الحاج جمال بياض رئيس الشركة الفرعونية للاستيراد والتصدير: حققنا إنجازات غير مسبوقة ووفرنا 200 ألف فرصة عمل يومية لأبناء الفيوم
طورنا الزراعات النباتية والعطرية في الفيوم وأدخلنا البصل الهولندي لأول مرة
ساهمنا في زيادة العائد على الفلاحين بـ35%
وفرنا للدولة المصرية نحو 7 ملايين دولار من التصدير في الموسم الأخير
الرئيس السيسي حقق طفرة على كافة المستويات ويبني مصر الجديدة
تحقق الشركة الفرعونية للاستيراد والتصدير، نجاحات ملموسة في قطاع النباتات الطبية والعطرية بمحافظة الفيوم وبالتحديد في منطقة أبو هيشة في إبشواي، منذ تدشينها في تسعينات القرن الماضي، قبل نحو 30 عاما، بقيادة الحاج جمال محمد مصطفى بياض، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، الذي يمكن وصفه بشيخ المصدرين، بفضل ما يتمتع به من خبرة في هذا القطاع.
يوضح الحاج جمال أن الشركة بدأت عملها في الفيوم في بداية تسعينات القرن الماضي، مع صغار المنتجين من أصحاب قطع الأراضي الصغيرة من فدان حتى عشر أفدنة، من خلال تطوير العمل في زراعة النباتات الطبية والعطرية، وهو ما حقق طفرة كبيرة في هذه الأراضي، من حيث جودة وكمية المحصول، وساعد على التصدير لكل دول العالم خاصة الأوروبية.
وتابع أن الشركة أدخلت العديد من النباتات الطبية والعطرية لم تكن موجودة في الفيوم، مثل كرنجولا والزعتر وميلسيا، فضلا عن تطوير زراعة الثوم والبصل، من خلال استقدام بذور من الخارج كالبصل الهولندي، المطلوب في السوق الأوروبي، والذي تم العمل على تطوير زراعته في مركز البحوث بالمحافظة وفي القاهرة، حتى استطاعت الشركة زراعته في مصر وبجودة عالية تنافس الجودة الأوروبية.
ولفت إلى أن الشركة زرعت البصل الهولندي، في منطقة الضبعة الجديدة وفي صحراء بني سويف والفيوم، والذي أظهر إنتاجا جيدا جدا، يضاهي الإنتاج الأوروبي، حيث يصل إنتاج الفدان منه لما يتراوح بين 40 و50 طنا، بينما في مصر ينتج فدان البصل ما بين 12 و15 طنا في أفضل الظروف.
وأضاف أن البصل الهولندي مقاوم لأمراض كثيرة ونجح في البيئة المصرية، وبدأنا ننتج منه إنتاج أكثر من رائع، ونصدر منه كميات كبيرة للسوق الأوروبي، وذلك في الفترة من 2018 حتى 2020.
وشدد على أن المنطقة والمحافظة بالكامل استفادت من الشركة سواء على مستوى العمالة أو بدعم صغار المنتجين وتحقيق عائد جيد لهم، موضحا أن العائد زاد للفلاح بنحو 30 إلى 35% عن سعر السوق المحلي الموجودة، وبدأ يحدث انتعاش في السوق ودخول العديد من الفلاحين في هذه الزراعات.
وتابع أن الظروف المعيشية للفلاحين في المنطقة تحسنت، مع دخولهم في هذه الزراعات، فضلا عن دعم الحكومة لتصدير منتجاتهم، من خلال تطوير البنية التحتية لهم من خلال تدشين شبكة طرق في عهد الرئيس السيسي غير مسبوقة، وهي مهمة جدا في اختصار وقت النقل والوصول سريعا للموانئ، لاسيما مع بعض النباتات التي لا تتحمل طول الوقت، حيث الشاحنة تبقي في البحر لأيام طويلة أقلها 8 أيام في طريقها لإيطاليا بينما تصل إلى هولندا في 14 يوما.
وتابع أن شبكة الطرق فتحت آفاقا للعمل وسهلت مجال التصدير، وساهمت في فتح المجال أمام العديد من الشركات وصغار المزارعين، وهو ما فتح الشهية للزراعة في أماكن مختلفة ودخول زراعات عضوية في أرض بكر لا يوجد بها كيماويات.
وعن اشتراطات هيئة سلامة الغذاء، أكد أنها جيدة جدا، لكن فيها بعض المعوقات، خاصة أن بعض العاملين في الهيئة والذين يتولون التفتيش على المحطات غير مدربين، فمجال مثل البصل وهو مغلف بشكل طبيعي من خلال أكثر من طبقة حامية، يقومون بالتعليق عليها ورفض شحنة كاملة بسبب وجود «عصفورة» في محطة التشغيل، مؤكدا أن وجود عصفورة في محطة التشغيل تحوي البصل أو الثوم لا يضر الشحنات، وإن أحدثت ضررا فى بعض النباتات الأخرى.
وأوضح أن محافظات مثل الغربية والقليوبية كلها مفارش تعمل في الهواء الطلق، فيتم عمل محاضر لها، وإذا دشنت «تندات» للحفاظ على المنتج من الشمس يتم عمل لها مخالفات أيضا، قائلا «أنا مصدّر المفروض يكون في تسهيلات».
وأكد أنه وفر للدولة المصرية نحو 7 ملايين دولار في الموسم الأخير، من خلال التصدير تحت اسم الشركة الفرعونية، مضيفا أن الاشتراطات وضعت لحماية الشركات ودعمها ودعم المنتج المصري وليس لتعجيز المصدرين، مطالبا بتوفير البيئة الصالحة للعمل، لأن أغلب الاشتراطات تتعارض مع بعضها أو تتعارض مع إجراءات أخرى أثناء التصدير.
ولفت إلى أن هذا التضارب يتسبب في سحب رخصة المحطات، مضيفا أن الفيوم بالكامل لا يوجد فيها محطة تصدير مرخصة، رغم توفير المحطات العمالة المدربة، مؤكدا أن الحصول على ترخيص المحطات صعب للغاية بسبب الإجراءات المتضاربة، كما أنه حال إعطاء رخصة يوجهني لأماكن بعيدة لتدشين هذه المحطات بعيدا عن العمالة المدربة في الفيوم، وكأن الأمر يشبه التعجيز.
وشدد على ضرورة استغلال إمكانيات مصر التصديرية، حيث يتوفر العديد من المنتجات القادرة على جلب عملة صعبة بالمليارات، ولكن تحتاج تدخل حكومي لتصحيح الأوضاع خاصة أن كل جهة مسئولة تعمل في جزيرة منعزلة عن الأخرى، فمن المفترض توفير الإمكانيات والتصاريح ثم محاسبتي على التقصير وليس العكس.
فيما طالب بتدشين محطات بمعرفة الحكومة في المناطق التي يتوفر فيها العمالة المدربة، وتأجيرها للشركات وصغار المزارعين، لاسيما أنه ستشجع مندوبي الدول الأجنبية على الاستيراد بشكل أكبر.
كما طالب بتدشين مصانع لإنتاج منتجات بقيمة مضافة، بدلا من تصدير المنتجات في صورتها الأولية، فمثلا طن الشيح يصدر بـ40 ألف جنيه بينما لو تم تصنيعه سيتراوح بين 60 و70 ألف جنيه.
وتابع أن محافظة الفيوم مثلا مشهورة بزراعة الطماطم بشكل كبير، فلماذا لا يتم تدشين مصانع هنا لإنتاج الصلصة وتصديرها إلى الخارج خاصة إلى الدول الإفريقية، مضيفا أن مصانع الصلصة تشتري أسوأ أنواع الطماطم فلماذا لا تم توفير أجود أنواع الطماطم لها وهو ما يحقق طفرة كبيرة لمصر، لاسيما أن عائد تصدير المنتجات ذات القيمة المضافة أفضل من البترول.
وتابع أن محافظة الفيوم توفر نحو 10 مليارات جنيه أو 800 مليون دولار سنويا حاليا، رغم أنها محافظة صغيرة، ويمكن مضاعفة هذا الرقم إذا تم تصدير المنتج مصنع وليس في صورته الخام بربع سعره أو أقل.
وشدد على أن الفيوم ميزها الله بجو صحي طوال العام، وهو ما يوفر أعلى نسبة زيت على مستوى العالم، في النباتات الطبية والعطرية المزروعة فيها، وذلك منذ أيام الفراعنة، وهي ميزة تتهافت عليها الدول الأوروبية.
فيما اقترح تدشين شركة مساهمة كبيرة لمحافظة الفيوم، تتولى تصدير الثوم والبصل والنباتات الطبية والعطرية والطماطم، تجمع جميع الشركات الموجودة على أرض المحافظة، وتكون تحت رقابة هيئة سلامة الغذاء والحجر الزراعي، وبشعار واحد، وكذلك تدشين شركة في كل محافظة تتولى تصدير المنتجات المشهورة بها، وهو ما يخفف القيود على جميع المنتجين، ويركز جهود الدولة على مراقبة شركة واحدة.
في سياق متصل أكد الحاج جمال بياض أنه يحافظ على عدة مبادئ منذ بداية عمله في المجال، حيث بدأ مصدِّرا صغيرا، واستطاع أن يتحول لأكبر المصدرين في المحافظة ويوسع من استثمارات بفضل محافظته على هذه المبادئ، مع الاعتماد على النفس والعزيمة وتحقيق الهدف والوصول له، وتطوير الفكر والنظر إلى ما يحتاجه السوق، لأننا «نبيع قبل أن نزرع».
وأضاف أنه يحرص على التميز من خلال زراعة منتجات بجودة غير موجودة عند غيره، مثل البصل الهولندي، الذي يحتاجه السوق في الخارج ولكن بجودة مصرية، وهو ما لاقى إشادة من كل المستوردين في الخارج وبات لديهم رغبة لشرائه.
في سياق متصل أكد أنه مشارك في مشروع «مستقبل مصر»، من خلال الحصول على قطعة أرض، كما أنه يمثل مشروعا ضخما، يظهر ذلك حزم القوات المسلحة في تدشينه، وتوفير كل الإمكانيات لإنجاحه من شبكات ري جيدة وكهرباء لا تتعرض للانقطاع مع وجود إدارة ناجحة وربط وحزم.
وعن الفيوم، أكد أنها محافظة واعدة، قادرة على تغيير وجه مصر بالكامل، بما تملكه من إمكانيات وعلى رأسها السياحة، ومنها بحيرة قارون التي حال تطويرها وتحويلها لمنتجع سياحي ستستقطب السياح من جميع دول العالم، بالإضافة إلى السياحة البيئية مع وجود الطيور المهاجرة وسياحة اليوم الواحد، كما أن المحافظة قريبة من القاهرة وهو ما يعطيها ميزة كبيرة جدا، خاصة أن أقدم طريق ممهد بالمنطقة كلها كان في الفيوم.
وتابع أن المحافظة تضم أيضا السياحة الريفية، حيث يحرص السياح والمصريين من جميع المحافظات على القدوم ومشاهدة الفلاحين وهم يقومون بعمل الخبز في الفرن البلدي وغير ذلك من مظاهر الحياة الريفية، لذلك أؤكد أن الفيوم محافظة واعدة تحتاج نظرة من الحكومة.
وشدد على أن مصر تشهد طفرة كبيرة على كافة المستويات تحت قيادة الرئيس السيسي، لكن على باقي المسئولين والأجهزة العمل بنفس سرعته، خاصة أنهم يعاون من بطء في الإنجاز.
وتابع أن الرئيس دائم النظر للطبقات الكادحة والمعدمة، وهو ما يظهر في تدشين المشروعات القومية لتوفير فرص عمل كثيرة فيها، مضيفا أن الرئيس دائم العمل على تطوير البنية التحتية وتدشين مشروعات الإسكان وحقق نهضة اقتصادية كبيرة، لكن يبقي الفقير يحتاج نظرة بسبب الظروف المعيشية التي يعاني منها.
وأوضح أن الرئيس يبني دولة من جديد، في ظل ظروف صعبة سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى السياسي أو حتى الأمني في ظل هجمات الإرهابيين كل فترة، مضيفا «الحمد لله ربنا نجا مصر من مهالك كثيرة بفضل ربنا ثم القيادة الحكيمة وعلى رأسها الرئيس السيسي».
كما أشاد بالمبادرات التي يطلقها الرئيس السيسي لدعم صغار رجال الأعمال، خاصة مبادرة البنك المركزي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة 5%، مؤكدا أن صغار المزارعين كذلك يحتاجون ضخ سيولة وقروض بفائدة صغيرة لكي يوفرون فرص عمل أكثر ويحدث رواج اقتصادي.
وأوضح أن الشركة الفرعونية للاستيراد والتصدير كانت توفر نحو 200 ألف فرص عمل يومية، لكنها تراجعت بسبب الضغوط الخارجة عن إرادتها وعلى رأسها عاصفة التنين العام الماضي، حيث كانت تزرع 400 فدان بصل، وبسبب العاصفة والمطر تلفت، وبينما لم تكتشف الشركة هذه الكارثة في مصر، اكتشفها المستوردون في أوروبا، وتحملت الشركة والفلاحين البسطاء الخسائر كاملة، ولم يتحمل أحد هذه الكارثة غيرنا.
وأضاف أن المجال الأساسي للشركة هو الزراعة، بينما قرر هو اعتزال التصدير، وكلف نجله بتولي هذا الملف، فيما ستقوم الشركة بتوريد المنتجات له، بعدما تم تدريبه على أعلى مستوى منذ صغره.
وفي النهاية أشاد بقرار تحرير سعر الصرف، الذي أفاد المصدرين، كما أفاد المستوردين ولكن بشكل يغلب عليه الاستغلال من خلال مضاعفة الأسعار، إلا أن الرئيس السيسي واجه ذلك من خلال تحجيم الاستيراد وإعطاء المساحة للمنتج المحلي والتصنيع للظهور من جديد من خلال حزمة حوافز كبيرة.
وتابع أن الشركة الفرعونية للاستيراد والتصدير تسعى لتوفير فرص عمل كلما سنحت الفرصة، مضيفا أن مصر وأبنائها من أجمل شعوب الأرض، وذلك بعدما سافر للعديد من دول العالم أبرزها الهند وهولندا، لكنه لم يستطع العيش إلا بين أبناء وطنه وعلى ترابها.
فيما وجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا «ربنا يعينه، الحمل تقيل عليه، خلق مصر جديدة اتغيرت 180 درجة في كل المجالات، لكن نتمنى منه تسهيلات أكثر للمستثمرين».
كما وجه رسالة شكر ودعم لمحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، مؤكدا أنه رجل ناجح وشعر بقوته وحرصه على النجاح عندما التقاه عندما كان محافظا لسوهاج، حيث حقق طفرة كبيرة هناك، نتمنى أن يحققها في الفيوم.
وفي النهاية وجه رسالة تهنئة للرئيس السيسي ومحافظ الفيوم، وكل القيادات الأمنية والتنفيذية في مصر وللقوات المسلحة، والشعب المصري جميعا بمناسبة شهر رمضان الكريم، أعاده الله باليمن والخير والبركات.