يعد اتفاق التجارة الحرة بين مصر و تجمع دول أمريكا اللاتينية ( الميركوسور ) أحد نماذج النجاحات المضيئة لبرامج تعزيز مكانة مصر في شبكة الاقتصاد العالمي من خلال النفاذ إلى التكتلات الاقتصادية و ترجمة أهداف التعاون بين الجنوب و الجنوب كأحد أهداف التنمية الدولية للعام 2050 التي أقرتها الأمم المتحدة إلى واقع عملي يحقق رخاء الشعوب وهو ما تؤكده أرقام التبادل التجاري المصري بموجب الاتفاقية التي مرعلى توقيعها 3 أعوام.
و”الميركوسور” هو تكتل اقتصادى لدول أمريكا اللاتينية في إطار اقتصادي يضم الأرجنتين والبرازيل والأوروجواي وباراجواي كمؤسسين ، أما فنزويلا فليست عضواً كاملاً كذلك بوليفيا ودولاً أخرى فى أمريكا اللاتينية التى يعيش فيها 250 مليون نسمة ويقدر مجموع النواتج المحلية لدولها تريليون دولار أمريكي تشكل نحو 76 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا اللاتينية.
وبموجب الاتفاقية استطاعت مصر في غضون الأعوام الثلاثة الماضية إعفاء أكثر من ألفي منتج من التعريفات الجمركية المفروضة في التجارة بين دول الميركوسور مصر ، وابتداءً من شهر سبتمبر الجاري تم إعفاء أكثر من 463 منتجا مصريا من كافة الرسوم الجمركية إذ ما تم تصديرها إلى دول ميركوسور، وفي المقابل ستمنح أيضاً الضريبة الصفرية لأكثر من 719 منتجا من منتجات تكتل دول الميركوسور المتجهة إلى السوق المصرية.
وبفضل تفاعلها تجاريا و نجاحها فى النفاذ بالمنتجات إلى أسواق المجموعة، ححقت مصر نجاحا أشادت به غرفة التجارة العربية البرازيلية و بالجهد الضخم الذي تقدمه الحكومة المصرية و التسهيلات التيسيرية على صعيد تعزيز حركة التجارة بين مصر و البرازيل، حيث ارتفعت صادرات مصر إلى البرازيل بمعدل 73.9% منذ أن دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ في سبتمبر 2017 في إطار اتفاق التبادل التجاري الحر بين مصر و دول الميركوسور .
وذكر تقرير صادر عن غرفة التجارة العربية البرازيلية – أذاعته وكالة الأنباء العربية البرازيلية /ANBA / – أن الصادرات البرازيلية إلى مصر نمت بدورها بنسبة 21.1% خلال هذه الفترة، وهذه المعلومات مأخوذة من المسح الذي أعده ونشره الاتحاد الوطني للصناعة(CNI).
وعلى حسب الاتحاد الوطني البرازيلي للصناعة، فإن البرازيل وبعد توقيع هذه الاتفاقية بدأت ببيع المزيد من المواد إلى مصر مثل الجليسرول، والطوب الأحمر، والألواح، والبلاط وقطع السيراميك المتشابهة للبناء، والزيوت البترولية أو المعدنية البيتومينية، بينما زادت صادرات مصر إلى البرازيل لمواد مثل النباتات وملحقاتها، والبذور، والفواكه، والزيتون المحضر أو المجمد، والبارفين، والأسمنت.
وفي شهر سبتمبر الجاري حصلت دول مجموعة الميركوسور على إعفاء من الرسوم الجمركية لبعض المنتجات منها المركبات الكيميائية غير العضوية، والمنتجات الكيميائية العضوية، والورق والكرتون، والمواد الدوائية، والبلاستيك ومشتقاته ووقوده، والزيوت المعدنية ونواتج تقطيرها.
وكذلك سيتمتع المصريون بإمكانية استيراد منتجات خالية من الضريبة الجمركية ومنها النباتات، والجذور، والدرنات، والوقود، والزيوت المعدنية ومشتقاتها، والحبوب، والبذور، والفواكه، والأملاح والكبريت، والتربة والحجارة، والجص، والجير، والأسمنت والمطاط .
جدير بالذكر أن “ميركوسور” تأسست فى السادس و العشرين من مارس عام 1991 بموجب معاهدة أسونسيون التي دخلت حيز النفاذ بعد توقيع الدول الأعضاء على بروتوكول “أورو بريتو” الذي وضع الهيكل المؤسسي المالي للمنظمة، واللغة المستعملة داخل المجموعة هي البرتغالية والإسبانية، وانضمت كل من تشيلي وبوليفيا بصفة شريكة إلى المجموعة عام 1996، ثم انضمت بيرو بصفة شريكة في 2003، ثم الإكوادور، فكولومبيا.