رئيس شركة الشرق لصناعة الأعلاف والإنتاج الداجني: متخصصون في إنتاج جميع أنواع البيض الأرضي والبطاريات
غياب التسعير العادل والتسويق الخارجي يهدد بالقضاء على صغار المنتجين
السعر العادل لا يصل للمستهلك.. نبيع طبق البيض بـ23.5 جنيه ويصل للناس بـ37 و42 جنيهاً
ارتفاع تكاليف خامات الأعلاف والأدوية على رأس المعوقات
نحتاج نظرة رأفة من الجهات المسئولة لأننا نقترب من الاختفاء من خريطة الإنتاج
نحتاج آلية تسعير تضم صغار وكبار المنتجين والتجار تحت غطاء رسمي
الرئيس السيسي «ينحت في الصخر» لبناء مصر الحديثة
بخطوات سريعة ونجاح متواصل استطاع الأستاذ حمادة إبراهيم محمود، رئيس مجلس إدارة شركة الشرق لصناعة الأعلاف والإنتاج الداجني، أن يحجز لنفسه مكانة جيدة بين العاملين في إنتاج بيض المائدة في مصر، بما يوفره من منتج هو الأفضل رغم الصعوبات التي تواجه القطاع وصغار المستثمرين فيه.
الأستاذ حمادة إبراهيم محمود، بدأ خطوات تدشين شركته في عام 2016، وحقق نجاحات وانتشارا واسعا بمنتجاته الأكثر من رائعة، لكنه يواجه عدة مشكلات أهمها زيادة أسعار الأعلاف وعدم وجود تسعير عادل لمنتج بيض المائدة في مصر، وعدم وجود فرصة تصديرية تستطيع من خلالها مصر تسويق الفائض من منتج بيض المائدة، وغيرها من المشكلات تحدث عنها الأستاذ حمادة إبراهيم محمود، في حوار مطول مع جريدة «أنباء الشرق الأوسط»، فإلى نص الحوار..
يقول الأستاذ حمادة، إنه بدأ تدشين شركة الشرق لصناعة الأعلاف والإنتاج الداجني عام 2016، شركة مساهمة مصرية بنظام الاكتتاب المغلق تابعة لهيئة الاستثمار، والتي تخصصت في إنتاج بيض المائدة، حيث دشنت الشركة عدة مزارع بشكل تدريجي، ثم طورت من أعمالها باستيراد عنابر حديثة لتواكب التطور في هذه الصناعة، وهو ما ساعدها على إنتاج بيض أبيض وأحمر وأرضي وبيض بطاريات.
وتابع أن الشركة تستطيع تغطية كل متطلبات السوق من بيض المائدة، مع اختلاف الضغط علي المنتج من منطقة لأخرى فهناك مناطق تستهلك البيض الأبيض مثل الصعيد، ومناطق أخرى تستهلك البيض الأحمر، ومناطق أخرى تحب البيض البلدي، مضيفا أن شركته تتميز بالجودة وتمتلك من كل هذه الأصناف نوعين أحدهما بيض أرضي والآخر بيض بطاريات، فضلا عن البيض الأورجانيك مكتمل العناصر الغذائية، وكلها أصناف تتسم بالجودة العالية.
لكن الأستاذ حمادة تحدث عن عدة معوقات تهدد استثماراته بل وتهدد بإغلاق الشركة بالكامل منذ تدشينها، أهمها مشكلة ظهرت منذ مارس الماضي تكاد تمحو المربين الصغار من علي الخريطة الإنتاجية، وتسببت في أن الشركة لا تستطيع تغطية التكاليف اليومية بعيدا عن تحقيق أرباح، مضيفا أنه يبذل مجهودا كبيرا وينفق أموالا في تربية الدواجن خلال 5 شهور حتى تبدأ الإنتاج، «صرفت علي الدجاجة نحو 80 إلي 90 جنيها، بمتوسط 450 ألف جنيه لعنبر يضم 5 آلاف دجاجة»، فضلا عن المصروفات اليومية، والتي تشمل نصف طن علف بنحو 3 آلاف جنيه يوميا، فضلا عن الأدوية والفيتامينات وأجر العمالة والمزرعة والكهرباء والمياه، ولكن بعد كل هذه المصروفات نفاجأ ان الإنتاج لا يغطي المصروفات اليومية، بدلا من البحث عن تغطية رأس المال وتحقيق أرباح.
وأوضح أن أهم المشكلات التي تواجه الصناعة، تتمثل في ارتفاع تكاليف خامات الأعلاف والأدوية، خاصة أن مصر تستورد أكثر من 75% من احتياجاتها من الذرة، فضلا عن غياب التسعير العادل لمنتج بيض المائدة.
وتابع أن حل مشكلة ارتفاع تكاليف خامات الأعلاف يتمثل في شقين، أحدهما حل بعيد المدى يشمل التوسع في زراعة الذرة بشكل أفقي بتوسيع الرقعة الزراعية بالذرة الصفراء، وبشكل رأسي باستقدام بذرة مستنبطة تحقق إنتاج وفير، وهو ما يخفف من العبء علي السيولة النقدية الأجنبية وتوفيرها لأي مستلزمات أخرى، أما الحل قصير المدى، فيتمثل في تدخل وزارة الزراعة أو الجهات المعنية المسئولة عن القطاع سواء الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أو شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، لينظروا إلى مجالنا بعين الرأفة لأننا نقترب من الاختفاء من خريطة الإنتاج.
وشدد على أن الرئيس السيسي دائما ما ينادي ويشجع علي ضخ الاستثمار سواء أجنبيا أو محليا، كما يشمل صغار المستثمرين بالرعاية الكاملة ويعطي توجيهات للجهات المسئولة بذلك، لكن للأسف التنفيذ لا يتم بالشكل المطلوب.
وشدد على أن حل مشكلات صغار المنتجين والمربين تتمثل في تشكيل لجنة تحت مظلة رسمية من الدولة تضم صغار وكبار المنتجين والتجار، وعمل تسعيرة أو آلية للتسعير تكون منوطة عن السعر اليومي للبيض يراعى فيها عملية العرض والطلب بما لا يقل عن التكلفة اليومية للإنتاج، فلا يجوز إنتاج سلعة بخسارة بسبب عمليات العرض والطلب، مضيفا أن التسعير حاليا يعتمد علي السعر الخارج من كبار المنتجين «للأسف الشديد».
وأكد ضرورة وجود لجنة تسعير منصفة مكونة من أشخاص على مستوى الجمهورية، يراعى فيها وجود كبار وصغار المنتجين والتجار، لأننا لا نستطيع إخراج التاجر من هذه المنظومة لأنه الناقل الحقيقي لشكل السوق، مضيفا أن هذا التواصل بين صغار المنتجين وكبارهم وصغار التجار وكبارهم، يخلق حالة توازن في الأسعار لتكون حقيقية وفي صالح المواطن وفي صالح المنتج.
وشدد على ضرورة أن تكون لجنة التسعير المستحدثة تحت مظلة رسمية، بإشراف من وزارة الزراعة أو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، تحت أي مسمي لتكون بورصة مصرية لبيض المائدة، تخرج السعر اليومي بشكل إلزامي، مضيفا أن عدم وجود إشراف من الدولة لن يلزم أحد بهذه الأسعار، كما ستظهر بعض التعاملات من المنع أو الإغراق.
وبينما أكد أن مصر وصلت للاكتفاء الذاتي في مصر من إنتاج بيض المائدة بـ13 مليار بيضة أو 1.250 مليون طبق يوميا، قال إن الدولة تنظر لهذا الإنجاز على أنه محنة بدلا من كونه منحة، وتطالب بتخفيض الإنتاج وهي «كارثة» بكل المقاييس، مضيفا أنه لا يوجد دولة تسعي لبناء اقتصاد قوي تطلب تخفيض إنتاج أي سلعة ناجحة في إنتاجها، بدلا من فتح مصادر لتصريف البضائع الزائدة ودر دخلا للدولة المصرية، ليكون مصدرا من مصادر الدخل القومي عن طريق التصدير وفتح اسوق جديدة وعمل دعايا للمنتج وأهميته الغذائية بين مواطني دولتك.
وشدد على أن الشعب المصري غير مستهلك لبيض المائدة، فآخر إحصائية في 2018 أظهرت أن مصر علي الرغم من كم الإنتاج فيها من بيض المائدة، لكنها أفقر دولة من حيث الاستهلاك للبيض، حيث متوسط استهلاك الفرد بالخارج لبيض المائدة 310 بيضات سنويا، بينما في مصر يصل استهلاك الفرد إلي 105 بيضات فقط في العام، وهو معدل ضعيف جدا للاستهلاك.
ولفت إلى أن هذه المشكلة ناتجة عن عدم التوعية للمواطن ووجود بعض المفاهيم الخاطئة عن خطورة استهلاك البيض، وما يسببه من مشاكل للأوعية الدموية والجلطات، بينما اتضح أن كل هذه الخرافات من المفاهيم المغلوطة، مضيفا أن عام 1960 ظهرت أبحاث في أمريكا تتحدث عن أن البيض والسمن البلدي من العوامل المؤثرة والمتسببة في انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات وهو كلام غير حقيقي، تم اكتشاف أنه خطأ بعد ذلك في آخر أبحاث تمت عام 2014، والتي أكدت أن البيض لا يتسبب في رفع نسبة الكليسترول بل مهم لتوفير الكوليسترول النافع للجسم.
وأضاف أن الجسم يحتاج يوميا من الكوليسترول النافع نحو 3 آلاف ملل جرام، ينتج منه الكبد نحو 80% لكنه يحتاج نحو 20% من الخارج لتغطية احتياجات الجسم وهو متوفر جدا في البيض، والذي أظهرت أيضا الأبحاث أن أكله بنسبة عالية يخفض الضغط علي الكبد.
وأشار إلى أن الشائعات المروجة ضد البيض، كانت لأغراض أو أهداف دولية، من الدول الأجنبية الرائدة في صناعة الزيوت المهدرجة والصناعية، وللأسف انساق الناس خلفها، ما أدي لضعف استهلاك المنتجات الحيوانية المفيدة، مطالبا الجهات المسئولة بضرورة تصحيح هذه المفاهيم عن طريق الحملات الإعلانية والإعلام.
كما طالب بحل مشكلات صغار المنتجين، مطالبا الدولة بالتدخل قبل القضاء علي صغار المنتجين، وهو ما سيزيد البطالة خاصة أن نحو 5 ملايين أسرة يعملون في مجال الدواجن بشكل مباشر أو غير مباشر بما يمثل نحو 20 مليون مواطن، قائلا «نحو 20% من الشعب يستفيد من مجال الاستثمار الداجني، وهو مجال واسع يضم أعلافا وأدوية وبيض مائدة ولحم ومجازر ومعالم تفريخ ومحطات أمهات».
وأوضح أنه يطالب بتسعير عادل وليس زيادة السعر علي المستهلك، فالمفاجأة أن المستهلك لا يصل له السعر العادل، حيث نبيع طبق البيض من المزرعة بـ23.5 جنيه بينما يصل للمستهلك بـ37 و42 جنيها في بعض المناطق، فيما تذهب هذه الفجوة السعرية إلى أباطرة السمسرة في القطاع، ويبقي المربي أو المنتج هو الحلقة الخاسرة في هذه المنظومة.
كما طالب الدولة بفتح مجالات تصدير البيض، بما يساعد العاملين في القطاع على تصريف الإنتاج الزائد، وذلك من خلال الجهات المعنية المتمثلة في وزارة التجارة والصناعة ووزارة الخارجية، ضاربا مثالا بدولة ليبيا المجاورة التي تحتاج هذا المنتج بشكل كبير وتستورده من الدول الأخرى، بينما مصر أقرب لها في النقل والشحن والسعر المناسب، ويساعد في ذلك توقف الحرب هناك بفضل الدولة المصرية.
وأوضح أن هناك أسواق مستهدف أخرى على رأسها العراق، التي تستورد البيض بأسعار غالية جدا من تركيا وإيران، مطالبا بسفر وفد اقتصادى مصرى، بمرافقة وفد دبلوماسي يساعد فى فتح السوق العراقي أمام قطاع إنتاج بيض المائدة، الضخم والرهيب والمفتوح.
وأوضح أن الدولة عليها دعم القطاع حتي تتجنب زيادة نسبة البطالة من نحو 5 ملايين مواطن، كما أن المصريين العائدين من الخارج بدأوا تدشين مشروعات تتعلق بمجال الدواجن لأن مجال سهل ويمكن العمل فيه بشكل سهل وبسيط، عكس الاستثمار فى الصناعة، مشددا على ضرورة تشجيع هؤلاء المستثمرين بدلا من قتل أحلامهم في مهدها، مطالبا الجهات المسئولة في الدولة بالقيام بدورها لخدمة القطاع والتحرك بأسرع وقت لإنقاذ هذه الصناعة.
وتابع أنه ليس من العقل استيراد لحوم بيضاء من الخارج أو دواجن مجمدة بينما مصر لديها وفر كبير من هذا المنتج، بل المفروض تشجيع المربين على زيادة الإنتاج ووقف الاستيراد، فى ظل النهضة الاقتصادية التى تعيشها مصر على يد الرئيس السيسي، الذى يعمل ليل نهار لخدمة البلد وتحقيق طفرة اقتصادية وإعادة بناء الدولة بالشكل المطلوب.
فيما وجه رسالة إلى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور السيد القصير، قائلا له «اتقى الله يا وزير الزراعة فى القطاع لأنك ستسأل عنه أمام الله.. يا وزير الزراعة القطاع ينهار إن لم تتدخل بشكل جذرى لحل المشكلة».
كما وجه رسالة إلى الرئيس السيسي، قائلا «كان الله فى عونك.. أنت بصراحة بتفحت فى الصخر، وأنا أؤيد كل إنجاز وكل مشروع يقوم به الرئيس لأنه يعمل كثيرا من أجل مصر».
وتابع أن مصر تسير على خطى ثابتة في عهده، وستكون من أكبر القوى الاقتصادية على مستوى العالم فى فترة وجيزة جدا، رغم المشاكل التي واجهتها، وأكبر دليل على ذلك تجاوزنا مرحلة تفشى مرض كورونا من خلال تعامل محترف من الدولة المصرية، وهو ما ساعد في عدم حدوث عجز في أي منتجات بالسوق خلال الأزمة، كما تم السيطرة على عدد حالات الإصابة والوفيات في مصر مقارنة بدول العالم.
وأوضح أن الرئيس أعاد لمصر هيبتها بين دول العالم، كما عادت مصر لوضعها الطبيعي كسلة غذاء.