in

أشرف غراب يكتب لدار الشرق الأوسط: كورونا.. اختبار من الله ورعب زائد

وجهة نظر شخصية تمثلني فقط، وعلي الله قصد السبيل، وأرجو من الله أن يُعافينا وإياكُم ويجعل لنا جميعاً من كل ضيقً مخرجاً..

‏‎أعمارنا مكتوبة.. فتداركوا نعمة وجُودكم واستغفروا الله، لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً، ولا تخشوا الأمراض، إنها جُند من جنود الرحمن، يُرسلها رحمةً منهُ، ولتعلم كل الخلائق أنه لا مفر من الله إلا إليه، وأن القوة للهِ جميعاً..

الأمراض والأسقام أوجدها الخالق ليس للابتلاء أو العقاب فحسب، بل ليُثبت كينونته علي خلقه وليعلموا أن القوة ليست مرتبطة بالعنصر المادي للأشياء، فأوجد الفيروسات والكائنات التي لا تري بالعين المجردة، وتستطيع بقوة الله أن تُشتت وتُميت وُتحير أفضل الكائنات علي ظهر البسيطة، ألا وهو الإنسان بكل علومه وقوته، والذي لن يستطيع رد أصغر الكائنات إذا أراد خالقها ذلك، فخُذوا العِبرة قبل الحيطة والحذر، واعلموا أن الله انفرد وحدهُ بالموت والحياة، لا يشاركهُ في هذا الامر أحد، لا نبياً مُرسلاً ولا ملكِاً مقربا، لِذا استقبلوا أقدار الله بلطف وطمأنينة وثقة في قضائه، حتي يُريكم لُطفه وكرمه.

إن الله عليمُ بما تصنعون، وهذه البلايا (مرض الكورونا)، كلنا نعلم أن هذا البلاء الذي حل علينا، بصرف النظر عن كل الأسباب الطبية والعلمية، فإن هذا الڤيروس يمتثل بخضوع كامل لإرادة خالقه، فيأتي من عند الله الذي لا راد لقضائه، وهو مِثل غيرهِ من الأسقام والأمراض تأتي بأمرٍ من خالقها الله الواحد الأحد، ومهما ننزعج ونقلق ونتألم ونضطرب ونخاف ونحذر ونُعد العُدة دون الأمل في لطف الله، واليقين وحسن الظن به وبصنيعه، لن ننجو أبداً، وأرواحنا بسِياط الوجع ستُضرب، لنرجع ونُحسن الظن بالله، وهذا هو الأهم، لأن الله تعالي هو من قال أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن عبدي ما يشاء،.ألا يكفينا هذا التصريح الرباني من ملك الملوك حتي نهدأ.

فجعل لنا الله من حُسن الظن بهِ جلّ علاه فرجاً من كل همٍ وكرب، أي أنك تجد ما تُريد بحُسن ظنك بخالقك، ما أعظمك إلهُ مقتدرٍ رحيمُ، ثم يستوجب الدعاء والتضرع لله سبحانه، وذلك بعد حُسن يقينك بهُ حتي تهدأ روحك، ويرتاحُ قلبك، وليأتي الفرج من السماء، كما جاء البلاءُ أيضا من السماء، وذلك حتي نأمن عاقبة البلاء وننجو بفضل ربُ رحيم، إن الله كان بكم رحيماً، وماربُك بظلام للعبيد..

وأن ما يُقدر لنا من اللهُ، يكون لكلِ منا علي حِدة، حسب ما يراهُ خالقُه من أمره، بعدلهُ النافذ وسلطانه الأزلي، وأننا علي قدر نوايانا وقلوبنا يأتي أمرنا من الله تعالي، إن الله ينظُر للقلوب ويُجري أقدارُه علي عباده بشكلٍ مُنفرد، وليس بالجمع، فأرح قلبك وعقلك، فعدلُ الله مُطلق، ولا يظلم ربُك أحداً، وليس ذلك بمعني أن البلاء نقمة أو عقاب من اللهُ فحسب، لا، فنحن لا نُدرك ذلك، حاش لله، إن عُقولنا لا تُدرك حكمة الله التي يُجريها علي عباده، إلا ما أظهرهُ الله لنا بلطفه ورحمته، لأن عقولنا تقصِر دون فهم ذلك، والله تعالي في محُكم عدلِه علي الخلائق يتجلي في أننا نُنعم ونُبتلي، ونسعد ونشقي، ونمرض ونُشفى، وتُوزع علينا أرزاقنا فرادي، كما جئنا فُرادي، وسنرحل فرادي، وسنحاسب امام خالقنا ايضاً فرادي، وڤيرس كروونا، المزعوم سيأتي لينا فرادي لأشخاصُ دون غيرهم بإرادة خالقه، وحتي لو أصابنا جميعاً، فهذا أيضا قدرنا كلنا بشكلِ فردي وليس علي نمط الجمع كما يعتقد كثير منا، وذلك يكون من واقع رؤية الخالق لعبيده، وتنظيم أمورهم كما يري بحكمته، ولا راد لقضائِه، لأنهم خلقِه وهو وحده القادر والعالم ببواطن أمورهم وخفاياهم، وكلِ منهم علي حِدة، وحسب ظن كل منهم في صنيع الله تجاهه، كل منا يعلم جيداً أين هو مع ربُه، وعلي ظنه يجد خيراً كان أو شراً.

ولذلك لو تمعنا النظر قليلاً في أحوالنا وفي مجريات أقدارنا في أمور حياتية أخرى، نجد مثلاً وسط كل البؤس والظروف المعيشية الصعبة في مجتمعاتنا – وذلك علي سبيل المثال لا الحصر – تجد السعادة والطمأنينة والراحة في قلوب يملأها الفقر والاحتياج ولا تجدها في نفس ذاك المجتمع مع أصحاب الأموال والأعمال، وأحيانا العكس، فيتضح لنا أن مصائب الدنيا ونكبات الدهر لا تحدث بشكل عشوائي، وليس لمجرد وجود كارثة كونية أو مرض أو وباء، أياً ما كان من كوارث جماعية أوخلاف ذلك، حاش لله في عدله وقضاءه المُطلق أن يأخذ الله أحداً بذنب أحد، أو إنك لمجرد وجودك صُدفة في طائرة تحطمت، أو ظاهرة كونية تعرضت لها أو خلاف ذلك من المصائب التي يتعرض لها جمع من البشر، لا وألف لا.

إن الكون الذي يُدار من قِبل اللهُ جل جلاله وعلا شأنه، من المستحيل حدوث أي حدث فيهِ لأحد من خلق الله على سبيل الصُدفة لمجرد وجودك في الحدث، كلها مُقدرة علي كل منا بقدرٍ معلوم، حتي لو لم نكن داخل الحدث سيأتيك قدرك لا مُحالة وكما نعلم عن الموت مع تعدد أسبابه ولكنه بقدرِ وموعد معلوم لكل منا بصرف النظر عن الكيفية.

ونستلخص من ذلك، أنه لابد لكل منا أن يطمئن ويعلم أن ما أصابك ما كان ليُخطؤك، وما أخطأك ما كان ليصيبك، وبدلاً من الإرهاق في تفاصيل أسباب المرض وحجمه، نبحث أولاً في قلوبنا عن مُسبب الأسباب وصاحب المعجزة والسلطان، ونترك العلم لذويه ولأهل الاختصاص، وندعو لهم بالتوفيق ولا ننسي أن نأخذ أيضاً بالأسباب والعلم كما أمرنا الله، ولكن دون قلق أو توتر، ولا نُحمل الأمور فوق طاقتها، ونتمسك بالله الذي هو رب الأسباب ومُجري الأقدار، ونتيقن أن كُلاً مِنا لهُ قدرُ معلوم، يجري علي كل منا بفردية مطلقة، وعدلُ مُحقق، وحكمة بالغة.

رأيي الشخصي أن خوفنا المُريب واضطرابنا واحتياطنا بهذا الشكل المُبالغ فيه، ليس خوفاً من الموت والمرض علي قدر ما هو عدم حُسن ظن ويقين بالله العظيم وأقداره، ولذلك تجِدنا لسنا علي شاكِلة واحدة من الاضطراب والخوف، لأن كلاً منا يعلم أين هو من الله جل جلاله الذي هو من يُقدر لنا النعِم والبلاءات ونعلم جميعاً أيضاً علي سبيل الفهم والعظة، أنه مع الرغم من ظلمة القبور، وكيف هي موحشة لمن يراها منا في الدنيا، ونخاف ونخشي من وحشة منظرها ونُرهب عند رؤيتها، ولكنها ليست عند كل من سكن بداخلها موحشة، فهي بمثابة منزلة من النعيم عند بعض من يسكنها، وعند غيرهم منزلة من العذاب والظُلمة، وجميعهم في نفس المكان الواحد وبتفاصيل ظاهرية واحدة، ولكن شتان بينهما.

فسبحانك إلهُ عظيمً مقتدر وكان ربي علي كل شىء قديراً وبصيراً وحكيما، فيجب علينا أن نطمئن لأقدار الله ونثق فيمن يُسير لنا الأسباب، فيأتيك علي حسن ظنك ويقينك بالله، ما لا يأتيك علي حسن تفكيرك وفِطنتك، وإذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه، ثم أتمه، وعلي نيتكم تُرزقون، وحاش لله أن يكون ظلاما للعبيد وكفى بالله مُعينًاً ومعافيِاً ودوداً، وكلمة أخيرة أود قولها ويعلم الله صدقي وأنا علي ما أقولُ شهيد.

أنا أشرف غراب عبد فقير لله، واثقاً في مولاه، لا أخشي مرض الكورونا، وذلك لحسن ظني بمقادير خالقي، وأمري كلهُ بين يديه فليفعل بي ما يشاء.. تحياتي وامتناني ❤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جبران: 250 ألف جنيه من نقابة البترول لصالح صندوق رعاية العمالة غير المنتظمة

أسعار الفائدة في مصر

المركزى يضم الشركات الزراعية البالغ حجم أعمالها 50 مليون وحتى مليار جنيه للمبادرة