قررت شراء الشركة من مستثمرين فرنسيين في 2013 بعد التخارج منها في 2005
لدينا برنامج طموح للتوسع باستثمارات الشركة خلال عامين
مصر تمثل العمود الفقري للأمة العربية والشركة تواصل مساهمتها في دعم اقتصادها
الرئيس السيسي تيقن أن التعليم قضية أساسية وحجر الزاوية في أي عملية تنموية
مصر تحتاج نهضة تقوم علي القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة وسياحة
زيادة الفائدة علي الإقراض وطول أمد التقاضي أهم مشاكل الاستثمار في مصر
حصلنا علي 3 شهادات أيزو.. و الجودة في الشركة “شيء مقدس”
مصر شهدت نهضة غير مسبوقة علي كافة المستويات في عهد الرئيس السيسي
تواصل الشركة العالمية للكابلات مسيرتها الناجحة في السوق المصرية، منذ عام 1993، تحت قيادة المستثمر اللبناني غسان البلبل، رئيس مجلس الإدارة، الذي استطاع أن يكون داعما لاقتصاد بلاده كما كان داعما للاقتصاد المصري منذ سنوات بعيدة.
الشركة العالمية للكابلات كما أنها إحدي قلاع الصناعة في مصر، فإن الأستاذ غسان البلبل يعد من قيادات القطاع الصناعي في الوطن العربي، لها رؤية في القطاع كما أن له رؤية في الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها مصر خلال السنوات الماضية وتأثيرها علي جاذبية السوق المصرية للاستثمار.
جريدة “أنباء الشرق الأوسط” حرصت علي لقاء “البلبل”، والحديث معه عن استثماراته وشركته في مصر، وكيف ينظر إلي السوق المحلية في ظل إجراءات استثمارية جاذبة، وماذا ينقص مصر خلال الفترة المقبلة لقيام نهضة صناعية..
في البداية قال “البلبل”، إنه مستثمر لبناني وعضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، موضحا أنه كان يشغل منصب رئيس شركة كابلات لبنان لحوالي 45 سنة، والتي كان يقع تحت مظلتها الشركة العالمية للكابلات في مصر، وفي عام 2005 قرر بيع الشركة لبعض المساهمين الفرنسيين، لافتا إلي أن الصفقة كانت تشمل الشركة العالمية للكابلات.
وتابع أن الصفقة كانت باستحواذ الشركاء الفرنسيين علي 99% من الشركة العالمية للكابلات بينما 1% للشركاء المصريين، لكن بعد اندلاع ثورة يناير عام 2011 وتوتر الأوضاع في مصر، تكبدت الشركة خسائر كبيرة وقرر الشركاء الفرنسيون الانسحاب من السوق المصرية في 2013، حيث عرضوا عليه شراء “العالمية للكابلات” من جديد.
وأوضح أن وضع الشركة رغم أنه كان صعبا اقتصاديا لكن كان لها مكانة كبيرة في قلبه نظرا للنجاحات التي كان قد حققها منذ عام 1993، فضلا عن علاقته بالعاملين فيها والذين قضوا عمرهم بالكامل في بنائها، والذين كان من الصعب تسريحهم وغلق أبواب رزقهم، ويصل عددهم إلي 500 عامل، لذلك كان القرار بشراء الشركة حيث استلمها في أوائل 2014، لكنه اتفق مع الشركاء الفرنسيين علي بقائهم في الشركة لإعطاء المشورة والمعونة الفنية، وهو ما حدث بالفعل.
وأضاف أنه وافق علي عرض شراء الشركة رغم ما يمتلكه من أعمال في لبنان، “حرصت علي استمرار المؤسسة التي بنيناها في الماضي حتي تستمر وتكون لبنة من لبنات القطاع الصناعي والاقتصادي ومساهمة في دعم مصر التي اعتبرها العمود الفقري للأمة العربية، موضحا أن هذه أهم الدوافع للاستثمار في مصر واستمرار الشركة حتي الآن.
وعن رؤيته للاستثمار في السوق المحلية، أوضح أن مصر كأي دولة ناشئة تحتاج نهضة تقوم علي القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة وسياحة، “لو نظرنا للبلاد المتقدمة سنجد أنه لا يوجد بلد متقدم إلا إذا كان فيه صناعة متقدمة”، مضيفا “مصر لديها ما لا تملكه الدول المتقدمة من الأيدي العاملة، خاصة أن النسبة الأكبر من السكان في الوطن العربي عامة ومصر خصوصا من الشباب، ورغم ذلك فإن البطالة بينهم عالية جدا، وذلك بسبب عدم اعتماد هذه الدول علي الصناعة.
وتابع أن الصناعة قادرة علي تحقيق إنجازين مهمين جدا هما المساهمة في الاقتصاد بشكل أساسي وخلق فرص عمل وكوادر صناعية وامتصاص البطالة بين الشباب.
ولفت إلي مشاركته كعضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت في دراسات مع المنظمة الاقتصادية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة “الإسكوا”، والتي أظهرت أن الدول التي يعتمد اقتصادها علي القطاعين العقاري والمالي نموها وفرص العمل فيها 25% من الاقتصادات المبنية علي القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة والسياحة، “لذلك أتمني أن تضع الحكومة المصرية ضمن أولوياتها تشجيع الاستثمار الصناعي خاصة مع تراجع اعتمادها علي الزراعة بسبب قلة المساحة المزروعة في الدلتا، واحتياج المجال الزراعي للآلات والمعدات التي تحتاج لنهضة صناعية أيضا”..
وشدد علي أن مصر تعد أكبر سوق عربي من حيث عدد السكان، ولكن تحتاج بعض الحوافز للمستثمرين الصناعيين حتي يبادروا للاستثمار الصناعي فيها، بما تمثله من فرص واعدة، مؤكدا أن هناك عدة عوامل تشجيعية علي الحكومة المصرية الاهتمام بها أهمها الاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه بشكل ماهر من خلال التركيز علي التعليم عامة والفني خاصة.
وأوضح أن الرئيس السيسي تيقن أن التعليم قضية أساسية وحجر الزاوية في أي عملية تنموية بمصر، خاصة التعليم المهني لأن الصناعات تتطور في العالم تكنولوجياً بما يتطلب من كفاءات عالية تستطيع مواكبة هذا التطور وممارسة دور الإدارة والتشغيل لأي صناعة، ضاربا مثلا بدولة سنغافورا بمساحتها التي تعد أصغر من القاهرة، لكنها استغلت إمكانياتها لزيادة دخل الفرد فيها إلي 10 أضعاف باعتمادها علي التعليم والعمل فقط، بما يؤكد أن التعليم مهم في مجال الصناعة.
وأضاف أن العنصر البشري والتزامه وتعليمه وكفاءته وتكوينه المهني كلها عناصر مهمة في الأيدي العاملة بالمجال الصناعي، مضيفا “أعتقد أن مصر تسير علي الطريق السليم ولكن تحتاج مجهودا كبيرا، خاصة مع ما تضمه من عناصر بشرية تصل إلي 20 مليون تلميذ في المدارس، حاليا يمثلون ثروة قومية إذا أحسن استغلالهم”.
وتابع أن من ضمن الحوافز الاستثمارية والتي قامت بها الحكومة بالفعل، تحرير سعر الصرف رغم ما يحمله من ضغط علي الطبقات الفقيرة لكنها كانت خطوة مهمة جدا، ولكن تبقي المشكلة الأصعب في زيادة نسبة الفائدة علي الإقراض والاقتراض والتي تصل إلي 17% بما يحمله من عدم تشجيع للمستثمرين الصناعيين علي اقتحام السوق، مطالبا بتخفيضات أكبر علي الاقتراض.
ولفت إلي مشكلة أخري تواجه الاستثمار في مصر وهي طول أمد التقاضي في النزاعات الاقتصادية، والتي تصل إلي 5 سنوات، رغم أن عالم المال والأعمال لا يحتمل كل هذه الفترات في النزاعات، قائلا “حتي يكون القانون حمايته فعالة عليه أن يبت في الأمور سريعا.. هناك بطء في التقاضي والفصل في النزاعات الاقتصادية في مصر وهو ما يتسبب في تردد بعض المستثمرين قبل دخول السوق”.
التصدير
من جانبه قال رجل الصناعة غسان البلبل، إن الشركة تصدر 15% من إنتاجها للبلدان العربية وبعض الدول الإفريقية، بما يوفر عملة صعبة للدولة المصرية بشكل مباشر، كما توفر كابلات للسوق المحلية، بما يوفر عملة صعبة كانت سيتم إهدارها في الاستيراد، لافتا إلي أن الشركة لديها برنامج استثماري طموح للتوسع خلال العام الحالي، كما أن لديها خطة لتوسعات جديدة في العام المقبل، بما يوفر من فرص عمالة للشباب والعاملين في مصر.
وتابع أن الشركة لديها مركز تريب للشباب سواء العاملين أو من الخارج، علي الطرق الحديثة للتعامل مع الآلات وإدارة الحوكمة، موضحا أن مجلس الإدارة قرر مضاعفة ميزانية مركز التدريب خلال العام الحالي، نظرا للإقبال الكثيف عليها.
الجودة
وشدد “البلبل” علي أن الجودة لدي الشركة شيء مقدس، خاصة أنها تبيع منتجاتها لشركات حكومية تتطلب مواصفات دقيقة، كما أن منتجات الشركة تخضع لاختبارات من مؤسسات عالمية قبل التصدير، لافتا إلي أن “العالمية للكابلات” حصلت علي 3 شهادات أيزو تجددها كل عامين، “كان من ضمن اتفاقنا مع الشركاء الفرنسيين بأن يستمروا في المشورة الفنية بما تشمله من مراقبة علي جودة المنتجات وهو ما يحدث بالفعل”.
وأوضح البلبل، أن صناعة الكابلات في مصر تكفي لاحتياجات السوق المحلية، كما يوجد طاقة تصديرية متوفرة لدي جميع الشركات، بما يؤكد أن القطاع قوي جدا في مصر.
ولفت إلي أن شركته ضمن الاتحاد العربي للصناعات الهندسية التابع للجامعة العربية، كما تشارك في اتحاد صانعي الكابلات العرب بما يضمه من 47 شركة من عمالقة الصناعة، حيث يشغل “البلبل” منصب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد مع أحمد السويدي وحامد الزياني وعضو من الجزائر، مضيفا أن الاتحاد يضم جميع صناع الكابلات العرب ويسعي لتحسين قدرة الصناعة التنافسية وحماية السوق العربية من المنافسات الأجنبية غير المشروعة والتي تمارس “الإغراق” علي الصناعات العربية من خلال تصدير منتجات رديئة للدول العربية.
وأوضح أن صناعة الكابلات خطيرة جدا لما تمثله من خطورة في حال عدم مطابقتها للمواصفات.
وعن مصانع بئر السلم قال إن لبنان لديها تجربة بتوحيد مواصفات عامة متطابقة مع المواصفات العالمية إلزامية علي المصانع وتعريف الناس بها، لذلك يتم استبعاد المنتجات الرديئة من المواطنين بشكل مباشر.
الرئيس السيسي
وعن رؤيته فيما تم من إنجازات في عهد الرئيس السيسي، قال المستثمر اللبناني غسان البلبل، إن مصر شهدت نهضة غير مسبوقة علي كافة المستويات سواء في قطاع البنية التحتية من كهرباء أو طرق وكباري، مما شجع العديد من المستثمرين لاقتحام السوق المصرية، خصوصا في قطاع الطاقة.
ولفت إلي وجود اتفاق بين الحكومة اللبنانية مع الاتحاد الأوروبي لتشجيع القطاع الخاص في المشاركة بتدشين البنية التحتية، حيث يتولي رجال الأعمال 85% من المشروعات مقابل 15% فقط علي الحكومة، حتي لا تمثل هذه الاستثمارات عبئا علي الموازنة العامة للدولة، ضاربا مثلا بما تم في قناة السويس الجديدة بمشاركة المصريين في تمويل حفرها حيث استطاع الرئيس السيسي جمع 10 مليارات دولار خلال أسبوع واحد، متمنيا أن يحدث ذلك في جميع المشروعات القومية خاصة في البنية التحتية، الأمر الذي يساهم في تقليل اقتراض الدولة ويخفف العبء علي الموازنة العامة.
كما أشاد بما تم تحقيقه علي مستوي قطاع البترول من اكتشافات غاز ونفط تساعد مصر لتكون مركزا للطاقة في المنطقة، وهو عامل جذب للاستثمار في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات.
ووجه رسالة إلي الرئيس السيسي، مشيدا بما حققه من إنجازات وتطور لم يحدث منذ زمن بعيد فضلا عن الأمن والأمان الذي استطاع إعادته للشوارع المصرية، قائلا “لم أفكر في الحضور لمصر كثيرا بعد ثورة يناير بسبب الانفلات الأمني، خوفا علي حياتي وحياة أسرتي.. أعتقد هناك فرق كبير بين هذا الوقت وما تعيشه مصر حاليا من أمن ونشاط عمراني واقتصادي”.