصادية ومراجعة التصميمات، وقد ثبت من الدراسات، الجدوى الاقتصادية للمشروع، وبناءً عليه تم دعوة المستثمرين لمشاركة صندوق المعاشات لإقامة المستشفى وضرورة تعظيم نصيب النقابة في المشاركه لتحقيق عائد مُجزٍ لصندوق المعاشات، وتقديم خدمات طبية مميزة للمهندسين.
والغريب في الأمر أن أول من يقف أمام إقامة المستشفى اليوم هم أصحاب الفكرة ومروجوها ومن تبناها ودفع من صندوق المعاشات ثمن الأرض، كما دفع من صندوق المعاشات الملايين لشراء أراضٍ بالمحافظات غير مرخصة لإنشاء المباني، لإقامة منشآت للنقابات في صفقات- الله وحده أعلم بها- وسببت الإحراج، والعديد من المشكلات للمجلس الحالي، الذي اتخذ القرار بتقنين الأوضاع، حفاظًا على أموال الصندوق، ولم يلجأ للتشهير بمن قاموا بهذه الصفقات أو مقاضاتهم، وهم يعلمون أنفسهم جيدًا.