in

الحاج محمد مازن.. قصة نجاح سوري في مصر

الجودة والسعر التنافسي شعاره للانتشار في السوق والمنتج الصيني لم يتحمل المنافسة

السوق المصرية الأفضل في العالم من حيث الاستهلاك

الرئيس السيسي جعل مصر الدولة العربية الأولي علي مستوي الصناعة

استطاعت الجالية السورية في مصر أن تثبت نجاحها في جميع المجالات التي اقتحموها بالقتال علي فرصة النجاح في وطنهم الثاني مصر، لاسيما مع الأزمة الواقعة في بلادهم.

أبرز هؤلاء كان رجل الأعمال الحاج محمد مازن، صاحب مصنع إيكام للملابس الجاهزة، الذي تعرض للعديد من العثرات خلال السنوات الماضية لكنه واجهها بكل قوة حتي وصل للنجاح الذي يحلم به.

يقول الحاج محمد مازن، إنه مواطن سوري جاء إلي مصر في عام 2009، حيث كان يعمل بالتجارة حينها من خلال الاستيراد والتصدير من وإلي سوريا «كنت أستورد فساتين الأفراح والسواريه وهي مميزة لديالسوريين»، مضيفا أنه قرر أخيرا الاستقرار في مصر وفتح مجالات عمل فيها مع اندلاع الثورة في سوريا، حيث ساعده في ذلك طبيعة الشعبين المتقاربة.

ولفت إلى أنه مع قراره الاستقرار في مصر اتجه للعملبالصناعة من خلال فتح ورشة صغيرة لم تكن تضم أكثر من ست ماكينات، لجس نبض السوق المصرية والاضطلاع علي طبيعة التجار وكيفية جلب مدخلات الإنتاج ومتطلبات السوق، مضيفا أن هذه الفترة شهدت تعثرات كبيرة خاصة مع اندلاع الثورات في المنطقة العربية، مما أدي إلي خسارة أموال طائلة،«لكن لم يكن أمامنا بديل إلا باستمرار العمل».

وتابع «قررنا أن نبدأ من الصفر ونحاول مرات ومرات حتي وصلنا للنجاح في مصر»، موضحا أن الانفلات الأمني كان أسوأ المشكلات التي واجهت المصنع في البداية، حيث تم سرقة العديد من البضائع الخاصةبالمصنع.

وشدد علي أنه كان يعمل بالتجارة لكنه يعشق الصناعة حيث كان «صنايعي» من سنة 1984، موضحا أن الورشة كانت في السادس من أكتوبر وتم عمل عينات والتصدير للخارج فضلا عن التسويق في السوق المصرية التي كانت خصبة جدا واستوعبت كل كميات الإنتاج، إلا أن المشكلة الأكبر كانت في صغر الورشة وقلة الأيدي العاملة الماهرة.

وكشف أنه بحث بعد ذلك عن مكان في منطقة صناعية للتوسع بالورشة وهو ما حدث عندما حصل علي قطعة أرض في المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان عام2013، مع استصدار تراخيص بمصنع كبير يستوفي كل القوانين المصرية، لاسيما مع زيادة الطلب علي منتجات الشركة «بفضل تميزنا وسعرنا التنافسي».

وأضاف أن منتجات المصنع تتميز بالخامة الجيدة والموديلات الحديثة دائما والسعر التنافسي، «نعمل بقطن 100% بهامش ربح بسيط، والنتيجة زيادة متواصلة في الطلب علي منتجاتنا».

وشدد على أنه تعرض للعديد من التعثرات في السنوات الخمس الأولي، بينما السنوات الخمس التالية كانت الأفضل وشهدت نجاحات متتالية للشركة ساعد فيها قوة السوق المصرية التي قال إنها الأفضل في العالم من حيث الاستهلاك والاستيعاب.

وتابع أن السوق المصرية تتميز بزيادة الإنفاق خاصة علي الملابس والغذاء، مشيرا إلى أن المصنع يركز في منتجاته علي جميع الطبقات من الطبقة الغنية التي تهتم بالجودة إلي الطبقة الوسطي ومحدودي الدخلالتي يهمها السعر التنافسي، وهي طبقة رغم قلة دخولها لكنها كبيرة الإنفاق، مشددا على أن منتجات المصنع باتت منتشرة في أغلب محافظات الجمهورية من خلال ماركة مسجلة.

ولفت إلى أن الجودة والسعر التنافسي جعلا منتج المصنع أقوي من المنتجات الصينية التي لا باتت لا تستطيع المنافسة لا علي مستوي السعر ولا علي مستوي الجودة، مضيفا أن العمل بالقطن المصري يعطي ميزة أخري لمنتجات الشركة، «القطن المصري مميز علي مستوي العالم وهو ما ساعد علي رواج تجارتنا وسهولة توزيعها».

وأكد أن هناك عددا من القرارات اتخذتها الدولة المصرية ممثلة في الرئيس السيسي برفع القيمة الجمركية علي المنتجات المستوردة ما ساعد علي دعم الصناعة المصرية وتنشيط السوق.

فيما أوضح أن أكثر ما ضر بمنتج مصنعه، هي مصانع بئر السلم التي تقلد منتجاته بما يضر بسمعته في السوق، لكنه يعول علي التجار العاملين معه فضلا عن اعتماد مصنعه علي التكنولوجيا الحديثة التي تعطي جودة مختلفة لقطعة الملابس، ورغم ذلك يحاول التطوير في المصنع بشكل أكبر.

وشدد على أن أصعب ما يواجه العمل في السوق المصرية هو قلة الأيدي العاملة الماهرة كما أن العمالة في مصر غير ملتزمة بشكل كبير، لاسيما بين الشباب علي العكس من النساء اللواتي أظهرن التزاما بشكل أكبر بالعمل ومواعيده والحفاظ عليه.

وتابع أنه يتعامل مع العاملين بمبدأ الصديق وليس صاحب العمل، لكنه يواجه عدم التزام غير طبيعي من الشباب، لذلك قرر الاعتماد علي الشباب الصغار في السن، وتعليمهم الصناعة والالتزام بمواعيد وآداب العمل حتي يكونوا من أبناء المكان.

وأضاف أن هناك مشكلات أخري تواجه العمل حاليا تتمثل في زيادة الإيجارات وارتفاع أسعار المواد الخام، فضلا عن زيادة فاتورة الكهرباء بشكل كبير جدا، حيث زادت من ألفي جنيه شهريا عام 2018 إلي 10 آلاف جنيه حاليا، وكل ذلك مع ثبات الربح وزيادة الالتزامات.

وتابع أن أزمة كورونا جاءت لتزيد هذه المشكلات حيث تسببت في إيقاف العمل، كما تسببت في غلق العالم بالكامل، متمنيا زوال هذه الأزمة سريعا.

الرئيس السيسي

من جانبه أشاد الحاج محمد مازن، بالإنجازات التي تعيشها مصر في عهد الرئيس السيسي علي كافة المستويات، مؤكدا أنه «جعل مصر الدولة العربية الأولي علي مستوي الصناعة».

وشدد على أن ما قام به الرئيس السيسي في القطاع الصناعي شيء مذهل، حيث افتتح مؤخرا أكبر مصنع للغزل والنسيج علي مستوي إفريقيا وذلك في العاشر من رمضان.

فيما لفت إلى عنصر الأمن والأمان الذي افتقدته مصر لفترة كما تفتقده سوريا منذ اندلاع الثورة، مضيفا أن الرئيس السيسي استطاع إعادة الأمن والأمان للشارع المصري بما طمأن المستثمرين أيضا.

وشدد على أنه يعشق سوريا ويأخذه الحنين إليها دائما، لكن حتي ولو عاد إليها الاستقرار فلن يعود باستثماراته إلي هناك، بعدما شعر بالأمن والاستقرار في مصر، مضيفا أنه قد يكتفي بفتح مجال للاستثمار في بلده إذا عاد لها الهدوء، «90% من السوريين في مصر لديهم نفس الفكر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الصحة: ارتفاع حالات الشفاء من مصابي فيروس كورونا إلى 259 وخروجهم من مستشفى العزل

عادل أبو المجد سليمان.. رجل أعمال بدرجة مقاتل صاحب مصنع شام للملابس الجاهزة والمفروشات