رئيس الشعبة العامة لتجارة المستلزمات الطبية:
«محنة كورونا» تثبت أهمية التعاون بين دول العالم لتخطي جميع الأزمات
تخصيص النسبة الأكبر من إنتاج المصنع للسوق المحلية دعمًا لجهود الدولة في مكافحة كورونا
افتتح السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج، واللواء علاء الشريف رئيس المراسم بمجلس الوزراء، ومحمد إسماعيل عبده رئيس الشعبة العامة لتجارة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، أحدث مصنع لإنتاج وتصنيع الماسك الطبي «الكمامات الطبية»، الذي أقيم باستثمار مصري صيني مشترك بالمنطقة الصناعية الحرة لمدينة نصر بالقاهرة، وتبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من مليون ماسك يوميًا.
وأشاد السفير الصيني، في كلمة مسجلة، بالتعاون المصري الصيني وعلاقات البلدين والقيادتين السياسيتين لمصر والصين، معتبرًا المشروع الجديد نموذجًا لهذا التعاون بين البلدين، لافتًا إلى أن بلاده تدعم جهود مصر لتجاوز أزمة فيروس كورونا.
وأكد اللواء علاء الشريف، أن هناك تعاونًا وثيقًا بين مصر والصين حيث تتواجد استثمارات صينية بمصر منذ سنوات طويلة وبأحجام كبيرة، مما يعكس حجم التعاون بين الجانبين، لافتًا إلى أن المشروع جاء في الوقت المناسب حيث تحتاج السوق المصرية للماسك الطبي، مشيدًا بالمجموعة المصرية الشريكة بالمشروع والرائدة في مجال الصناعات الطبية وبجهود محمد إسماعيل عبده رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية.
وأكد محمد إسماعيل عبده، أن «محنة كورونا» تثبت أهمية التعاون بين دول العالم لتخطي جميع الأزمات، لافتًا إلى أن المصنع يأتي ضمن جهود القطاع الخاص لمساندة الدولة المصرية في حربها ضد جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي يعد الماسك الطبي طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية أحد أهم آليات الوقاية منها بجانب العزل المنزلي، كما أن العالم يشهد الآن ما يشبه التصارع علي شرائه لتوفيره لأفراد الأطقم الطبية خاصة الأطباء باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس لاختلاطهم اليومي بالمرضي.
وأشار إلى أن الشعبة العامة لتجارة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية تتبني منذ سنوات رؤية كاملة حول تعميق هذه الصناعات محليًا من خلال إزالة أي مشكلات أو عراقيل قد تواجه المستثمرين بهذه الصناعات الحيوية، خاصة أن مصر تمتلك قاعدة صناعية عريضة في هذا القطاع، تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا لتجارة وتصنيع المستلزمات الطبية.
قال محمد إسماعيل عبده، إنه سيتم تخصيص النسبة الأكبر من إنتاج المصنع للسوق المحلية دعمًا لجهود الدولة في مكافحة كورونا، مشيدًا بالجانب الصيني الذي بادر بتعديل نسب تصدير المنتج النهائي لصالح توفير احتياجات مصر من الماسك الطبي، خاصة مع نجاح الحكومة الصينية في السيطرة علي تفشي فيروس كورونا.
وأضاف أن إدارة المشروع اتفقت مع لجنة الشراء الموحد علي توريد الكميات المطلوبة من الماسك الطبي لتتولي وزارة الصحة والجهات المعنية توزيعها علي المستشفيات والمراكز الطبية، وأيضًا طرحها للمواطنين.
وأكد أن التعاون مع الشريك الصيني سيمتد لإنتاج مستلزمات طبية أخرى طبقًا لاحتياجات الجانبين الصيني والمصري، معتبرًا المشروع بداية شراكة استراتيجية مع الصين، وهو اتجاه يحظى بدعم كامل من الدولة المصرية التي تعمل علي إزالة أي عقبات تواجهنا.
وأشار إلى أنه بافتتاح هذا المشروع تكون مصر أولى الوجهات الاستثمارية للصين في ظل أزمة «كورونا»، وهو ما يعكس عمق علاقات البلدين علي جميع المستويات، خاصة أن مصر كانت أولى دول العالم التي سارعت لمساعدة الصين خلال أزمة كورونا، وأرسلت لها مساعدات طبية، كما أن القيادة المصرية حريصة علي حماية الاستثمارات الأجنبية العاملة بمصر، وحتي لو كانت هناك دول تتصارع حاليًا على أدوات الحماية من «كورونا»، فإن مصر لا تمارس ذلك ولا تتعامل بهذا الأسلوب.
من جانبه أشار عمر عبده المدير التنفيذي لمجموعة مصانع يوروميد للصناعات الطبية، إلى أن المصنع الجديد يقام بالتعاون مع شركة «ننجبو الصينية» ومقرها مقاطعة «هينان»، والتي زار وفد من كبار مسئوليها مصانع شركتنا، وأكدوا جودة وكفاءة المنتج المصري.
وقال إن الجانبين اتفقا علي إقامة مصنع لإنتاج الماسك الطبي يضم ١٠ماكينات تعد الأحدث عالميًا وتصل الطاقة الإنتاجية للماكينة الواحدة أكثر من ١٢٠ ألف ماسك يوميًا، وبدأنا العمل في إنشائه يوم ٢٦ فبراير الماضي، ووصلت حتي الآن ٥ ماكينات وتم تركيبها وبدأ الإنتاج رسميًا من اليوم ٧ أبريل.
وأكد أن المشروع الجديد يعد طفرة في إنتاج مصر من الماسك الطبي حيث تعمل مصانع محدودة في مصر بهذا المجال ويصل إجمالي طاقتها الإنتاجية لنحو ٢٠٠ ألف ماسك فقط يوميًا، ومع المشروع الجديد يرتفع إنتاج مصر لما يتراوح بين مليون و٢٠٠ ألف ماسك ومليون و٧٠٠ ألف ماسك يوميًا أي يضاعف إنتاج مصر ٨ مرات على الأقل.
وقال إن الاتفاق مع الجانب الصيني يتضمن تزويد مصر بجميع الخامات التي يحتاجها المشروع، والتي لا تنتج محليًا مثل دعامة الماسك والتي تكون أعلي الأنف والمسئولة عن إحكام إغلاق الماسك علي الوجه، وأيضًا «الاساتك» التي تثبت الماسك خلف الأذن، في حين أن المادة الخام الأساسية لتصنيع الماسك تصنع محليًا لدي ٤ أو٥ مصانع مصرية، وتم الاتفاق معها علي عقد ممتد الأجل لتزويدنا بكامل احتياجاتنا، خاصة أن سعر هذه الخامة قفز عالميًا من ٤ آلاف دولار قبل جائحة كورونا إلى ٥٥ ألف دولار حاليًا وغير متاحة بكثير من دول العالم.
من جانبه أكد ممثل الشركة الصينية أن الاتفاق على إنشاء هذا المشروع استهدف تلبية احتياجات بلاده من الماسك الطبي خاصة مع اشتداد أزمة فيروس «كورونا» خلال شهر فبراير الماضي، حيث احتاجت الصين لاستيراد كميات ضخمة من الماسك وواجهنا صعوبات في ذلك؛ بسبب وقف العديد من دول العالم تصديره ولذا اتجهنا إلى عقد شراكات لتصنيعه وأخترنا مصر أول وجهة لذلك.
وقال إن شركته تدرس أيضًا الدخول في شراكات مع مصر لإنتاج أجهزة الكشف عن الحرارة خاصة المخصصة لقياس درجة حرارة أكبر عدد من الأفراد في نفس الوقت وهي تعد الأحدث عالميًا من حيث التكنولوجيا، إلى جانب أجهزة طبية أخرى، لافتًا إلى أن حكومة بلاده تدعم تلك الشراكة وعمليات نقل الخبرات والتكنولوجيا الصينية لمصر.