كشفت تقارير صحفية في النمسا أن المجموعة الاوروبية للصناعات الجوية (ايرباص) اعترفت بتقديم “منح سياسية” في إطار صفقة بيع مقاتلات طراز يوروفايتر للنمسا.
وكتبت مجلة “بروفيل” النمساوية اليوم السبت أن هذه الخطوة جاءت بناء على اتفاق أبرمته ايرباص مع السلطات في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بعدما واجهت المجموعة الأوروبية اتهامات بالفساد في نهاية كانون ثان/يناير الماضي.
وقد ألزمت ايرباص نفسها بموجب هذا الاتفاق بدفع 6ر3 مليار يورو لتسوية اتهامات بالرشاوى ظلت تواجهها على مدار فترة طويلة.
وذكرت “بروفيل” أنها حصلت على نسخ من مستندات محكمة من الولايات المتحدة تفيد بأن ايرباص أو ” بائعيها” قد “دفعت أو قبلت عرضا أو دفع نحو 55 مليون يورو في شكل منح سياسية أو مكافآت أو عمولات” من أجل بيع طائرات يوروفايتر إلى النمسا.
وأضافت المجلة أن ايرباص قدمت مدفوعات إلى 14 شخصا أو مستشارا أو منظمة، وقالت وثائق المحكمة إنه كان يجب الإخطار عن هذه الجهات.
من جانبه، قال متحدث باسم المجموعة الأوروبية إن ايرباص لا تعلق لأسباب قانونية على الحالات المدرجة في الاتفاقات التي نشرتها السلطات الفرنسية والبريطانية والأمريكية.
كانت النمسا قد قررت في 2003 شراء 18 طائرة طراز يوروفايتر قبل أن تقلص هذا العدد لاحقا إلى 15 فقط، وتعد هذه الصفقة هي أكبر صفقة تسليح تبرمها النمسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وشكت النمسا بعد ذلك من أنها تعرضت للخداع فيما يتعلق بتجيهزات هذه الطائرات الاعتراضية وقدرة ايرباص على التسليم، ثم سرعان ما ظهر على السطح اتهامات بالفساد موجهة للمجموعة الأوروبية.
وتتولى ثلاث لجان لتقصي الحقائق في النمسا التحقيق في صفقة توريد هذه الطائرات.
وحسب وكالة الأنباء النمساوية (ايه بي ايه)، فقد طالبت وزيرة الدفاع النمساوية كلاوديا تانر، ايرباص بالتعويض.
من جانبه، قال فولفجانج بيشورن، رئيس هيئة تقديم المشورات والتمثيل القانوني للحكومة النمساوية في القضايا المالية، وهو بمثابة محامي الجمهورية النمساوية إنه يتوقع تحريك دعوى قضائية ضد ايرباص في النمسا، وقال بيشورن للوكالة النمساوية:” نتابع منذ سنوات بكل الوسائل القانونية الادعاءات المبررة للجمهورية النمساوية ضد ايرباص، ومن المنتظر من خلال الاعتراف الجديد لايرباص، تحريك دعوى في النمسا أيضا”.