الحاج فايز شعبان: طورنا ماكينات الشركة لإنتاج عبوات زجاج بكل المقاسات
تضررنا من الظروف الاقتصادية الصعبة منذ 2016 ونسعى للخروج من عنق الزجاجة
سعر الصرف أثر سلبيا على أعمال الشركة
نرفع شعار «جودة مناسبة بسعر مناسب»
مصر تشهد إنجازات متواصلة على كل المستويات تحت قيادة الرئيس السيسي
تعد شركة الندى للصناعات الغذائية واحدة من كبرى الشركات بمصر والمنطقة العربية في إنتاج العصائر والصلصة والمربى، والتي يقودها الحاج فايز شعبان، رئيس مجلس الإدارة، مع نجله المهندس محمد شعبان، نائب رئيس مجلس الإدارة، حيث استطاعا كتابة سطور من النجاح في الشركة، التي تتمركز في المنطقة الصناعية بدمياط الجديدة، وذلك رغم الصعوبات التي يعاني منها الاقتصاد المحلي والعالمي.
في البداية قال الحاج فايز شعبان، إن النشاط الأساسي للشركة يتمثل في إنتاج العصائر والصلصة والمربى، حيث بدأت الشركة بخطوط إنتاج أكياس مثل البيست، وبعد تدشينها بعامين أدخلت خط الزجاج لإنتاج عبوات 200 مل إلى لتر، ثم ماكينة ثانية من 100 إلى 200 مل، ثم اشترت الشركة ماكينة تترا باك عبوات، ودشنت خطين الأول ينتج 200 مل وآخر 250 مل، ثم أدخلت الشركة إنتاج الصلصة الظرف بديلا للأكياس.
وأوضح الحاج فايز، أنه ابن من أبناء محافظة دمياط، تخرج في كلية التجارة عام 1984، وسافر في مارس 1985، إلى المملكة العربية السعودية للعمل كموظف هناك، حيث تطور في العمل ودخل في شراكة استثمارية ضمن شركة عائلية هناك عام 2005، مضيفا أنه قرر في عام 2010 نقل جزء من استثماراته إلى مصر وبالفعل بدأ تدشين شركة الندى، في المنطقة الصناعية بدمياط الجديدة، ومع قرب التشغيل الفعلي للماكينات في شهر ديسمبر 2010، انطلقت ثورة 25 يناير 2011.
وتابع أنه أصر على استكمال استثماراته في مصر حينها، وواصل العمل وحقق نجاحات رغم الظروف الصعبة، مشيرا إلى أن المعاناة عادت مرة أخرى مع التحرير الأول لسعر الصرف في نوفمبر 2016، حيث كان قد تعاقد على ماكينات لتحديث منظومة العمل في الشركة حينها، وذلك مع شركة «تترا باك».
وأضاف «كنا متعاقدين علي خطوط مع شركة تترا باك لتحديث المصنع، الذي كان ينتج العصير في أكياس على غرار البيست، فقررنا مواكبة السوق بالتعاقد علي ماكينات في بداية 2016، حينما كان الدولار بـ6.83 جنيه، لكن الأزمة أن التعاقد كان بالتقسيط على 4 سنوات والسداد بالدولار، فيما جرى تحرير سعر الصرف في العام نفسه ليقترب بنهاية العام وقت تسليم الماكينات من 20 جنيها للدولار الواحد».
وأوضح أن الماكينات وصلت في شهري نوفمبر وديسمبر 2016، بينما كان تحرير الصرف قاسما للظهر بالنسبة للشركة، وأخر العديد من استثماراتها، مضيفا أنه حاول التغلب على هذه الأزمة وبالفعل بدأ السوق يتحسن تدريجيا من 2017 حتى 2019، ليتحرك بشكل أقوى في 2020، حيث زاد الطلب وضخت الشركة استثمارات جديدة، لكن تأتي الأزمة الكبرى المتمثلة في وباء كورونا الذي دمر كل شيء من جديد، والتي تواكب معها أزمة خطوط الإمداد، ومن بعد ذلك الحرب الروسية الأوكرانية وما تشمله من ارتفاع التضخم العالمي وأزمة شح العملة في مصر، ورفع الفائدة الأميركية وما تبعها من رفع الفائدة المحلية، وكل ذلك أزمات أثرت على الصناعة والمصانع والشركات المحلية التي أغلق العديد منها، فيما تكافح الشركة من أجل الاستمرار.
ولفت إلى أن استثماراته في السعودية تأثرت أيضا بسبب غلق المجال الجوي في فترة كورونا، حيث لم يستطع السفر لمتابعة أعماله هناك، كما تأثرت أعماله في مصر مع تحرير سعر الصرف من جديد بداية 2022 على إثر الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن المواطنين والطبقة المتوسطة التي تركز عليها الشركة تأثروا بارتفاع الأسعار ووجهوا مشترياتهم للأساسيات بعيدا عن الرفاهيات من العصائر وغيرها.
من جانبه قال الحاج فايز شعبان، إن السوق المصري يعاني على المستوي الصناعي خلال الفترة الراهنة، بسبب قلة المواد الخام وصعوبة توفير العملة الصعبة لاستيرادها مع ارتفاع الأسعار الكبير والذي أثر على المصانع كما أثر على المواطن المشتري للسلعة، مضيفا أن زيادة الرواتب لن تواكب ارتفاع مستوى التضخم في أسعار السلع وهو ما تسبب في توجيه الكثير من المواطنين أغلب قواهم الشرائية للسلع الأساسية وبشكل كبير، فيما أغلقت العديد من المصانع والشركات بسبب هذه المشاكل والمنطقة الصناعية بدمياط الجديدة خير شاهد علي ذلك.
وأوضح أن قطاع العصائر والمربى الذي تعمل فيه الشركة لم يعد يعمل إلا بطاقة 10% فقط، والتي تسيطر عليها حاليا الشركات الكبيرة، مثل جهينة وبيتي وغيرهما، مؤكدا أن شركة تترا باك الموردة للمعدات تؤكد أنها لم تعد تحقق أكثر من نصف مبيعاتها في السوق المصرية خلال الفترة الراهنة نظرا لتوقف العديد من المصانع، مضيفا أن شركته تركز على التصدير خلال الفترة الراهنة بشكل أكبر، حيث تصدر الشركة للعديد من الدول العربية والإقليمية ومنها فلسطين واليمن وموريتانيا والصومال ودبي.
فيما لفت الحاج فايز شعبان رئيس شركة الندى للصناعات الغذائية، إلى أن حرص شركته على العمل بأعلى درجات الجودة وراء كل إنجاز يتحقق على أرض الواقع منذ تدشين الشركة، قائلا «الجودة هي من تساعد أي شركة جادة على الاستمرارية حتى وإن كانت تحقق هامش ربح ضعيف»، مضيفا أن الهدف الأول للشركات حاليا هو الاستمرارية والصمود في وجه الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها، ولم يعد الهدف تحقيق الربح.
وتابع أن العديد من الشركات أغلقت أبوابها وسرحت العاملين لديها، بينما شركة الندى للصناعات الغذائية، تحاول الاستمرار من أجل العاملين فيها، حيث تتيح العديد من فرص العمل، مشيرا إلى أن توفر اليد العاملة للمنطقة الصناعية بدمياط الجديدة صعب جدا، خاصة أن المحافظة يتجه أبناؤها بشكل كبير للعمل في الأثاث، لذلك تجد شحا في توفير اليد العاملة، بعكس باقي المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أن اليد العاملة تتجه حاليا للأعمال السهلة مثل قيادة التوك توك، بعيدا عن صعوبة تعلم المهن حتى وإن كان لها مستقبل، مشيرا إلى أن فرق الصيانة في الشركة تدرب بشكل مستمر على يد مديري الصيانة بالشركة وهم أصحاب خبرات كبيرة جدا، مؤكدا أن العاملين والمهندسين بالشركة هم رأسمالها.
وشدد على أن الشركة تسير وفق مبادئ محددة منذ تدشينها، وعلى رأسها الاهتمام بجودة المنتج كأولوية، رافعة شعار «جودة مناسبة بسعر مناسب»، مع الحفاظ علي الاستمرارية في السوق رغم صعوبة المنافسة مع الشركات الكبيرة لاسيما في السوق المحلية.
في سياق متصل، أكد الحاج فايز شعبان، أن مصر تشهد إنجازات متواصلة في عهد الرئيس السيسي، على كافة المستويات، خاصة من ناحية البنية التحتية والطرق والكباري وتدشين المدن الجديدة خاصة العاصمة الإدارية التي تمثل «جنة الله في الأرض»، مضيفا أنه اغترب ويعرف معاناة الشعوب التي تعاني بسبب الحروب في بلادها مش الأشقاء السوريين والسودانيين والليبيين والعراقيين، قائلا «مصر أيا كان وضعها الاقتصادي يكفي شعبها أن يعيش في أمان».
فيما وجه رسالة دعم وشكر وتهنئة للدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، مؤكدا أن المحافظة تعيش حالة من الإنجازات المتواصلة منذ توليها المسئولية، لكنه طالب بنظرة لمدينة الأثاث في دمياط الجديدة، والتي تحولت إلى مدينة أشباح بسبب هجرة الأهالي لها، مضيفا أن الرئيس السيسي اعترف بفشل المدينة لأن ثقافة الدمايطة مختلفة وتقوم على العمل تحت المنزل وليس في مدينة بعيدة.