ربما كانت مجرد مصادفة أن يرحل الفنان محمود ياسين في شهر أكتوبر، وهو الشهر نفسه الذي صنع مجده السينمائي عبر أفلام تناولت قصصا حول “العبور” ونصر أكتوبر المجيد عام 1973، حيث شارك محمود ياسين في أغلبها وارتبط اسمه بكل تفاصيلها، ولم يمل المشاهدون من متابعة أشهر أفلامه ، الرصاصة لا تزال في جيبي، على مدى عقود.
وقبل أيام، احتفلت مصر بذكرى نصر أكتوبر الـ47، ولم تفوت النجمة شهيرة، أرملة الراحل، المناسبة فكتبت، عبر حسابها بموقع فيسبوك”: “الرصاصه لا تزال في جيبك حبيبي … الفنان الوحيد الذي قام ببطوله أفلام أكتوبر لذلك ارتبط اسمك بانتصارات أكتوبر العظيم علي الشاشه.. كل سنه وانت طيب وبخير ياحبيبي”.
وولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد يوم 2 يونيو 1941، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 ، والتحق بالمسرح القومي.
وكان والده موظفا في هيئة قناة السويس، وكانوا يقيمون في فيلا تملكها شركة القناة، وحين اندلعت ثورة 23 يوليو وصدر قرار التأميم لهيئة قناة السويس في 1956 آلت ملكيتها إلى الشعب، وكان الأب فخورا بالثورة ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز.
وبعد انتهاء دراسته الثانوية، غادر محمود ياسين إلى القاهرة ليلتحق بالجامعة وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصا في المسرح القومي لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية.
كما كان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي.
ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل، وفي عام 1967 ، تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية “الحلم” تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” والذي قدم له أكثر من 20 مسرحية أبرزها الرجل الذي فقد ظله، القضية 68، شيء من الخوف، حكاية من بلدنا.
وجاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية وإخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلما حصد خلالها لقب “فتى الشاشة الأول”.
ومن أهم أفلامه أفواه وأرانب، الخيط الرفيع، أغنية على الممر، الشيطان إمرأة، أنف وثلاث عيون، الرصاصة لا تزال في جيبي، على من نطلق الرصاص، العذاب امرأة، أذكريني، انتبهوا أيها السادة، والجزيرة، الذي قدمه في عمر متقدم مع الفنان أحمد السقا.
** أيقونة حرب أكتوبر :
وظل الفنان محمود ياسين القاسم المشترك في أغلب الأفلام التي تحدثت عن العبور وأبرزها “أغنية على الممر”، والذي أنتج عام 1972، “الوفاء العظيم”، و” بدور”، و”الرصاصة لاتزال في جيبي”، و”الظلال في الجانب الآخر” وجميعها تم إنتاجها عام 1974،
ثم فيلم” حائط البطولات” والذي أنتج نهاية التسعينيات وواجه مشكلات في عرضه حتى منع من العرض لنحو 15 عاماً.
وبدأ محمود ياسين يتألق مع الأفلام الحربية عام 1972 ببطولة “أغنية على الممر” أثناء حرب الاستنزاف للمخرج علي عبدالخالق، والذي تدور أحداثه حول 5 جنود متحجزين في ممر بالصحراء بعد أن يتم استهداف جميع زملائهم بالكتيبة واستشهدوا جميعها، لينقطع الخمسة جنود عن العالم تماما، وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم.
ثم قدم فيلم “الوفاء العظيم،” والذي أنتج بعد عام واحد فقط من حرب السادس من أكتوبر، وشارك ياسين البطولة كل من نجلاء فتحي وكمال الشناوي ومن إخراج حلمي رفلة، وتدور أحداثه حول قصة حب تتخللها أحداث حرب أكتوبر وتنتهي أحداثه بانتصار أكتوبر وعودة الحبيبين اللذين فرقتهما الكثير من الأحداث الدرامية.
وفيلم” بدور” أنتج عام 1974، وشاركت نجلاء فتحي الفنان محمود ياسين البطولة، إذ تدور أحداثه حول شابة تقوم بالنصب والاحتيال، حتى يتعرف عليها” صابر”، الذي أدى دوره ياسين ويساعدها في العيش بشرف، وتتخلل الأحداث حرب أكتوبر حيث يتم تجنيد “صابر” في الجيش خلال تلك الفترة، والفيلم من إخراج نادر جلال.
أما الفيلم الأشهر فهو “الرصاصة لاتزال في جيبي”، والذي قال عنه محمود ياسين” تصورنا في كافة المناطق الحقيقة التي جرت فيها وقائع الحرب وقتها وهي محافظات القناة السويس وبورسعيد والإسماعيلية تحت إشراف قيادات الجيش وقتها، والذين تابعوا كافة عمليات التصوير”.
وتدور أحداثه حول المجند الشاب” محمد” الذي يعود من غزة عقب نكسة 1967، وتربطه علاقة عاطفية بابنة عمه” فاطمة”، والفيلم قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة نجوى إبراهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان.
ولم يتوقف تاريخ الفنان الراحل عند السينما والمسرح، فله تاريخ طويل من الأعمال الفنية في التليفزيون والإذاعة، ولتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية؛ تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.
وتزوج الراحل من الفنانة شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين والتي تزوجت الفنان محمد رياض.
وحصل الراحل على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات داخل مصر وخارجها وكلها جوائز لها أهميتها، ومن بينها ، أفضل ممثل من مهرجانات طشقند عام 1980، مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا عام 1984، وعنابة بالجزائر عام 1988، كما حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980.
واختير رئيسا لتحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998، ورئيسا شرفيا للمهرجان في العام نفسه، إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة.
وحصل كذلك على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002، وتم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.
وقبل أيام، احتفلت مصر بذكرى نصر أكتوبر الـ47، ولم تفوت النجمة شهيرة، أرملة الراحل، المناسبة فكتبت، عبر حسابها بموقع فيسبوك”: “الرصاصه لا تزال في جيبك حبيبي … الفنان الوحيد الذي قام ببطوله أفلام أكتوبر لذلك ارتبط اسمك بانتصارات أكتوبر العظيم علي الشاشه.. كل سنه وانت طيب وبخير ياحبيبي”.
وولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد يوم 2 يونيو 1941، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 ، والتحق بالمسرح القومي.
وكان والده موظفا في هيئة قناة السويس، وكانوا يقيمون في فيلا تملكها شركة القناة، وحين اندلعت ثورة 23 يوليو وصدر قرار التأميم لهيئة قناة السويس في 1956 آلت ملكيتها إلى الشعب، وكان الأب فخورا بالثورة ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز.
وبعد انتهاء دراسته الثانوية، غادر محمود ياسين إلى القاهرة ليلتحق بالجامعة وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصا في المسرح القومي لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية.
كما كان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي.
ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل، وفي عام 1967 ، تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية “الحلم” تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” والذي قدم له أكثر من 20 مسرحية أبرزها الرجل الذي فقد ظله، القضية 68، شيء من الخوف، حكاية من بلدنا.
وجاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية وإخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلما حصد خلالها لقب “فتى الشاشة الأول”.
ومن أهم أفلامه أفواه وأرانب، الخيط الرفيع، أغنية على الممر، الشيطان إمرأة، أنف وثلاث عيون، الرصاصة لا تزال في جيبي، على من نطلق الرصاص، العذاب امرأة، أذكريني، انتبهوا أيها السادة، والجزيرة، الذي قدمه في عمر متقدم مع الفنان أحمد السقا.
** أيقونة حرب أكتوبر :
وظل الفنان محمود ياسين القاسم المشترك في أغلب الأفلام التي تحدثت عن العبور وأبرزها “أغنية على الممر”، والذي أنتج عام 1972، “الوفاء العظيم”، و” بدور”، و”الرصاصة لاتزال في جيبي”، و”الظلال في الجانب الآخر” وجميعها تم إنتاجها عام 1974،
ثم فيلم” حائط البطولات” والذي أنتج نهاية التسعينيات وواجه مشكلات في عرضه حتى منع من العرض لنحو 15 عاماً.
وبدأ محمود ياسين يتألق مع الأفلام الحربية عام 1972 ببطولة “أغنية على الممر” أثناء حرب الاستنزاف للمخرج علي عبدالخالق، والذي تدور أحداثه حول 5 جنود متحجزين في ممر بالصحراء بعد أن يتم استهداف جميع زملائهم بالكتيبة واستشهدوا جميعها، لينقطع الخمسة جنود عن العالم تماما، وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم.
ثم قدم فيلم “الوفاء العظيم،” والذي أنتج بعد عام واحد فقط من حرب السادس من أكتوبر، وشارك ياسين البطولة كل من نجلاء فتحي وكمال الشناوي ومن إخراج حلمي رفلة، وتدور أحداثه حول قصة حب تتخللها أحداث حرب أكتوبر وتنتهي أحداثه بانتصار أكتوبر وعودة الحبيبين اللذين فرقتهما الكثير من الأحداث الدرامية.
وفيلم” بدور” أنتج عام 1974، وشاركت نجلاء فتحي الفنان محمود ياسين البطولة، إذ تدور أحداثه حول شابة تقوم بالنصب والاحتيال، حتى يتعرف عليها” صابر”، الذي أدى دوره ياسين ويساعدها في العيش بشرف، وتتخلل الأحداث حرب أكتوبر حيث يتم تجنيد “صابر” في الجيش خلال تلك الفترة، والفيلم من إخراج نادر جلال.
أما الفيلم الأشهر فهو “الرصاصة لاتزال في جيبي”، والذي قال عنه محمود ياسين” تصورنا في كافة المناطق الحقيقة التي جرت فيها وقائع الحرب وقتها وهي محافظات القناة السويس وبورسعيد والإسماعيلية تحت إشراف قيادات الجيش وقتها، والذين تابعوا كافة عمليات التصوير”.
وتدور أحداثه حول المجند الشاب” محمد” الذي يعود من غزة عقب نكسة 1967، وتربطه علاقة عاطفية بابنة عمه” فاطمة”، والفيلم قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة نجوى إبراهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان.
ولم يتوقف تاريخ الفنان الراحل عند السينما والمسرح، فله تاريخ طويل من الأعمال الفنية في التليفزيون والإذاعة، ولتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية؛ تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.
وتزوج الراحل من الفنانة شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين والتي تزوجت الفنان محمد رياض.
وحصل الراحل على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات داخل مصر وخارجها وكلها جوائز لها أهميتها، ومن بينها ، أفضل ممثل من مهرجانات طشقند عام 1980، مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا عام 1984، وعنابة بالجزائر عام 1988، كما حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980.
واختير رئيسا لتحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998، ورئيسا شرفيا للمهرجان في العام نفسه، إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة.
وحصل كذلك على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002، وتم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.