رزق نعمان رئيس جمعية الكفاح: هدفنا توفير فرص عمل للشباب والمرأة الريفية
الجمعية شاركت في العديد من المشروعات الهامة وفرت فرص عمل للنساء والفتيات
بدأنا العمل في 2005 بمساعدات اجتماعية بسيطة ونتمني نظرة دعم من الدولة
نواجه الهجرة غير الشرعية على طول ساحل كفر الشيخ بتوفير فرص العمل للشباب
لدينا عيادة لتنظيم الأسرة ومشروع أسر منتجة وحضانات منتشرة على مستوى القرى
نساهم في تطهير الترع ودعم العملية التعليمية في المدارس وتوفير مساعدات اجتماعية
أطلقنا مشروع تربية الدجاج البياض لـ600 مرأة ريفية ونتمنى دعم المشروع من الدولة
بجهود ذاتية وكفاح بمعني الكلمة، استطاع الأستاذ رزق نعمان، أن يكتب مسيرة نجاح في العمل الاجتماعي من خلال جمعية الكفاح لتنمية المجتمع بكفر الشيخ، والتي باتت باب الأمل للعديد من أبناء المحافظة خاصة في قريبة الشهابية ببلطيم.
يسعى الأستاذ رزق نعمان، مدير جمعية الكفاح لتنمية المجتمع، إلى توفير مشروعات لتشغيل الشباب والمرأة المصرية، خاصة أن المنطقة التي تغطيها الجمعية تحتاج لمثل تلك المشروعات، موضحا أن الجمعية شاركت في العديد من المشروعات الهامة، التي وفرت فرص عمل للنساء والفتيات بالقرى المغطاة بخدماتها.
في البداية قال الأستاذ رزق، إن الجمعية تقع في قرية الشهابية في بلطيم، لكنها تغطي محافظة كفر الشيخ بالكامل بخدماتها، مشيرا إلى أن الجمعية بدأت أعمالها في 2005، «بدأنا كأي جمعية بمساعدات اجتماعية بسيطة ومشروع نظافة صغير في القرية، مع بعض الأنشطة من الندوات والمؤتمرات عن التوعية ضد الهجرة غير الشرعية والصحة الإنجابية».
وتابع أن الجمعية حصلت على منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية طورت من خلالها الوحدة الصحية، ووفرت فرص عمل لـ15 رائدة بهدف التوعية عن الصحة الإنجابية في قرية الشهابية والقري المحيطة وتوابعها، مضيفا أن مجال عمل الجمعية زاد بعد ذلك في الانتشار وتعاونت مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي كان يطلق عليه الصندوق الاجتماعي، حيث حصلت الجمعية من خلاله على قرض وقامت بإعادة توزيعه على الشباب بهدف تدويره للمساعدة في تدشين المشروعات، فيما استطاعت سريعا تسديد قيمة القرض للصندوق، لتعمل الجمعية بعد ذلك بالتمويل الذاتي.
وأوضح أن الجمعية لديها مقر رئيسي علي مساحة 350 مترا يضم جميع الأنشطة التنموية، كما أن لديها عيادة لتنظيم الأسرة ومركز كمبيوتر ومشروع أسر منتجة (مشغل)، وحضانات منتشرة على مستوى القرى، ودور تحفيظ قرآن ومجموعات تقوية ومحو الأمية، وكل ذلك بمركز خدمات الأمومة والطفولة على 3 طوابق، كما أن لديها مقر إداري للمشروعات.
وعن أهم المشروعات التي أطلقتها قال إن الجمعية أطلقت مشروعا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والصندوق الاجتماعي بهدف تشغيل الشباب في حملات النظافة علي مستوى مركز البرلس، والذي وفر 130 فرصة عمل للشاب والفتيات، والذي كان يمثل الانطلاقة للجمعية، ثم جاء بعد ذلك مشروع آخر شاركت فيه الجمعية، وهو مشروع «مستقبلنا في إيدينا» ضمن المشاركة السياسية لتدريب 500 شاب في 3 مراكز علي المشاركة في المحليات، كما شاركت الجمعية في تنفيذ مشروع نظافة مصيف مدينة بلطيم، بالتعاون مع وزارة البيئة ومجلس مدينة بلطيم.
وأوضح أن الجمعية تشارك في إطلاق مشروعات صغيرة مثل المساهمة في تطهير الترع ودعم العملية التعليمية في المدارس وتوفير مساعدات اجتماعية، كما أطلقت مشروع تربية الدجاج البياض، بالتعاون مع وزارتي التضامن الاجتماعي والزراعة لعدد 600 سيدة بإجمالي 9 ملايين جنيه، حيث تحصل كل سيدة علي بطرية تضم 120 دجاجة بياض فيومي بتكلفة 15 ألف جنيه، بهدف توفير دخل شهري يصل إلى 600 جنيه للسيدة.
وشدد على أن أهم أهدافه من تدشين الجمعية هو مواجهة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب والنساء والفتيات في المحافظة التي يصل فيها مستوى البطالة إلي 65%، وإلي 90% في القرية، لأنها في أبعد مركز عن الأماكن الحضارية، ولا يوجد مواصلات تربطها بالأماكن الحضارية، وهو ما أثر على مستوى التعليم فيها حيث كانت البنت تكتفي بالابتدائية وبعد تدشين مدرسة للإعدادي أصبحن يكتفين بهذه المرحلة التعليمية، وذلك بسبب المصروفات وبعد المدارس والجامعات عن القرية، «الأجيال القديمة حتي سن 40 سنة، كانت تكتفي بالابتدائية وحاليا الغالب أن البنت تكتفي بالدبلوم في بلطيم لعدم توفر الإمكانيات للذهاب الجامعة».
وأوضح أن التعليم في القرية محدود والوظائف وفرص العمل المتاحة محدودة جدا، «كل ساحل البرلس يعمل أهله في الأعمال اليدوية والبيتية ولا يوجد لديهم أي دخل»، مطالبا بنظرة من الدولة خاصة للسيدات والنساء اللاتي لا يتوفر لهن دخل ولا يقدرن على الرحيل للبحث عن فرص عمل في مناطق بعيدة بعكس الشباب، «لذلك علينا الاهتمام بالمشروعات الذاتية الصغيرة والتنموية والحرف اليدوية وتنميتها في القري، لأنها تحتاج للدعم والمساعدة».
وشدد على أن أهم مشكلة تواجه الجمعية هي قلة الموارد المالية، موضحا أن أغلب الجمعيات تعمل بالتمويل الذاتي إذا لم تكن تعمل في تدوير القروض، خاصة في القرى والتي يصعب فيها جمع التبرعات مع ضعف دخول المواطنين الذين يحتاجون في الأساس من يساعدهم، مؤكدا أن أهم هدف وأصعب مشكلة تواجهه هي البطالة وتشغيل الشباب والفتيات مع قلة الموارد.
وتابع أن جمعية الكفاح تنتظر بفارغ الصبر مشروعات تشغيل الشباب أو أي مشروعات ومساهمات تأتي من جهاز تنمية المشروعات ومنح الاتحاد الأوروبي أو أي جهة تمويل، مطالبا الدولة بتيسير الحصول علي مشروعات ريفية لسيدات الريف في مصر وتسهيلها، على غرار مشروع تربية الدواجن البياضة، موضحا أن المشروع يواجه مشكلات لأنه تم تدشينه بقروض لذلك فإن السيدة مطالبة بسداد قيمة القرض ومصاريف التشغيل والأعلاف، بينما العائد والإنتاج مازال ضعيفا جدا في بداية المشروع، «ما أتمناه هو إعفاء السيدات من قرض هذا المشروع لتكون منحة لا ترد خاصة مع ضعف الإنتاج وغلاء الأعلاف».
ولفت إلى أن جمعية الكفاح تنفيذ حاليا مشروعا لتدريب 265 شابا وفتاة بمركز البرلس علي مشروعات زراعية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وجهاز تنمية المشروعات في كفر الشيخ، معبرا عن أمله في مساعدة الدولة لتجهيز هذه المشروعات للشباب المشتركين في التدريب أو توفير قروض بفوائد بنكية هامشية لتدشين مشروعاتهم، خاصة أن الشباب لديهم قابلية للتدريب، لكن جلب قروض بفوائد 20% لن يدعم طموح هؤلاء الشباب بل يدمر مشروعاتهم قبل أن تبدأ.
وشدد على أنه يسعى لنشر ثقافة العمل الحر والخاص في المحافظة، لكن القروض بفوائد كبيرة لن تدعم طموح السيدات والشباب، لذلك على الدولة مساعدتنا في إيجاد مشروعات أو توفير تمويل بدون فوائد لتدشين هذه المشروعات.
وشدد على أن أهم ما تحتاجه القرية أو مركز البرلس هي مشروعات لتنمية الريف والأعمال الريفية، لاسيما أن المحافظة كانت تعتمد على الزراعة ومصيف بلطيم، وحاليا المصيف متوقف بسبب أزمة كورونا والشتاء، كما أن الزراعة تواجه تعثرات مع تغير الأسعار وزيادة تكاليف الإنتاج.
وأضاف أن توفير فرص عمل للشباب يحميهم من التفكير في الهجرة غير الشرعية، كما أن تمكين المرأة اقتصاديا من الأسباب الجوهرية لتقدم البلاد، «عهد الرئيس السيسي شهد تمكين المرأة سياسيا، لكن علينا تمكين المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيا، خاصة مع انتشار حالات الطلاق في الريف بسبب ضغوط الحياة، بعدما كان الطلاق غير موجود في قاموسنا»، مطالبا بفتح مجالات للعمل ومشروعات ومصانع وتوفير الدعم بعيدا عن الروتين البنكي وشروطه.
ووجه رسالة إلى الرئيس السيسي على لسان كل شباب وفتاة، قائلا «معاك ياريس في كل ما تقوم به للدولة، لكن نتمني منك نظرة لتمكين الشباب والمرأة اقتصاديا ونشر ثقافة العمل الحر وإنشاء مشروعات تستوعب المرأة الريفية وإعطاء توجيهات للمحافظين للاهتمام بالريف المصري لأنه عصب الدولة المصرية».
ولفت إلى أن الدولة المصرية تركز علي المشروعات في الصحراء، بما تحتاجه من استثمارات كبيرة جدا لا يقدر عليها إلا رجال الأعمال، بينما يتم إهمال الريف الذي يتوفر فيه الأرض الخصبة والشباب والعمالة والنساء القادرات على العمل والإنتاج، والذين حال عدم توفر الإمكانيات لهم يضطرون للهجرة غير الشرعية، خاصة أن ساحل كفر الشيخ 65 كيلو وهي من أخطر الأماكن للهجرة غير الشرعية والتي تجذب الشباب من جميع الأماكن في مصر للهرب إلى أوروبا مع عدم وجود فرص عمل.
وتابع أن ما يقرب من 40% من القوي السكانية في مركز البرلس سيدات وفتيات في سن العمل، وقادرات على العمل والإنجاز، ولكن العاملات منهن لا يتخطين 1 في الألف، لذلك نتمني تدشين مشروعات لهن.
فيما لفت إلى وجود تعاون تام بين الجمعية واللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، والذي يوفر كل سبل الدعم للجمعيات الأهلية، إلا أن الجهاز التنفيذي في المحافظة لا يعمل بنفس نشاطه، ولا يضعنا علي خريطة أعماله من الأساس أو خريطة الاستثمار والعمل التنموي في المحافظة، مناشدا المحافظ بأن يعطي أوامره للجهاز التنفيذي لمساعدة منظمات المجتمع المدني للارتقاء بمستوي المعيشة في الريف المصري.
كما أشاد بالتعاون المستمر مع وزارة التضامن الاجتماعي مؤكدا أنه على اتصال دائم ومباشر مع مكتب الوزيرة، فضلا عن وكيل الوزارة في المحافظة وهو متعاون لأبعد حد، ودائم الزيارة للجمعية لما يتميز به من النشاط، وإسناد المشروعات للجمعات النشطة.
وطالب الأستاذ رزق نعمان، وزيرة التضامن بتخفيض نسبة القرض فيما يتعلق بمشروع الدجاج البياض، دعما للمرأة الريفية، خاصة أن العائد من المشروع حتى الآن ضيف جدا، مع ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة الإنتاج.
كما ناشد الرئيس السيسي الاهتمام بمنظمات المجتمع المدني الناشئة والصغيرة، لأنها «عمود من أعمدة العمل العام والاقتصادي في رفعة الأمم والدولة»، كما أنها تعمل وأكبر الداعمين للدولة المصرية.
من جانبهن، أشادت العاملات والمستفيدات من نشاط جمعية الكفاح لتنمية المجتمع في الشهابية، بدور الأستاذ رزق نعمان رئيس مجلس الإدارة، في دعم الشباب والمرأة الريفية في القرية والقرى المجاورة، مؤكدات أن الأستاذ رزق وفر خلال الفترة الماضية العديد من المشروعات وفرص العمل.
وقالت أسماء سامي إحدى العاملات في الجمعية، والمشرفة علي مشروع الدواجن، إن المشروع وفر فرص عمل لنحو 600 سيدة فضلا عن العاملات معهن، لكنه يحتاج لبعض الدعم من الدولة بالتغاضي عن جزء من الأقساط أو دعم الأعلاف التي تمثل مبلغا كبيرا من تكلفة الإنتاج.
وتابعت أن مشروع الدواجن لاقي ترحيبا من النساء جدا في البداية لكن مع ضعف الإنتاج وغلاء الأعلاف تراجعت بعضهن وطلبن الانسحاب من المشروع، لذلك طالبت بتخفيض القسط أو التغاضي عن جزء من القرض، خاصة أن الدخل المتوقع للمرأة الواحدة كان 600 جنيه بينما حاليا لا يتخطى 300 جنيه أو أقل.
وشددت على أن الجمعية كل هدفها توفير مشروعات أو فرص عمل للشباب والمرأة الريفية للقرية أو القرى المجاورة، لكن ما يحدث أن المشروعات التي تأتي تستغرق سنوات «بين المشروع والمشروع ننتظر كام سنة.. عاوزين مشروعات تنزل الجمعية باستمرار لتشغيلنا وتشغيل عيالنا».
وأكدت أن البنات في القرية يحبون العمل والنجاح وجلب لقمة عيش بالحلال، كما أن مدير الجمعية يسعي بكل ما أوتي من قوة لإنجاح مشروع الدواجن وغيره من املشروعات حتي ولو بجلب الأعلاف على نفقته الخاصة، لذلك «نأمل أن يتم النظر لنا بعين الرأفة».